ستكون لحظة تاريخية

mainThumb

08-07-2008 12:00 AM

أول سفارة استهدفها العنف الأهوج في العراق هي السفارة الأردنية وقد اتضح لاحقاً أن المقصود هو إبعاد الوجود العربي الدبلوماسي عن هذا البلد كي يستبيحه التدخل الخارجي الذي عاث فيه فساداً خلال الأعوام الأربعة الماضية والذي أوصله الى الحرب الأهلية الطائفية والمذهبية والذي إن لم تتحــــرك الدول العربية المعنية وبسرعة فإنه سيستوعب حتماً هذه الصحوة القومية التي شملت القبائل والعشائر الشيعية وشملت الجنوب كله.

الآن تتخذ حكومة نوري المالكي مواقع الهجوم ضد هذا التدخل، الذي لم يعد خافياً والذي باتت أهدافه معروفة ومكشوفة، والمؤسف ان هناك من لا يزال لم يدرك طبيعة ما يجري في العراق ولا يزال يتمسك بماضٍ تجاوزته الأحداث وهو لن يعود لا بعد عام ولا بعد ألف عام ويرفض الاعتراف بحقيقة ان إضعاف هذه الحكومة العراقية لن يستفيد منه إلا الذين يريدون إغراق هذا البلد في الفراغ ليسهل عليهم تقسيمه وإلحاق بعض أجزائه بإمبراطوريتهم المنشودة.

إن هذا ما أدركه الأردن مبكراً وبقي يواصل اتصالاته مع الأشقاء العرب المتقاربين معه في الموقف بالنسبة لهذه المسألة المصيرية الهامة والمسائل الأخرى التي لا تقل عنها أهمية فالمعادلة هنا واضحة كل الوضوح إذْ كلما ابتعد العرب عن العراق كلما استفحل التدخل الخارجي وإذْ كلما أُغلقت الأبواب العربية ضد هذه الحكومة، حكومة المالكي، كلما فُتحت أبواب جهنم ضد مواقفها العروبية وضد الحملة التي تقوم بها ضد القوى المذهبية المرتبطة بالخارج وضد الإرهاب والفوضى والزمّ?Zر التي تفجر أجساد العراقيين الأبرياء باسم التحرير والمقاومة.

ولذلك فإن الأردن ينسجم مع دوره القومي ومع إدراكه لأهمية العراق الواحد الموحد كجدار إستناد له وللأمة العربية عندما يقف هذا الموقف الذي وقفه منذ اليوم الأول والذي لا يزال يقفه والذي سيُتوّ?Zجُ بأن جلالة سيدنا سيقوم بالخطوة الشجاعة التي لا يمكن ان يقدم عليها إلا من هو مثله والتي قد تتم في أي لحظة وهي زيارة بغداد للتأكيد للعراقيين ان الشعب الأردني معهم وأن أمتهم لن تتركهم فريسة للتدخلات الخارجية والمؤامرات الداخلية وأن عاصمة الرشيد ستبقى درة العواصم العربية.

لا غرابة ولا استغراب في ان يكون جلالة سيدنا ابن الجيش العربي وابن الحسين العظيم أول زعيم عربي يصل الى بغداد وهي تصمد كل هذا الصمود البطولي في ممر الماراثون فالإلتزام القومي الحقيقي لا يتأكد إلا في اللحظات الصعبة وفي مثل هذه المواقف والعراقيون يعرفون ان من لا يقف معهم الآن لا فائدة من وقوفه معهم بعد ان تعتدل الأمور وبعد ان تمضي سنوات العسرة الصعبة وبعد ان ينتصروا وينتصر وطنهم على هذه المـؤامرة التي أوصلته الى ما وصل إليه.

سيجد جلالة سيدنا عندما يصل الى بغداد ان أرواح الهاشميين، الذين كان الإنقلاب عليهم والتمثيل بأجسادهم أولى حلقات المـــؤامرة على هذا البلد العظيم وأهله، تستقبله مع المستقبلين وسيجد شعباً عظيماً في انتظار قائد عربي تجاوز حلقات النيران وجاء إليه ليؤكد له أن الدّ?Zم ما يصير ميّ?Zه وأن العراق العربي سيبقى عربياً وأنه لا يصح إلا الصحيح وأن هذا الصحيح تشهد عليه طيبة وسماحة فيصل الأول وشجاعة الشهيد غازي وملائكية فيصل الثاني ويشهد عليه العهد الهاشمي الذي وحد هذا البلد وأهله وشكل صلة الوصل بين كل مكوناته الاجتماعية.

ستكون لحظة تاريخية عندما يصل جلالة سيدنا الى بغداد وعندما يستقلبه الشعب العراقي بالأرواح قبل الأجساد وعندما يؤكد للعراقيين، العرب والكرد والأشوريين والكلدان والتركمان واليزيديين والصابئة والمندائيين، ان الأردن شقيق لا يمكن ان يتخلى عن شقيقه عندما تكون ظروفه صعبة وأن قدر الهاشميين ان يكونوا في طليعة المدافعين عن هذه الأمة. // الراي //



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد