كل تطوير لا يخدم المواطن يظل (كلام ساكت)

mainThumb

17-06-2009 12:00 AM

مجيد عصفور

كلما يقوم جلالة الملك بزيارة مفاجئة متخفيا او غير متخف لوزارة ما او دائرة ما للاطلاع على كيفية تعامل الموظفين مع المراجعين وتحسس العقبات التي تحول دون تقديم الخدمة المناسبة لهم يقفز سؤال كبير لماذا لا يقوم الوزراء بهذه المهمة وهي في صلب واجبهم كما اتذكر وزارة اسمها وزارة تطوير القطاع العام، ماذا تفعل هذه الوزارة؟ وما هو التطوير الذي احدثته حتى الآن كي نقتنع بمبرر وجودها؟

فباستثناء دائرة الجوازات والاحوال المدنية ودائرة الترخيص اللتين تعتبران نموذجا للاداء السلس والمتطور وهما على هذا النجاح منذ فترة طويلة ولا فضل لوزارة تطوير القطاع العام به، فان الاداء العام في معظم الوزارات والدوائر الحكومية دون المستوى المطلوب وتعامل الموظفين مع المراجعين يتسم بالتعالي فضلا عن التعقيدات الورقية وممارسة هواية التوقيع وطج الاختام.

وباستثناء وزراء الصحة والأشغال العامة والبلديات الذين يقومون بعمل ميداني رائع فإن معظم الوزراء مكيفين على المكاتب المكيفة لا يخرجون منها الا ما ندر.

نعود الى تطوير القطاع العام والوزارة التي يفترض ان تضطلع بالتطوير، فاذا كان قانونها يسمح لها ان تدخل على عمل الوزارات الاخرى سواء عن بعد او عن قرب وهي تفضل الدخول عن بعد عن طريق اجتراح الخطط والبرامج التي لا تصل الى الكاونترات ويلمسها الجمهور فهذا تقصير ولجوء الى السهل الذي لا يفيد، واذا كان قانونها لا يسمح بذلك فإن وجودها من أساسه يصبح محل سؤال ولو كانت الأمور في انشاء الوزارات تحسب على أساس الجدوى الاقتصادية فالنتيجة ربما تشير الى عدم جدوى هذا الوجود، ولدينا تجربة في وزارة سابقة يتشكل اسمها من نفس الأحرف بزيادة كلمة مراقبة، هذه الوزارة عندما استحدثت لم يشعر احد بوجودها وعندما الغيت نفس النتيجة لم يشعر أحد بغيابها.

ان المفهوم البسيط والمباشر لكلمة تطوير الاداء العام هو تقديم الخدمة للمواطن بأسهل الطرق وأسرعها وأقلها جهدا وكلفة وما دون ذلك يبقى تنظير بتنظير وتغيير مسميات لا تؤخر ولا تقدم فانا حتى الآن لا اعرف ما هو التغيير الذي طرأ بعد تغيير مسمى وكيل الوزارة الى أمين عام الوزارة؟ ولا اعرف ما الفرق بين مسمى ديوان الخدمة المدنية حاليا وديوان الموظفين سابقا وأي تقدم حدث بعد الغاء وزارة الشباب واستبدالها بالمجلس الأعلى للشباب والقائمة طويلة على هذه الشاكلة باسم التطوير والحداثة والعصرنة.

ليذهب موظفو وزارة تطوير القطاع العام الى الوزارات والدوائر ويشاهدون بأنفسهم الروتين وتنقل المراجعين من طابق الى آخر ومن غرفة الى اخرى وكم من الوقت يضيع على باب المكاتب الفارغة لأن السيد الموظف غير موجود لأنه في اجتماع يكون في الغالب اجتماع اجتماعي مع زميل آخر في مكتب مجاور.

ليشاهد موظفو التطوير كيف تكون الاجابة الاولى للمواطن ممنوع لأن القانون لا يسمح وعندما يقول انه من طرف فلان تتحول الاجابة الى تفضل وتتم الموافقة مع الابتسام وتحميل التحيات لفلان بك.

كل هذا يحدث في زمن الكمبيوتر والشاشات التي تشير الى تقدم في الاداء ونمو في الانجاز، لكن يبدو انه في بلد آخر .الرأي



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد