حقائق جاءت فـي وقتها

mainThumb

03-07-2008 12:00 AM

لأن التشويه والتشويش والتزييف والتلاعب بعواطف الناس قد تجاوز كل الحدود ولأن أصحاب الأجندات الخاصة إستغلوا الأوضاع الصعبة التي يعيشها الأردن في إطار أزمة إرتفاع الأسعار المتفاقمة في العالم كله وجرفوا معهم نفراً من الحاقدين ومن الباحثين عن بطولات رخيصة فقد كان لابد من ان يبادر جلالة الملك الى إيضاح الأمور وكشف الحقائق ووضع النقاط على الحروف وإيقاف المشككين ومروجي الإشاعات عند حدودهم.

كلام موجع كثير قيل خلال الأعوام الأخيرة والمستغرب ان بعض المعتبرين جزءاً من هذه المسيرة ، بحلوها ومرها ، قد إرتقوا حلبات التشكيك وفبركة الإشاعات وساهموا مع أصحاب الأجندات الخاصة الخارجية في إظهار هذا البلد وكأنه غدا سائباً وأنه تحول الى بضاعة معروضة للبيع على الأرصفة الإقليمية والدولية.. وهناك من وصل بهم التجني الى حد إطلاق الإتهامات الجائرة وتصوير هذا البلد على أنه تحول الى مستوطنات إسرائيلية.

إنه عيب ما بعده عيب وأنها جريمة ما بعدها جريمة ان يستغل هؤلاء مساحات الحريات العامة التي ينعم بها هذا البلد ليسيئوا الى الديموقراطية والى الأردن ويشوهوا صورته وكل ذلك إعتماداً على الإشاعات المغرضة وعلى الأكاذيب التي دأبت على ترويجها جهات معروفة إعتادت النظر الى كل شيىء في هذا البلد من زوايا الكره والبغض وهي لا ترى فيه أي نقطة مضيئة ولا تعترف له ولا بإيجابية واحدة.

لاشك في ان هناك ، قبل ان يبادر جلالة الملك الى قول ما قاله ويضع النقاط على الحروف ويحسم الأمور بكل صراحة ووضوح ، تقصيراً في إيضاح الحقائق للأردنيين الذين سعت جهات معروفة بمواقفها السلبية وبعدائها لهذا البلد وتوجهاته وسياساته لإستغلال الأوضاع الصعبة التي يعيشونها ويشعرون بها بسبب زلازل إرتفاع أسعار النفط وأسعار المواد الغذائية التي تضرب العالم كله والتي بالتأكيد تؤثر على الأردن أكثر من غيره بسبب شح موارده ومحدودية إمكانياته.

لكن هذا لا يبرر لبعض الذين يعرفون هذه الحقائق وللذين هم غير اصحاب أجندات خاصة ان تستهويهم المعارضة بدافع حب الظهور والبروز وتسجيل المواقف وأن يشكلوا إطاراً لتلك المجموعة التي لا تتمنى لهذا البلد إلا الويل والثبور وعظائم الأمور ويعطوا مصداقية لما تقوم به هذه المجموعة ، ولأسباب معروفة ، من إتهامات ودسٍّ رخيص وتشويه للحقائق وإظهار الأردن وكأنه غدا مستباحاً لكل عابر سبيل وأنه غدا معروضاً للبيع حتى للشركات والتنظيمات الإسرائيلية.. وهذا كذب وتجنٍّ على الحقائق.. وعلى من لديه أي وثيقة تؤكد ما يقوله ويشيعه ان يعرضها على الناس ويطلع عليها كل الأردنيين.

إن الأردن دولة مستقلة وذات سيادة وأنه على كل أردني حقيقي ان يرفض رفضاً قاطعاً ومانعاً ان تفرض على بلده أية جهة خارجية سواءً كانت دولة أو نقابة أو منظمة إرادتها وأن تقول له ما الذي يجوز والذي لا يجوز فالأردنيون مسؤولون أمام دستور بلادهم وأمام القوانين التي أقرها المجلس النيابي الذي يمثلهم وليس أمام لا نقابة الفنانين العرب ولا إتحاد المحامين العرب ولا جمعيات البر والإحسان والدفاع عن البيئة العربية وغير العربية.

لا يجوز ان تقف أي نقابة أردنية ضد توجهات الأردن وضد دستوره وقوانينه إرضاءً لأي منظمة إقليمية وحفاظاً على عضويتها في هذه المنظمة والمفترض ان كل أردني يرفض ان يتدخل أياً كان في الشؤون الداخلية لبلده ولهذا فإنه ما كان على نقابة الفنانين الأردنيين ان تقوم بما قامت به وأن تفتعل هذه المواجهة التي أساءت لصورة بلدهم والتي لم يستفد منها إلا أصحاب الأجندات الخارجية المعروفة.

إذا أراد إتحاد الفنانين العرب ان يقاوم التطبيع فعلاً فإن عليه ان يوقف صفقة التهدئة بين حماس وإسرائيل وأن عليه ان يتصدى لكل ما يجري مع الإسرائيليين من تحت الطاولة ومن فوقها.. أما بالنسبة لنا في الأردن فإن معاهدة السلام التي أبرمت في العام 1994 قد أصبحت قانوناً نافذاً بعد إقرارها من قبل برلماننا الذي هو ممثل الأردنيين وأنه على الأردنيين كلهم الذين في النقابات والذين خارجها ان يلتزموا به وأن يقدموا الإلتزام به على أي إلتزامٍ خارجي آخر./ الراي /



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد