زمن النص القرآني
قادني التدبر والتأمل في السرد القرآني إلى تحديد قصة الخطاب القرآني التي تقع بين البداية (الخلق)، والنهاية (الخلود). فاعتبرت هذا زمن القصة. وكان زمن خطاب القصص القرآني متضمنا في قصة الخطاب بصفتها تأطيرا لقصص الأنبياء وغيرها من السرود التي يتسع لها الخطاب القرآني، وهي تشمل القصص، والأخبار، والأنباء، والأمثال. أما زمن النص فوجدناه كامنا في قصة البعثة النبوية، الذي يمتد من بداية نزول الوحي على الرسول (صلى الله عليه وسلم) وينتهي بوفاته.
إن ما ينظم مختلف هذه الأزمنة هو وحدة الموضوعات التي يتطرق إليها النص. فما نجده في زمن القصة (الخلق/ الخلود)، وكذلك كل ما يتقدم إلينا من خلال خطاب القصص القرآني (قصص الأنبياء) يبدو لنا في زمن النص. ولما كان زمن النص خالصا لقصة البعث النبوي (عالم الشهادة)، وتأطيرا لقصة الخطاب، وخطاب القصص القرآني، فإننا نعثر فيه على ما يتضمن وجود الشخصية النبوية في القصة والخطاب معا: «الذين يتبعون الرسول الأميّ الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل..» (الأعراف، 157)، وقوله تعالى: «وإذ قال عيسى ابن مريم: يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم، مصدقا لما بين يدي من التوراة، ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد. فلما جاءهم بالبينات، قالوا: هذا سحر مبين» (الصف، 6). ويؤكد هذا ترابط مختلف الأزمنة، وكونها جميعا مؤطرة في زمن النص.
يبين لنا ما جرى للرسول منذ نزول الوحي إلى وفاته أننا أمام نص موحد لغويا وأسلوبيا، وتركيبيا ودلاليا وتداوليا، رغم ما يمكن أن يبدو لنا من تمايز بين السور الطوال والقصار، لأن لكل منها بنيتها الخاصة والمتصلة بطبيعتها ووظيفتها. وما يمكن من خلاله التدليل على زمنية النص القرآني في علاقته بالقصة والخطاب، يتجلى في أنه لولا هذا الزمن لما كان بإمكاننا التعرف على أي منهما. ولذلك اعتبرناه تأطيرا لقصة الخطاب، التي هي تأطير لخطاب القصص، وهما معا متضمنان ضمن زمن النص، الذي تؤطره قصة البعثة النبوية.
يقدم لنا زمن النص عالمين مختلفين: «عالم الغيب» المتصل بقصص الأنبياء، من جهة. ومن جهة ثانية «عالم الشهادة»، حيث تتقدم إلينا قصة النبي مع قومه، وهو يبلغ الرسالة. لذلك جاءت قصص عالم الغيب (القصة والخطاب) لتحقيق وظائف متعددة يتصل بعضها بما تقدمه للرسول (صلى الله عليه وسلم) من دروس وعبر عمن سبقه من الأنبياء والرسل، وما عانوه مع أقوامهم، بهدف، ليس فقط الإخبار، ولكن «تثبيت فؤاد» النبي من جهة، وموعظة وذكرى للمؤمنين: «وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك، وجاءك في هذه الحق، وموعظة وذكرى للمؤمنين» (هود، 120). ويتبين لنا من خلال هذا «القص» (السرد) أن لا فرق بين عالم الغيب، وعالم الشهادة. فالتشابه بين العالمين قائم بسبب ما تقدم في قصة الخطاب حيث أقسم الشيطان أن يغوي البشر، ويأمرهم بما يجعلهم بمنأى عما يدعوهم إليه أنبياؤهم ورسلهم، وهو ما سنلاحظه في قصة البعثة النبوية، حيث ظل أهل الكتاب (يهود ونصارى)، والكفار والمشركون يعارضون الرسول، وينكرون الرسالة التي أنزلت عليه.
إن ما وقع في قصص الأنبياء هو نفسه ما يقع للرسول محمد، وهو يقوم بتبليغ الرسالة. لذلك نجد قصص الأنبياء لم تقدم لنا إلا على شكل شذرات متضمنة في كل السور طويلها وقصيرها ومتوسطها، وذلك لأن كلا منها جاء في سياق محدد يتعلق بالظروف التي نزلت فيها. وفي هذا نفي لمزاعم المستشرقين ومن يواليهم حديثا، وما كان يزعمه المشركون زمن البعثة النبوية من كون هذه القصص تملى على الرسول من لدن بعض اليهود أو النصارى أو غيرهم من الطوائف الدينية المعاصرة. إننا هنا أمام تفاعل نصي بين زمن القصة والخطاب، وزمن النص. وآية ذلك أن هذا التفاعل يبرز في ضوء وقائع جرت للرسول مع قومه، ولا علاقة لها بما في الكتب السابقة.
إن استدعاء قصص عالم الغيب وليد قصة عالم الشهادة المتصل بالبعثة النبوية، والذي يفند كل المزاعم القديمة والحديثة، التي تشكك في القرآن الكريم وأصالته. فالقول مثلا إن قصص الأنبياء في السور الطويلة ما هي سوى محاكاة لنصوص أهل الكتاب، لا يستقيم لأن القرآن الكريم يقدمها بكيفية مختلفة وبطريقة منسجمة مع «القرآنية» كخاصية مميزة للنص القرآني من جهة، ويصحح ما فيها من أكاذيب وتلفيقات من جهة ثانية. ولا يمكن أن يتأتى لهذا لمن «ينسخ» من الكتب القديمة.
إذا تجاوزنا التفاعل النصي الذي يؤكد التشابه في محتوى القصص القرآني برمته، نجد أن ما يتصل بعالم الشهادة في علاقة الرسول مع قومه، يبرز بجلاء من خلال وقائع تاريخية، ستكون لها آثارها في التاريخ، وهي التي نضرب لها مثلا من الغزوات المذكورة في القرآن الكريم (بدر، أحد، حنين…)، وكذلك في وقائع أخرى مثل (قصة الإفك، زيد…) وغيرها من الوقائع، والعقائد والأوامر التي تحققت مع الدعوة الإسلامية (الصوم، الحلال والحرام…) مما نجد الإسلام يختلف فيه مع ما سبق من ديانات.
إن زمن النص القرآني وما يحتويه مما نجده في زمن القصة والخطاب، يؤكد لنا بجلاء أصالته وعلى المستويات كافة. إنه مصدق لما سبقه من النصوص التي أنزلت على غيره من الأنبياء والرسل ممن ذكرهم أو أشار إليهم، وفي الوقت نفسه له زمنيته الخاصة، التي خلقت زمنا جديدا يتجاوز غيره من الأزمنة السابقة.
الفايز يهنئ المنتخب الوطني تأهله لمونديال كأس العالم لكرة القدم
حسان يهنئ الأردنيين بتأهل النشامى التاريخي للمونديال
شركة الاسواق الحرة الاردنية تهنئ الملك وولي عهده المحبوب بعيد الاضحى
الملك: النشامى كانوا وسيبقون على العهد
لأول مرة في تاريخه .. منتخب النشامى يتأهل رسميًا لمونديال 2026
اختتام ورشة عمل حول الرسم على الفخار بمركز شابات المزار الشمالي
الجيش يحبط تهريب مخدرات عبر ثلاث طائرات مسيّرة
صاروخ يمني يوقف مطار بن غوريون عن العمل
ولي العهد يتابع مباراة العراق وكوريا برفقة النشامى
بدرية طلبة تردّ على اتهامها بالشماتة بأحمد آدم
زفاف نجم ستار أكاديمي ومنتجة إماراتية
زيت الزيتون أم زيت الأفوكادو .. أيهما الأفضل لصحتك
الحية: لم نرفض مقترح يتكوف .. ومستعدون لجولة مفاوضات حقيقية
توجيه من ولي العهد بشأن بث مباراة الأردن وعُمان
عُمان تطلب توضيحاً رسمياً بشأن ما حدث بتدريبات النشامى
التلفزيون الأردني يحذر المواطنين
مجموعة من النساء يهاجمن مشهورة التواصل أم نمر .. فما القصة
إلغاء وظيفة الكنترول بشكل كامل في الأردن
كم يبلغ سعر كيلو الأضاحي البلدي والروماني في الأردن
في الأردن : اشترِ سيارة .. وخذ الثانية مجّانًا
جمعية مكافحة المخدرات توضح حقيقة سحب حلوى الكولا من الأسواق
فتح باب التجنيد في القوات المسلحة الأردنية اليوم
وفاة مستشارة رئيس مجلس النواب سناء العجارمة
أموال هؤلاء ستؤول إلى الخزينة العامة .. أسماء
موظفون حكوميون إلى التقاعد .. اسماء
خطة لإلغاء نظام الفترتين الصباحية والمسائية في المدارس