صحيفة السوسنة الأردنية

فتح صديقنا ، قريبي هاني النحاس دكانا صغيرة في الحارة ، وكان قريب له من بين زبائنه القليلين أصلا. وكان هذا القريب يشترى بضعة أشياء ويطلب تسجيلها على الدفتر (يعني دين) ، لكن هذا القريب كان خلال عملية التسوق يأكل مما تطاله يديه بدون محاسبة..حبة فستق..علكة.. قضامة وما يشابهها.

ولما جاء هذا القريب الى هاني نهاية الشهر لدفع الحساب وجد ان الحساب يزيد بنصف دينار عما استدانه. سأل هاني عن هذه النصف دينار فقال: - هذي النص.. بدل خمخمة،.

- وشو هاي الخمخمة؟.

- اللي كنت توكلها لما تيجي تشتري.

نطالب حكومتنا ان تفكر بتحصيل بدل خمخمة من أولئك الذين (استدانوا) من خزينتنا العامة من غير حق...أكلوا وشبعوا تسلاية على حسابنا ودون تسجيل بالدفتر.

لا أقول بلا استثناء ، لكن الإستثناءات قليلة ، فان معظم من عملوا في الحكومات الاردنية المتعاقبة خلال ربع القرن الأخير على الأقل (على اعتبار ان السابق سقط بالتقادم) معظم هؤلاء من الوزير حتى الفراش قد (تخمخموا) على حسابنا.

الآن الحكومة طفرانة ، ونحن أطفر منها ، فما رأيكم دام عزكم ، ان نطالب جميع هؤلاء ببدل خمخمة..تماما كما فعل صديقي هاني؟.

لن نذهب الى الفقراء والعاديين منهم ، بل الى الأغنياء سكان القصور والعلالي والسيارات المتعددة والخدم والحشم ، والشركات المتعدية الجنسيات والأسهم ولعانة الوالدين...الذين كانوا يعملون في الحكومة برواتب تقل قليلا عن الألف دينار شهريا...فمن اين جاؤوا بكل هذا...من الخمخمة طبعا؟.

استدرك ، فإن خمخمة هؤلاء كانت وما تزال اكبر بكثير من رواتبهم ، وليس بقدر او بسعر او بكمية حبات القضامة والعلكة التي كان يزدردها قريب هاني.

يا ناس اتركوا توصيات الصلعان برغبتهم ، فهم يقودوننا الى الهلاك..واعتمدوا نظرية الدكنجي هاني النحاس ، قبل ما تروح علينا وعليكو.