الإدارة الإسعافية نهج متأخر في زمن السرعة

mainThumb

04-11-2025 09:34 AM

على الرغم من كثرة ما نقرأ ونسمع حول الاستراتيجيات والتخطيط الاستراتيجي وإدارة المخاطر والمشاركة بجوائز التميز والحصول على مركز كذا بالتميز إضافة عن الحديث عن استشراف المستقبل وغيرها من الترندات الإدارية تبقى الإدارة الإسعافية هي المنهج الأكثر سيطرة، وهو المنهج القائم على ردّ الفعل أكثر من كونها إدارة استباقية تعتمد على التخطيط والجاهزية. هذا النهج يجعل التحرك يبدأ بعد وقوع الكارثة، لا قبلها، في زمنٍ تتطلب فيه الأزمات قرارات سريعة مبنية على تنبؤ وتحليل مخاطر دقيق.
تعاني المنظومات الإسعافية من ثقافة إدارية تفاعلية تركز على الإنقاذ اللحظي بدلاً من الوقاية المسبقة. فالتحرك لا يبدأ إلا عند وقوع الحدث، وغالبا ما يكون محصورا في مركز القرار، دون تمكين المجتمعات المحلية أو تدريبها على إدارة أزماتها الخاصة. كما يفتقر كثير من المؤسسات إلى خطط إنذار مبكر، أو تدريبات ميدانية دورية، ما يجعل الجهود تُستهلك في اللحظة الأخيرة بدل أن تُبذل في الاستعداد المسبق.
إن الإدارة الإسعافية الحديثة لا تُقاس بسرعة حضور سيارات الطوارئ، بل بقدرة النظام على منع الكارثة أو الحد من آثارها قبل وقوعها. لذا، فإن المطلوب اليوم هو الانتقال من إدارة ردّ الفعل إلى إدارة الاستباق والوقاية، عبر بناء أنظمة إنذار مبكر، وتمكين المجتمعات محليًا، وتخصيص موارد دائمة للتأهب وليس فقط للاستجابة.
ففي عالم لا يمنحنا ترف الانتظار، تبقى الإدارة الإسعافية القائمة على ردّ الفعل أشبه بإطفاء حريق بعد أن أتى على كل شيء، بينما المطلوب هو إشعال وعي وقائي يسبق الأزمة بخطوة، ويحول دون تكرارها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد