كثيرة هي الظواهر السلبية التي ظهرت في مجتمعنا خلال العشرة سنين الماضية سواء في الجانب الاجتماعي اوالجانب الاقتصادي او الجانب السياسي او الجانب التعليمي......الخ.
ولكن ما يبعث على الخوف والقلق هو تلك الظاهرة السيئة التي اخذت تنمو وتتكرر في قرانا ومدننا وباديتنا،والمتمثلة بقيام البعض من الاهالي بعرقلة عمل رجال الامن عند قيامهم بواجبهم في القاء القبض على المطلوبين الخطرين في قضايا جرمية مثل القتل والسرقة واخطرها الاتجار بالمخدرات.
وقد تتطور الامور الى حد ان يقوم الاهالي باغلاق الطرق المؤدية الى قراهم وما يرافق ذلك من اعمال شغب وتكسير وحرق للممتلكات العامة والخاصة الامر الذي يجبر قوى الامن للتدخل ولو بالقوة احيانا مما يتسبب بوقوع ضحايا جرحى وقتلى في الجانبين.
لا استطيع ان استوعب كيف يمكن لعاقل ان يحمي ويدافع عن مجرم مطلوب للعدالة!!.
كيف يكون للبعض ان يطالب الدولة بتوفير الامن لهم ولعوائلهم وفي الوقت نفسه يقوم بعرقلة عمل القوي الامنية في القيام بواجبها من اجل القاء القبض على هؤلاء المجرمين؟!.
ان اخطر عمل يقوم به هؤلاء المجرمون هو نشر آفة المخدرات في اوساط الشباب والمراهقين من ابنائنا وبالتالي تدمير حياتهم ومستقبلهم نتيجة للادمان عليها.
لا بد لهذا البعض من ان يعود لرشده ووعيه وان يعي المخاطر التي تهدد بلدنا من قبل هؤلاء الخارجين عن القانون،وان يكون يدا مساعدة للقوى الامنية في الكشف عن وتسليم هؤلاء المجرمين،لا توفير الغطاء والحماية لهم.
قد يحدث ان يقوم احد افراد الامن بتصرف خاطئ اثناء القيام بالواجب،لكن ذلك يبقى تصرفا فرديا غير ممنهج وغالبا ما يكون من غير قصد،وعليه لا يمكن باي حال من الاحوال ان يكون مبررا للقيام بعرقلة عمل رجال الامن في القيام بواجبهم وهم يضعون ارواحهم باكفهم من اجل ان ننعم بالامن.
لا بد للفاعلين في مجتمعاتنا المحلية من عقلاء ووجهاء ونخب وكل من موقعه من اخذ المبادرة للتاكيد على ضرورة ان يعم القانون جميع قرانا ومدننا وبوادينا،كما لابد من ان تقوم الجهات المعنية في الدولة بالقيام بواجبها في نشر الوعي باهمية تطبيق القانون واعطاء القدوة في ذلك ولو كان على ذي قربى.
تحية اكبار واجلال لاجهزتنا الامنية لقيامها بواجبها والتي لسان حالها يقول دعونا نقوم بواجبنا.
حمى الله الاردن واهله من كل شر.
والله من وراء القصد.