عادات اردنية ضارة في زمن الانفلونزا

mainThumb

15-06-2009 12:00 AM

احسنت وزارة الصحة بالتحرك المبكر لوقاية الاردنيين من انتشار وباء انفلونزا الخنازير. بقي ان يُحسن الاردنيون في وقاية انفسهم ومساعدتها لتجنب انتقال الوباء الى بلدهم وشعبهم.

لقد أُعلنت في اوروبا وامريكا قواعد ارشادية من اجل تجنب انتشار هذا الوباء الخطير ومحاصرته, ومن المهم, ان تتابع المراجع الصحية في المملكة كل تطور على هذه الارشادات بما يفيد المواطن للوقاية, وعلى سبيل المثال, كان هناك اعتقاد بان مجرد وضع الكمامة على الفم والانف يقي من الوباء, لكن آخر الابحاث تؤكد بان الكمامة لا تفيد, وبأن الفيروس ينتقل بواسطة »المصافحة« بالايدي وكذلك التقبيل بين مصاب وغير مصاب.

من هنا ومن باب المثل القائل »درهم وقاية خير من قنطار علاج«, والوقاية هنا من وباء عالمي تساوي الف قنطار, اقترح, ان يكون للاردنيين قواعد ارشادية تضاف الى ما هو معروف من ارشادات عالمية لمواجهة الوباء في حال ظهوره - لا سمح الله - في الاردن.

القواعد الارشادية للاردنيين تبدأ بالمطالبة بتعليق بعض عاداتنا الاجتماعية التي ان استمرت في ظل انتشار الوباء ستشكل منفذا للفيروس الى صدور المواطنين, من هذه العادات التي يجب التخلي عنها الى ان ينحسر الوباء والبلاء هي:

(1) التوقف عن عادة أكل المناسف بالايدي, وقد نكتشف ان هناك مخزوناً استراتيجياً, في قيمنا الاجتماعية, لمواجهة مثل هذا الوباء, وهي »وثيقة السلط«, التي نصت فيما نصت على تناول المنسف بالمعالق, ولا مانع من اضافة الصحون اليها.

فكثرة الايادي في المنسف مع سكب الجميد عليه ستجعل تفادي نقل الوباء صعبا, خاصة وان من العادات ان لا تُغسل الايدي بالصابون قبل تناول المنسف. وقد سمعت احدهم يذم آخر وهو يشكو مساوئه قائلاً: تصور هذا الرجل يغسل يديه قبل ما يأكل المنسف!! منوهاً الى ان رائحة الصابون قبل الاكل تفقد الطعام مذاقه.

وقد نضيف الى عاداتنا تحت وطأة الخوف من خطر الوباء, ضرورة ان تُغسل الايدي بالصابون قبل وبعد تناول المناسف الجماعية وان نسخر من الذين يرددون المثل »صابون العرب لحاها«.

(2) ومن عاداتنا التي لا بد من تعليق بعضها, نظرا لحقيقة, ان الوباء ينتشر (واقول في حالة حدوثه لا سمح الله) عن طريق المصافحة والتقبيل, بان يتخلى الاردنيون عن عادة (بالحضن يا سيدي).. واذا ما تصافحوا خلال الجاهات وفي بيوت العزاء ان يمتنعوا عن حك انوفهم بايديهم قبل غسلها بالصابون, المعقم الوحيد للفيروس.

(3) أما العادة الاخيرة, فهي تتعلق بصب (القهوة السادة) في الفناجين بالجاهات وبيوت العزاء وتناولها تباعاً من يد الى اخرى واذا ما غسلت (تشطف بالماء فقط) من دون استخدام الصابون. ومن الافضل لصحة الاردنيين ان يلامسوا صدورهم بايديهم عند تقديم قهوة بهذه المواصفات تعبيرا عن الاعتذار بلباقة.

قد يجد القارىء, انني اطرح موضوعا خارج السياق, ولكني اؤمن بما تقوله منظمة الصحة العالمية التي اعلنت انفلونزا الخنازير وباء عالميا, لانه بدأ يخترق حدود الدول, والى جانب الدعوات الى الله عز وجل ان يبعد عنا كل انواع الانفلونزا لا بد من الاخذ بالحديث الشريف »اعقل وتوكل«.العرب اليوم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد