الإعلام الأردني .. لا عزاء للسحيجة
ليس صحيحا أن ما يتعرض له الإعلام الأردني "المكتوب "، يمر في أزمة ناجمة عن التمويل ، أو أن الإعلام الورقي إلى زوال ، بل إن أزمته تعود إلى طبيعته وكنهه القائم على التبعية والتسحيج ، ما أوصله إلى ما هو عليه وفيه ، وسيجره في نهاية المطاف إلى الشطب.
أول من جرى شطبه من الصحف التي قامت على التسحيج ولم يشفع لها ذلك ، صحيفة "الأسواق" اليومية التي تحولت من أسبوعية إلى يومية عام 1993، وإختطت طريقا واحدا وحيدا هو التسحيج ، ظنا من القائمين عليها أن ذلك هو طوق النجاة ، إلى درجة أنهم قاموا بإنهاء عملي معهم بسبب مقابلة مع مسؤول فلسطيني تناولت عملية التحقيق مع جاسوس يدعى " أبو هاني " زرعه الموساد الإسرائيلي في مكتب الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في تونس ، رغم أنهم نشروها .
أما جريدة الشعب فلها قصة اخرى لا أستطيع الكتابة عنها لأنني لم أعاصرها ولا ألم بتفاصيل ظروفها ، لكن ما أستطيع التطرق إليه هو أنه كيف يتم إغلاق صحيفة دون أن يحرك أحد ساكنا؟
الجريدة التي ضربت مؤخرا هي جريدة "العرب اليوم " التي شرفت بأن أكون أحد مؤسسيها والذين بذلوا فيها جهدا كبيرا إنطلاقا من محبتي لمهنتي وولائي لها ، لأن الله لم يكتب لي أن أنتمي لجهة أخرى من الجهات التي "تحيي وتميت ".
كانت العرب اليوم بحق جريدة وطن ، ولكن مؤسسها د.رياض الحروب صاحب البصمة الإعلامية المميزة ، إستعجل في قطف الثمار ، وبالتالي آل مصير العرب اليوم إلى ما وصلت إليه اليوم .
تميزت العرب اليوم بالجرأة وقوة الطرح ومتانة المقصد ، بدليل أنها كانت شبه يوميا تضع أمام صانع القرار في الأردن ملف فساد كبير وثقيل ، ولكن قوى الشد العكسي لم يرق لها أن يخرج إعلام ليس سحيجا في الأردن ، ولذلك تصدر رئيس الوزراء الأسبق عبد الرؤوف الروابدة حملة مواجهة العرب اليوم للحد من تطورها وثورتها الإعلامية ، خاصة وأنها تجاوزت صحيفة الدولة "الرأي " في المحافظات "وباتت تنافسها بقوة في العاصمة .
في خضم الأزمة بين الروابدة والعرب اليوم عقد الروابدة مؤتمرا صحفيا ، وشن هحوما حادا وقويا على العرب اليوم ، لكنه لم يتسلح بأي منطق يدين الصحيفة ، ومعروف أن الروابدة صاحب لسان حاد وسليط ويهابه علية القوم خشية أن يجرحهم بلسانه .
بعد أن صال وجال في المؤتمر الصحفي ، وشتم في الجهات الأربع ، وقفت وقلت له:دولة الرئيس إن كان عندك دليل يدين العرب اليوم ، فعليك بالقضاء ، وإلا فإن الصمت في مثل هذه الظروف هو سيد الأحكام.
كنت أتوقع أن أنال حظا من شتائم الروابدة ، ولذلك إحتطت لنفسي كيف أرد عليه ، ولكنه وبغير عادته إلتزم الصمت ولم يشتم ، وقد فسرت ذلك الموقف في حينها .
المهم أن قوى الشد العكسي نالت مؤخرا من العرب اليوم وأجبرت الحروب على بيعها للعين الصالح د.رجائي المعشر "أبو صالح " الذي لم يعد قادرا على تحمل لعبة الإعلام وما فيها من ألغام ، إذ أن الجريدة تحولت تماما من منطلقها السابق الوطني الحر الخالص إلى جهة موجهة لا يسلم منها من أريد له أن يقف عند حده وأصبحت تسيّر وفق رؤية مدير المخابرات السابق الجنرال محمد الذهبي، وقد ظن البعض ممن يجهلون لعبة الإعلام أن هناك تميزا في العمل ، إلى درجة أن الجريدة وضعت في خندق ضد آخر حتى ان الديوان الملكي العامر لم يسلم من الأذى، وكذلك الحكومات المتعاقبة ، الأمر الذي سبب العديد من المشاكل للعين أبو صالح ، وبالتالي قرر بيعها لأنه لم يعد قادرا على تحمل "وجع الرأس " بسبب مغامرات بعض من كانوا قائمين عليها وتصدروا الصف الأول بطريقة ذهبية بإمتياز.
بعد بيعها ، هوت الصحيفة إلى درجة الإنعدام بعد أن كانت الصحيفة الأولى في البلاد.
أما جريدة الدستور التي تأسست في القدس قبل إحتلالها وإنتقلت إلى عمان بعد الإحتلال الإسرائيلي ، فإنها الآن تسير على خطى الأسواق والعرب اليوم ، رغم أنها جريدة عريقة ، لكنها وبسبب الأخطاء التي إرتكبها القائمون عليها ، وتحديدا قبول رئيس تحريرها د.نبيل الشريف بالتخلي عن رئاسة التحرير مقابل أن يكون وزير إعلام ل"جمعة مشمشية " وتسليمها لطاقم غض ، ظن البعض أن وضع العلم الأردني على صفحتها الأولى إنما هو "تحرير وأردنة للجريدة ".
وها هي جريدة الدستور تتأرجح بين الإنهيار السريع والإنهيار البطيء ، وهي في نهاية المطاف ستنضم بفعل سياسة القائمين عليها والموجهين إلى صحفالأسواق والشعب والعرب اليوم .
"الكنز " الذي سيخلق هزة كبيرة في الأردن هو الخلخلة الحالية في جريدة الرأي التي تعد جريدة الدولة بإمتياز ،وها هي تتعرض للضرب الخفي دون أن يجرؤ أحد على كشف الأسباب الحقيقية وراء خلخلة هذه الجريجة الحكومية بإمتياز والتي تصب فيها إلاعلانات وتعازي البلد بأسره ، دون غيرها من الصحف التي كانت تعتاش على فتات فتات الإعلام ،بفعل عدم جرأة رؤساء تحريرها على الإحتجاج على هذه الحالة المقصودة ، وقد كان البعض يتصل بالمعلنين مهددا إن هم أعلنوا مرة اخرى في العرب اليوم في مرحلتها الأولى ، وقد عانت من ندرة الإعلان فيها حتى وهي في مرحلتها التقمصية الثانية مع أن المادة المسربة إليها كان ذات قيمة عالية لأن مفهوم الناس عنها لم يتغير كجريدة ملتزمة ، دون أن يفهموا ما جرى فيها من متغيرات.
"الرأي " في طريقها إلى الإنهيار ، و"الغد " لن تسلم من الضرب أيضا ، وهذا ليس تكهنا ، بل هو قرار متخذ مسبقا بشطب الإعلام الأردني ،لأن هناك مرحلة جديدة ينتظرها الأردن ، بحاجة إلى أدوات جديدة ، لأن مرحلة التسحيج قد إنتهت ، لذلك أقول أنه لا عزاء للمسحجين .
انطلاق فعاليات الدورة العربية في ريادة الأعمال بالمجال الرياضي
أول حالة طلاق في الأردن بسبب حفل هيفاء وهبي
نشاطات هادفة في عدد من المحافظات
بلو أوريجن تستعد لإطلاق مهمة إلى المريخ
ريال مدريد يتعثر أمام فايكانو بالدوري الإسباني
حالة الطقس في المملكة حتى الأربعاء
مانشستر سيتي يسحق ليفربول بثلاثية
إصابات بتصادم بين قطارين في سلوفاكيا
حملة تزوجني بدون مهر تتصدر .. ما القصة
جريمة على شاطئ العشّاق .. الفصل الخامس عشر
افتتاح فرع الهندسة في الطب والأحياء بمؤتة
من سيرأس لجنة إدارة غزة .. حماس توضّح
الضمان الاجتماعي والتأمين الصحي: الحلم المؤجل لآلاف المتقاعدين
نقيب المعاصر يكشف سبب ارتفاع سعر الزيت وموعد انخفاضه
نشر نتائج الفرز الأولي لوظيفة أمين عام وزارة الصحة
مدعوون للامتحان التنافسي في الحكومة .. تفاصيل
وظائف شاغرة في أمانة عمان .. رابط
توجه لرفع تسعيرة الحلاقة في الأردن
تنكة زيت الزيتون إلى ارتفاع والسعر يستقر عند أرقام قياسية .. تفاصيل وفيديو
تعيينات جديدة في التربية .. أسماء
الفايز: الأردن يخرج أصلب من الأزمات
خريجة من الهاشمية تمثل الأردن في قمة عالم شاب واحد
زهران ممداني… حين تنتخب نيويورك ما لم يكن متخيلاً
القاضي: الوطن فوق كل المصالح الضيقة


