أصحاب المعالي نور ومهند

mainThumb

08-08-2008 12:00 AM

كدت للحظة ان اشكك بانتمائي شخصيا لهذا المجتمع الذي نجد غالبيته ورغم ما تغرق فيه من مشكلات متنوعة متعسرة ، منشدة بكل حواسها لمجريات مسلسل نور ذائع الصيت بلا اي سبب مقنع ، والذي يعتبر اول دراما تركية تترجم للعربية العامية ، خلافا لنمط المسلسلات المكسيكية التي ترجم البعض منها للعربية الفصحى وحقق انتشارا ربما يماثل ما يحققه مسلسل نور ، الذي اعده شخصيا ظاهرة غريبة ، كون قصة درامية بعيدة عن واقعنا ، ولكنها استطاعت ان تثير الشارع بشكل عز نظيره ، والذي بات يترقب احداث المسلسل بشوق يفوق ترقبه ربما ، لأي شأن محلي او عربي بالغ الخطورة.

وعودة الى ذي بدء حيث كدت اشكك بانتمائي كوني لا اعرف حتى اللحظة شيئا عن مجريات هذا المسلسل الذي يشغل الناس حولي على مدار الساعة ، ولم اتشرف بمشاهدة نور خانوم او حبيبها مهند ، اللذين اخذا في غضون ايام قليلة شعبية ضخمة ، لم يحظ بمثلها يوما حدث سياسي او اجتماعي كان له أبعاد هائلة جدا ، غير انه ورغم ذلك كله فاني على يقين انه ورغم الانشغال الهائل بمسلسل نور ، الا ان ذلك لن يلبث ان يخف تدريجيا في اعقاب انتهاء عرض احداث المسلسل ، ولكن ارى ان مبالغتنا بالاهتمام بمجرياته انما تعكس حجم الضجر عند الناس من كافة المشاكل والقضايا التي يغرقون بها ، دونما يلوح في افقها بصيص امل على انفراج بعض منها على اقل تقدير ، الناس تهرب من مشاكلها واحباطاتها الى نور ومهند اللذين نخشى حقا ان تستثمر الحكومات شعبيتهم فيتم تعيينهما بمناصب رفيعة ، بحيث يتسنى لها بعد ذلك تمرير اخطر القرارات من غير ازعاج الناس او اثارة حنقهم ، بل بمباركتهم واجماعهم كذلك.

اصحاب المعالي نور ومهند.. اي نوع من السحر ادخلتم الناس فيه الى الحد الذي دفعهم ليتعاملوا على سبيل المثال مع عرض شريط يصور قوات الاحتلال الاسرائيلي وهي تطلق النار على شاب فلسطيني اعزل ، باعصاب باردة ، بلا ان يحرك اي منهم ساكنا ، او يثير فيهم حمية ربما نوروحدها فجرت في نفوسنا أضعافها للأسف بسبب ما تتعرض له من مكائد على اعتبار ان الامر كذلك كما اظن والله تعالى اعلم.

دراما مدبلجة تزلزلنا من الاعماق وتخربط مشاعرنا بل ومواعيدنا ، هل ذلك امر يعقل حقا يبقى هذا سؤال معلق برسم الاجابة ، في حالة استيقظنا من سباتنا المضاعف الذي ادخلنا به مرة جديدة مسلسل نور ومن قبله توافه اخرى كثيرة شكلت في حينها محور اهتمام محلي واسع ، من نور الى سنوات الضياع مسلسل من نفس النمط الى بطولات رياضية ، تظل حالة غريبة تسيطر علينا جميعا نفقد خلالها القدرة على التفاعل مع ما هو اكبر من مثل هذه الامور والتفاعل معها على نحو فيه كما مذهل من المبالغة.الدستور

aafkharbat@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد