بطالة سياسية

mainThumb

01-07-2008 12:00 AM

بعضُ الناس في هذا الوطن يحترفون?Z صنع?Z المصطلحات التي لا تعني شيئاً، ويقيمون أنفسهم حكماء لا يعترف بهم أحدٌ إلا هم أنفسهم، فتراهم ُيفتون في كل شأنٍ ويمنحون?Z شهاداتِ حُسنِ السلوكِ للآخرين ناسين?Z أو متناسين?Z أنفسهم ويزايدون على غيرهم مم?Zنْ يريدون الخير?Z والصلاح?Z للناس ، بل ويتمادون أحياناً في توجيه التهمِ الجاهزةِ لكلِ م?Zنْ لا يتفق معهم، فهم لا يطيقون?Z اختلافاً في الرأي والتوجه ويدّعون الديمقراطية?Z واحترام?Z خياراتِ الآخرين.

أن يتنادى أردنيون في مواجهةِ ما يعتقدون أنه ليس في صالحِ وطنهم أمرٌ نحتاجه بشدة في أيامِ الحيرةِ التي نعيشها، وأن ُيخاطب هؤلاء صاحب الشأن بما يرونه تناصحاً محموداً وكلمة?Z حقٍ يجب قولها شيءٌ يُثير في النفسِ الأملِ بأن الخير?Z موجودٌ وباق في الأمة إلى يوم الدين، فلا خير فيهم إن لم يقولوها، وهم – في ذلك?Z- بشرٌ يجتهدون ولهم أجرهُم أصابوا أو جانبوا الصواب في اجتهادهم.

ولكن مهاجمة واتهام المتنادين للصالح الجمعي للأمة "بالبطالة السياسية" يجافي قواعد الحوارِ في المجتمع المتحضر، وينبئ عن مشكلةٍ في قبولِ الآخرِ رأيا واجتهاداً، ونقداً ومعارضة. فلم يقل أحد أنه ُيعارضُ الأردن?Z الوطن?Z والرمز، ولم يشكك أحد في شرعية قيادته التي تشكل القاسم?Z المشترك?Z الأكبر لكل الأطياف والآراء، بل إن أحداً لا يجرؤ على الاقتراب من تلك التخوم ولا يُقبلُ منه ذلك. هؤلاء الذين يشعرون بواجبهم ويمارسونه في إسداء النصح في الشأن العام ليسوا عاطلين عن العمل ولا هم يبحثون عن دورٍ في الهزيع الأخير من أعمارهم، وليسوا في واردِ الدخول في مهاتراتٍ ناتجها "لا شيء?Z يُفيد الوطن?Z والناس" و لا يجوز أن يصل التخاطب بين أبناء الوطنِ الواحدِ إلى درجة تشكيك كل واحدٍ بوطنية م?Zنْ يختلف معه في الرأي والاجتهاد، ولعل ما نحتاجه الآن أكثر من أي شيءٍ آخر هو ثقافة الاختلاف واحترام "الآخر" شخصاً ورأياً لنتخلص?Z من أشد ما ُيهدد تقدمنا ووجودنا ، أما "البطالة السياسية" فهي تهمةٌ جاهزةٌ لا يقولُ بها إلا م?Zنْ يعانيها وليست مصطلحاً يُراد به الخير، لأن الخير?Z هو أن نتقبل الرأي?Z الآخر ونحترم?Zه ونفكّر فيه فربما كان رأياً صواباً يُصحح الخطأ القائم –إن وجد- ولأن لا أحد في الدنيا منّزهٌ عن الخطأ، فالعصمة منه لم تكن لغير أصحاب الرسالاتِ السماوية.

نحن أبناءُ وطنٍ واحدٍ تجمعنُا شرعية القيادة و التاريخ والتطلعات ، وليس فينا م?Zنْ لا يفتدي الأردن بدمه ولا منّا م?Zنْ يدّعي الكمال?Z واحتكار?Z الحقيقةِ والصواب، بل ُكلنا مسؤولون عن الأمانةِ التي في أعناقنا – الأردن- الأكبرِ من?Zا جميعاً، والذي على حدوده تصغُرُ كل الخلافاتِ وتجتمعُ الأضدادْ.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد