الفرار

mainThumb

03-07-2008 12:00 AM

اصعد الى سطح البناية التي اقيم فيها فراراً من زوجتي التي ترابط في المنزل طوال الوقت: ها آنذا فوق, وها آنذا انحني قليلا لأتفادى حبل غسيل نشرت عليه جارتنا الجميلة »غيارات« لا تجوز - نشرتها حديثاً - فهي ما تزال تقطر شهوة: لا أتوقف عند هذا, واجلس في ظل »خزان ماء«, وأسند ظهري على برودة الصفيح: لا أنتعش رغم حاجتي لذلك: بصراحة, الجو حارّ.

»صحون الستلايت« هنا وهناك: يتحول احد هذه »الصحون« ببطء يميناً, يتحول »صحن« اخر يساراً وثمة »صحون« لا تتحرك: نحن في عطلة, وسكان البناية يتسكعون بواسطة »الريموت« في الفضاء: جارنا »ابو العبد« يقفز برشاقة متناهية من قمر الى قمر, وليت زوجتي تضع »طنجرة ضغط« على رأسها, مثلما يفعل رواد الفضاء وتذهب الى »المريخ«. اللعنة, اهلها يقيمون في »جبل المريخ« بالفعل.

»نانسي عجرم«, و»افلام كرتون«, واخبار, ورياضة, وازياء, ونشرات جوية, واعلانات, وافلام, و»طبق اليوم«: كل هذا يتجمع دفعة واحدة في دماغ »ابو العبد«, لذلك فان »ابو العبد« لا يفهم شيئا, ولا يتفاعل, ومتفرغ عملياً للانجاب غير الخاضع لرقابة الاطباء: لقد ملأ الحارة »مخابيل« »حبل الغسيل« ما يزال يقطر, وانا على حالي: »ظهري الى »الخزّان«, ومن المؤكد انني لن اتحرك الا اذا ضغط احد الحمقى على »الريموت«./ العرب اليوم /



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد