الإسلام السني قادم الى بلاد العرب والشرق والغرب معا، والصراع بين الشرق والغرب يعود لألاف السنين، وكانت الهيمنة في قديم التاريخ للعرب على الغرب، وتسمية أوروبا جاءت من اسم الاميرة الفينيقية العربية يوروبا التي قادت رحلة استكشافية الى الجانب الاخر من الأبيض المتوسط فاكتشفت قارة سميت باسمها، كما ان الفينيقيين هم اول من بنى مدينة فينيسيا الإيطالية التي لا زالت تحمل هذا الاسم، والأمثلة تطول.
كما ان الملك الأردني الأدومي حدد الأول هو اول من اكتشف الأميركيتين، وتبعه العرب الاندلسيون فنشروا الإسلام فيها (الأميركتين) واقاموا المساجد التي أشار كولومبوس الى أحدها في مذكراته. ولكن المستعمرين الجدد ابادوا المسلمين من الهنود الحمر حيث ثبت من خلال D N A انهم يحملون دماء عربية اندلسية مما يبرهن تزاوجهم مع العرب الأوائل والاندلسيين.
كما تم اكتشاف خرائط دقيقة لسواحل الأميركيتين والقطب الجنوبي تعود الى الاف السنين قبل رحلة كولومبوس (التي كان قوامها الملاحون العرب الاندلسيون)، وهذا يدل على ان الدولة الأدومية الأردنية كانت أعظم قوة بحرية في العالم القديم قبل اكثر من 3500 سنة , وأشار القران الكريم الى ملكها في سورة الكهف، وانها رسمت هذه الخرائط وتم تداولها عبر الأمم والقرون الى ان وصلت الى الاندلسيين ثم الى الصينيين ثم الى العثمانيين، (التفاصيل في برنامجي التلفزيوني تاريخنا الأردني), انها خرائط المملكة الأردنية الأدومية .
ثم كانت الغزوات اليونانية ثم الرومانية الى بلادنا حيث دحرهم العرب المسلمون، ولحقوا بهم الى القسطنطينية واواسط أوروبا، ومن قبلها الى فرنسا وإيطاليا، وفتح الاندلس وإقامة أعظم حضارة في التاريخ لا زالت اثارها قائمة الى يومنا هذا في الاندلس، وهي التي نقلت النهضة العلمية الى أوروبا .
ثم جاءت الحروب الصليبية وتم دحرها ثم تبعها الاستعمار وتم تحرير البلاد العربية والإسلامية منه، ولكنه زرع مكانه (قبل ان يرحل) أنظمة استبدادية طاغوتية تجبرت وتكبرت وقتلت واغتصبت وشردت وهدمت الأوطان ونهبت الثروات وعملت من السوء والكبائر والجرائم ما لم تعمله الدول الاستعمارية نفسها وقت احتلالها لديار العرب والمسلمين، وحاربت الإسلام نيابة عن الاستعمار.
ونتيجة الدعم الغربي للطواغيت في العالم العربي لقمع الحريات وحقوق الانسان وإلغاء العدالة وحرية التعبير وتنصيب الحكام كأنصاف الهة على الأرض واستعباد الشعوب العربية والإسلامية، قامت ثورات على هذه الأنظمة ومنها الربيع العربي، وكانت النتيجة تامر الغرب مع عملائه الأنظمة الطاغوتية للقتل والتشريد وانتهاك الحرمات، والتطهير العرقي للشعوب حتى اوهموا العالم كله انهم عاجزون عن الإطاحة بمن نصبوهم وحموهم ودعموهم طالما انهم يعيثون بالأرض العربية فسادا ويقتلون السنة والعرب .
النتيجة تشريد الملايين من العرب والمسلمين السنة وهجرتهم الى أوروبا، التي ستدفع الثمن غاليا لدعمهم هؤلاء الطواغيت، وسكوتهم عن جرائمهم، وبدل التخلص من شخص واحد نصبه مربع الاستعمار والصهيونية والماسونية والصفوية الفارسية جزارا على رقاب العرب والمسلمين فانهم تخلصوا من الشعوب العربية المغلوبة الذين بدأوا الهجرة بثقافتهم ودينهم الإسلامي الى أوروبا وامريكا، وهم يعرفون ان الغرب هو من ساقهم الى هذه الاقدار المؤلمة المظلمة.
كما ان هناك عشرات الملايين مرشحون للهجرة من الدول العربية الاسيوية والافريقية التي لم يهاجر منها أحد بعد، ولن نستغرب إذا اصبحت اعداد المسلمين السابقين واللاحقين في أوروبا أكثر من 20% من سكان أوروبا (خلال سنوات).
وان اعدادهم ستتضاعف وخلال عشرين عاما أربع مرات او يزيد، مقابل تناقص اعداد الأوروبيين، ولا نستغرب ان وصلت نسبة المسلمين ذات يوم أكثر من 50% من سكان أوروبا، ومن خلال الديموقراطية والجنسية وما يسمى بحقوق المواطنة فان أوروبا مقبلة على الأسلمة وسيحكمها العرب الذين لم يجدوا حقهم في بلادهم وحرمهم منه الطواغيت واوروبا بدعمها لهم، كما ان الأنظمة الطاغوتية ستتلاشى ويسود الإسلام السني، وينتشر ثانية في الشرق والغرب
ولكن الحل الوحيد لأوروبا لتجنب مصيرهم هذا هو الإطاحة بالأنظمة الطاغوتية واي نظام لم تفرزه ارادة الشعوب الحرة تحت اشراف دولي، وان تتحمل أوروبا وامريكا الحرية والعدالة والديموقراطية للإنسان العربي والمسلم في بلده اهون عليها من ان يصل الى سدة الحكم في أوروبا .
ولا أدرى لماذا يخاف الغرب من الإسلام في بلادنا ويتصرفون بما سينقل الاسلام الى بلادهم؟ وانني اتفق مع د. فيصل القاسم في مقاله بالقدس العربي (السبت 7/11/2015) وهو يتساءل: (ألم يتفوق حزب أردوغان ذو الطبيعة الإسلامية الحضارية المعتدلة الحديثة على كل الأحزاب التركية العلمانية؟ ... لأن غالبية الشعوب العربية تجد فيه بطلاً ونموذجاً عملاقاً، حتى لو لم يكن عربياً، بينما لا ترى في معظم بلدانها العربية سوى الأقزام والطواغيت) انتهى المراد نقله.
وملخص الحديث : أنهم إذا لم يتركوا التيار الإسلامي السلمي يأخذ مكانه ودوره، فان التطرف والإرهاب هو القادم، وعلى الغرب والشرق ان يطيحوا بأذنابهم هؤلاء بدون استثناء واذا لم يدعموا الحرية والديموقراطية وحقوق الانسان قولا وفعلا في بلادنا العربية والإسلامية , فانهم سيكتوون بالنار التي اكتوى بها العرب والمسلمون، وعليهم انتظار دخول الإسلام السني إليهم .
قال تعالى: ﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ {32} هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ {33}﴾. [التوبة].