عودة خدمة العلم

mainThumb

14-06-2009 12:00 AM

الغيت خدمة العلم قبل سنوات ، ومنذ ان الغيت بدأنا نرى بأم اعيننا كل شيء ، من قلة الادب ، وعدم الانضباط ، وعدم احترام البلد ، والقانون ، وتناسل "الزعران" في كل مكان ، ولم يعد الشاب الاردني يعرف شيئا ، سوى هواياته الفاسدة ، في حالات ، وعالمه الخاص به في حالات اخرى.

السؤال اليوم ، لماذا لا تعود خدمة العلم ، وهي مفيدة جدا ، للشباب ، لشد هذا التراخي في شخصياتهم ، ولفهم ماذا تعني الحياة العسكرية ، ومن اجل ان يخرج الشباب من حالة الضياع التي هم فيها ، بدلا من جهل اغلبهم لاي مكان خارج مدنهم او قراهم ، فقد كان الشاب في الخدمة العسكرية ، يخرج بحصيلة كبيرة من الخبرة ومن التدريبات والتنقل في مناطق مختلفة في المملكة ، ومن صهر الناس مع بعضهم البعض تحت راية واحدة ، وفي معسكر واحد ، وخيمة واحدة ينامون فيها.

سيخرج من يقول ان خدمة العلم القديمة كانت طويلة وقاسية تستمر عامين ، وكان المرء يحصل على خمسة عشر دينارا شهريا ، رغم ان دولا عربية تدرب شبابها لثلاث سنوات او اكثر ، ولعل المطالبة اليوم بعودة خدمة العلم ، تأتي معها مطالبة بأن تكون الخدمة لعام واحد فقط ، يتدرب فيها الشاب على المهارات العسكرية ، ويقوم بخدمة مدنية او مدنية - عسكرية ، وفقا لتخصصه ان كان متعلما ، وبهذا التخفيض الزمني ، تكون المدة معقولة ، ومحتملة ، خصوصا ، ان الاخطار في المنطقة تبقى واردة ، ويجب ان يكون شبابنا على استعداد وعدة ، بدلا من انشغال اعداد كبيرة بتوافه الامور ، والفراغ الوطني في صدورهم ، حين لا يكثرت كثيرون منهم ، بوطنهم ، ولا بسلامته ، ولا يفهمون الكثير من الحقائق ، لانهم منفصلون عن الجسم العام ، ولم يخوضوا اي تجربة.

بين شبابنا الاف النماذج المشرفة والتي ترفع الرأس ، ويقابلها الاف النماذج التي تتمايل في مشيتها ، ولا تحترم شرطيا في شارع ، ولا علما فوق مبنى ، ولا تعرف الفرق بين موقع "ام قيس" شمالا ، و"القويرة" جنوبا ، ، وتطيل لسانها على البلد ومنجزه ، لانهم اسارى لانماط لم تشد فيهم وترا ، ومثل هؤلاء لا يفيدون لا في حرب ولا في سلم ، بل بعضهم عبء على البلد ، وعلى اهاليهم ايضا ، ويكفي الانغلاق الذي يتسم به البعض ، بعد ان كانت خدمة العلم تضع ابناء الطفيلة وعمان وجرش ، في خيمة واحدة ، تضبطهم على ساعة الوطن ومصالحه ، وتصب في اجسادهم الخبرة والانضباط والرجولة واحترام المنجز والدولة والمؤسسة العامة ، والاحساس بعناصر المجتمع الاخرى التي ابرزها العسكري العامل ايا كانت المؤسسة التي ينتمي اليها.

نريد ان تعود خدمة العلم بطريقة جديدة ، بمدة اقصر من مدة العامين القديمة ، وضمن برنامج مدروس يكسب فيه الشاب مهارات عسكرية ، ولا يخرج من الخدمة الا وقد جال في كل بوادي وقرى ومدن المملكة ، وقدم من تعبه وخبرته ، في هذه الخدمة ، ليعرف عندها اهمية سقاية الشجرة المزروعة ، وعدم التهاون في كسر ضوء في عمان ، او اي مكان اخر ، وليعرف ايضا ، ان الوطن ليس مجرد شعار ، بل ممارسة ايضا ، تتجلى في النزعات والسلوك والمشاعر الظاهرة والباطنة ، على حد سواء.

سيخرج من يقول ان الدولة ليست لديها امكانات مالية لاعادة خدمة العلم ، وهو قول نسمعه كلما طالبنا بشيء لمصلحة الناس والبلد ، لكننا نرى عكسه كلما قرروا فتح نفق في عمان ، او اختراع مشروع لا يسمن ولا يغني من جوع،،.الدستور



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد