انتخابات ليست مصيرية

mainThumb

16-06-2009 12:00 AM

كانت الانتخابات اللبنانية توصف بأنها مصيرية لأنها قد تقرر نقل السلطة من فريق 14 آذار المدعوم من السعودية وأميركا وبعض الدول العربية الأخرى، إلى فريق 8 آذار المدعوم من إيران وسوريا.

وكانت الانتخابات الإيرانية توصف بأنها مصيرية لأنها قد تقرر نقل السلطة من فريق أحمدي نجاد المدعوم من التيار الثوري المتطرف الحاكم، إلى مير موسوي الإصلاحي المعتدل والأقدر على مد جسور إيران إلى عالم اليوم، وربما تجنب الصراع مع إسرائيل وأميركا.

الانتخابات اللبنانية أدت إلى تثبيت الوضع اللبناني الراهن، فالأكثرية ظلت أكثرية بل زادت مقاعدها، والتطرف في إيران ظل في موقعه بل زاد تطرفاً، وبالتالي فإن التوتر والاستقطاب في المنطقة سيظل على حالة، على الأقل خلال الأربع سنوات القادمة التي كنا نظنها مصيرية.

يبدو أن الركود هو الحالة الغالبة في هذه المنطقة من العالم، والتغيير مرفوض وأحياناً مستحيل، حتى إن حالة عدم الاستقرار في المنطقة أصبحت مستقرة، فلم يبق هناك لزوم للانتظار، وعلى القوى الفاعلة أن تبلور مواقفها وخططها، فما هو مصير سلاح حزب الله، وما هو مصير برنامج إيران النووي، وماذا سيحدث في العراق بعد الانسحاب الأميركي، وهل في جعبة إسرائيل مفاجأة تجاه إيران، وهل في جعبة أميركا خطوات عملية باتجاه إنهاء (الصراع) العربي الإسرائيلي، وإقامة الدولة الفلسطينية.

كان المفروض أن تكون المرحلة القادمة مصيرية، ولكن حاضر وماضي الشرق الأوسط يثبت عدم وجود تحرك مصيري، فالجمود هو القانون.

أغلب الظن أن التغييرات التي تشهدها المنطقة ستكون محدودة وتقتصر على الشكليات، في حين يستمر الجوهر: في إسرائيل حكومة جديدة ولكنها لن تفعل أكثر أو أقل مما كانت الحكومة السابقة ستفعل، وفي أميركا إدارة جديدة، فهل تخرج عن المعتاد وتفعل في منطقتنا أكثر منا كانت تفعله الإدارة التي سبقتها.

من يعش يرى، ولكن من الحكمة أن لا نتوقع الكثير، فالمستقبل سيكون امتداداً للماضي، وانتظار التغيير من الخارج مدعاة لخيبة الأمل، وإذا كنا نريد تغيير وضع ما فالأجدى أن نفعل شيئاً بذلك الاتجاه، لا أن نكتفي بما قد يفعله الآخرون من أجلنا، مهما حسنت نواياهم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد