الرئيس الكوسوفي يتحدث إلى العرب

mainThumb

11-07-2008 12:00 AM

أجريت والزميل عبد العزيز آل محمود حديثا صحافيا مع الرئيس الكوسوفي لصحيفة العرب القطرية وكان حديثاً للعرب عامة. فقد أبدى الرئيس الكوسوفي د.فاتمير سيديو استغرابه من تأخر الدول العربية والإسلامية في الاعتراف بجمهورية كوسوفا التي أعلنت استقلالها في 17/2/2008، برغم أن الاستقلال تم من خلال المجتمع الدولي وبرغم أسبابه الموجبة والمنطقية، فقد بقي الألبان على مدى مئات السنين أمة متميزة بإقليمها ولغتها وثقافتها، وخاضوا لأجل استقلالهم حروبا وصراعات متواصلة على مدى قرون طويلة متواصلة، واختار معظم الألبان بدءا بالقرن الثالث عشر اعتناق الإسلامي، وقد منحهم ذلك فرصة للتماسك الاجتماعي والثقافي في الصراع مع الصرب، كما منحهم أيضا في مرحلة صعود الدولة العثمانية قوة سياسية وعسكرية عظيمة.

يقول د. سيديو: ربما لا تعرف الدول الإسلامية والعربية عن كوسوفا سوى القليل، وربما يكون ثمة تأثير صربي على الدول العربية والإسلامية، وهناك اعتقاد خاطئ بأن صربيا تمثل الاتحاد اليوغسلافي، وهذا اعتقاد خاطئ ومعاكس للحقيقة، ذلك أن صربيا هي التي دمرت الاتحاد، وقد كان الألبان والبوسنيون والكروات متمسكين بالاتحاد، ولكن السياسات الصربية هي التي دفعت الأقاليم المكونة للاتحاد إلى الانفصال، والواقع أن صربيا هي التي رفضت التسامح والتعددية، وعلى العكس فإن الكوسوفيين يتمتعون بتسامح لا مثيل له، وتحظى الأديان والمجموعات الإثنية في كوسوفا بحرية كاملة بل وبميزات إضافية على الألبان (القومية الرئيسية في كوسوفا والتي تمثل أكثر من 95% من السكان).

ويقول الدكتور سيديو: الواقع أن صربيا هي التي رفضت التسامح، وعملت على إبادة الغير وأعلنت الحرب علينا واستهدفت وجودنا وثقافتنا ومؤسساتنا، وفي المقابل فإننا نسعى لإقامة دولة علمانية تكفل الحريات الدينية، ولكل طائفة الحرية الكاملة في ممارسة شعائر دينها، ونسعى أيضا للمشاركة في الاتحاد الأوروبي. ونحن نشارك في تثبيت السلام في المنطقة، ونسعى لإقامة علاقات تعاون جيدة مع جيراننا، ونريد أن يكون لنا علاقات طيبة مع الدول العربية والإسلامية وجميع دول العالم، وثمة ما يربط كوسوفا بالعالم الإسلامي، وقد درس وعمل في الدول العربية عدد كبير من أبناء كوسوفا، وهم بالإضافة إلى أنهم كانوا جزءا من عملية تحرير وتنمية كوسوفا فإنهم أيضا يمثلون حلقة اتصال وتعاون مع الدول العربية والإسلامية.

وتبدو كوسوفا اليوم بعد إعلان استقلالها وقد خرجت من حرب تدميرية باقتصاد منهار تقريبا، كل شيء قد دمر، المساجد والتكايا، وأغلقت المصانع والمناجم، وسرح جميع المدرسين من المدارس والجامعات، وأجبر أكثر من نصف السكان على الهجرة واللجوء إلى دول أخرى، ولحسن الحظ فقد رجع الشعب الكوسوفي، لقد رجعوا بسرعة استثنائية تعبر عن حبهم لوطنهم ورغبتهم الشديدة في إعادة استئناف إعمار بلادهم، ومن الطرائف أنهم كانوا يعودون بسرعة ولهفة أقرب إلى التهور، وقد حاولت هيئة الأمم المتحدة وهيئات الإغاثة الإبطاء من عمليات العودة للتأكد من خلو الأراضي والبلدات من الألغام ومخلفات الحرب ولاستيعاب العائدين بسهولة، ولكن الكوسوفيين عادوا دون أن يستمعوا للتحذيرات.

وعن النموذج الكوسوفي القائم على الإسلام والعلمانية معا يقول الرئيس الكوسوفي:

إننا دولة علمانية نحترم الأديان وممارسة الشعائر الدينية، وربما يكون موقع كوسوفا بين أوروبا والعالم الإسلامي يجعلها في وضع خاص، فالشعب الكوسوفي يدين أغلبيته بالإسلام، ولكن كوسوفا أيضا دولة ينتمي مواطنوها إلى عدة قوميات وأديان بالإضافة إلى الإسلام، وهذا يجعلنا متسامحين تسامحا دينيا وتسامحا سياسيا وثقافيا أيضا، ويعني ذلك لدينا الحرية الدينية المطلقة.

نحن أيضا ننظر بأهمية خاصة للتوفيق بين كوننا أوروبيين وبين اهتمامنا بعلاقة طيبة مع العالم الإسلامي، ونتطلع لإقامة علاقات طيبة مع العالم الإسلامي وجميع الدول في جميع المجالات./ الغد /



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد