مخرجات الحوار .. أم نتائج المراجعة؟ - محمد لطيف

mainThumb

16-10-2015 05:03 PM

ما زلت عند رأيي أن الخيار الأمثل الآن.. هو الرهان على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.. وانتظار ما سينتهي  إليه المؤتمر من توصيات.. وقرارات.. وما سيقود إليه المشهد السياسي من مآلات.. نقول انتظار.. وفي البال ألا أحد يلزم أحدا بشيء.. سيما إن كان هناك من يحمل عصا سحرية يستطيع أن يحدث بها تغييرا.. قبل أن ينتهي أمد مؤتمر الحوار الوطني.. بالمناسبة.. متى ينتهي مؤتمر الحوار الوطني..؟

لقد بدأ الحوار الوطني وسط خلافات كبيرة.. بين الأطراف الفاعلة الرئيسة في الساحة السياسية.. وكان جليا أنه في كثير من الأحيان كان الأمر يتحول لحوار طرشان.. لا أحد يسمع الآخر.. المعارضة تطالب مرة بتوفير الحريات.. ثم فجأة تطالب بذهاب النظام.. الحكومة تؤكد أن المطالبة بالحريات مكانها طاولة الحوار نفسها.. ثم تتذكر فجأة أن الحريات موجودة وكافية.. إذا كان هذا هو الطقس الذي بدأ فيه الحوار بمن حضر.. فماذا ننتظر منه..؟ هذا منطق يقود البعض الآن.. والمنطق المقابل هو.. أن بإمكان المشاركين التعبير عن رؤى الغائبين.. وأن مسار الحوار نفسه ينم عن طرح جاد من البعض تجاه مختلف القضايا التي تتربص بالوطن.. مما يشي بأنه في الإمكان الخروج بنتائج جيدة.. ولكن اليائسين من الحوار يعودون إلى القول بأن ما يجري الآن هو.. طق حنك والسلام.. لن يفضي لشيء يذكر.. لسبب بسيط.. هو أن المتحدثين لا ثقل لهم يمكنهم من إجبار الحكومة على قبول مقترحاتهم.. وتنفيذ مطالبهم.. ليجابه هؤلاء بسؤال: إن كان الأمر أمر ثقل.. فلماذا غاب أصحاب الثقل عن الحفل إذن..؟ ولكن إجابة أخرى تطل كسؤال.. هل مجرد وجود أصحاب الثقل يغير المعادلة..؟ وسؤال آخر: ماذا فعل أصحاب الثقل بثقلهم طوال ربع قرن مضى..؟ سؤالان في حاجة لإجابة.. ولكن السؤال الأهم.. لماذا كان على المؤتمر الوطني.. أن ينتظر هؤلاء وهؤلاء.. حتى يقوم بإجراء التغيير المطلوب..؟ ألم يكن بإمكان الحزب أن يقدم مبادرة تحسب له عوضا عن انتظار الآخرين؟ فإذا كان البعض يرى في ما يجري الآن حوارا ناقصا بغياب أصحاب الثقل.. فلم لا يقلب الحزب الحاكم الطاولة على الجميع.. وييسر لهذا اللقاء أن يخرج بما يحقق مطالب كل أهل السودان..؟ إن كان الحزب جادا في التغيير.. بالطبع..؟

 

إن أفضل ما يمكن أن يفعله المؤتمر الوطني اعتبار ما يجري الآن مرحلة من مراحل المراجعات الكبرى.. وأن يخضع تجربته للتقييم بصدق.. وأن يفتح الباب واسعا للنقد والتقويم والتصحيح.. وأن يمارس أعلى قدر من النقد الذاتي.. وفي نهاية المطاف سينتهي الحزب إلى ذات المطالب التي يطالب بها جل أهل السودان.. فإن تعهد بها وأخذ بها والتزم بها.. يكون الحوار قد حقق مطلوباته.. ويكون الحزب قد أوفى بعهده.. يكون تعافي المشهد السياسي أصبح واقعا يمكن لكل طرف فيه أن يمارس حقه الدستوري.. ويكون الوطني قد أنجز بيده لا بيد عمرو.. وإلا.. فكل ما تتصور أنه العكس.. فهو صحيح..!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد