طخيتك ليش ما بتموت .. ؟

mainThumb

05-07-2008 12:00 AM

كنا ننتظر العيد على "أحر من الجمر".. فالأطفال الذين بعمرنا ، لا هم لهم إلا اللعب على"السحاسيل"وركوب"المراجيح".. وبعد العصر نتجمع أطفالاً أبناء عمومة وجيرة ... كل واحد مشتري "فرد" والذي ليس معه يمسك بعود قريب شكله ع الفرد .. ونقرر أن نلعب لعبة مين إللي يطخ الثاني قبل ... لم نكن نفهم فقه الحرب ... لذا ، لم نفهم فقه الموت ... كلنا كان يرفض الموت رغم أن رصاص الفرد"حسب المنطق الطفولي"خردق الجسد ... يبدأ الذي طخ بالصراخ : موت .. موت ... يجيبه الآخر ... لأ ...لأ ... ما طخيتني... يرد عليه الطخيخ : والله (بكسر الهاء ) طخيتك ، يللا موت ..موت.. تبدأ المشكلة ... يتدخل أطفال آخرون يريدون للعبة أن تستمر ... ويقبل الجميع بمنطق ( هاي آخر مرة .... بعدها اذا طخيتك بتموت ) وتكرر نفس الحكاية : طخيتك ليش ما بتموت ؟

كلنا يريد أن يبقى ... كلنا يرفض الموت .. حتى في الألعاب والأتاري... والطفل الضعيف فقط هو الذي يصدق أنه مات في اللعبة ويخرج مبكراً . استوقفتني لعبة رفض الموت بالرصاص أو بالسيوف بين الأطفال لأننا - كباراً - وجهنا سهاماً حقيقية ، و أطلقنا رصاصاً ملعلعاً ، وشهرنا سيوفاً لا تنبو ... على أشياء كثيرة وعن جد مش لعب ... وكل الأشياء ( المفترض أن تكون ضحايا ) لم تمت ... بل تحولنا نحن إلى ضحايا تطلق الرصاص للخلف ..

سأطخكم جميعاً ... واحداً ينطح أخوه .. لأنني أثق تماماً إنكم لن تموتوا... فأنتم جميعاً داخل اللعبة .

abo_watan@yahoo.com // الدستور //



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد