حرب المدافئ السنوية
القضية ليست في المدفأة بحد ذاتها، بل في طريقة التعامل معها. فالحوادث المتكررة، والتقارير الرسمية، تؤكد أن غاز أول أكسيد الكربون، ذلك القاتل الخفي الذي لا لون له ولا رائحة، ما يزال يحصد الأرواح عاماً بعد آخر. يتسلل هذا الغاز إلى الغرف المغلقة دون أن يشعر به أحد، ليحوّل لحظات النوم والسكينة إلى فاجعة لا تُسمع لها صوت.
الأكثر إيلاماً أن معظم هذه الحوادث كان بالإمكان تفاديها. فهي في الغالب نتيجة ممارسات خاطئة ومتكررة، كترك المدفأة مشتعلة أثناء النوم، أو تشغيلها في أماكن سيئة التهوية، أو استخدام مدافئ وخراطيم غاز غير صالحة، أو وضعها بالقرب من مواد قابلة للاشتعال. أخطاء بسيطة في ظاهرها، لكنها مكلفة في نتائجها، وكان يمكن تجنبها بقليل من الوعي والالتزام.
وتشير الإحصاءات في المواسم الشتوية الماضية إلى أرقام مقلقة، حيث سُجلت عشرات الوفيات ومئات الإصابات بسبب حوادث الاختناق والحرائق المرتبطة بوسائل التدفئة. ورغم اختلاف الأرقام من عام لآخر، إلا أن الحقيقة واحدة: ثقافة السلامة المنزلية ما تزال دون المستوى المطلوب، وثمن الإهمال ما يزال يُدفع من أرواح الأبرياء.
وفي خضم هذا المشهد، يبرز الدور الحيوي للدفاع المدني الأردني، الذي يثبت في كل شتاء أنه خط الدفاع الأول عن حياة المواطنين. فجهوده لا تقتصر على التعامل مع الحوادث بعد وقوعها، بل تبدأ قبل ذلك، من خلال حملات توعوية وتحذيرات متواصلة عبر مختلف وسائل الإعلام، تدعو إلى الاستخدام الآمن للمدافئ، وضرورة الفحص الدوري والالتزام بإجراءات الوقاية.
وعندما تقع الحوادث، تتجلى المهنية العالية وسرعة الاستجابة لدى كوادر الدفاع المدني، الذين يسارعون إلى إنقاذ المصابين، وتقديم الإسعافات الأولية، ونقل الحالات الحرجة، والتعامل مع الحرائق وتسربات الغاز بكفاءة تحد من حجم الخسائر. جهود تُبذل في ظروف جوية قاسية، وتعكس التزاماً إنسانياً راسخاً بحماية الأرواح، وتستحق كل تقدير واحترام.
ومع ذلك، لا يمكن أن نلقي العبء كاملاً على عاتق الدفاع المدني وحده. فالمسؤولية مشتركة، وتبدأ من داخل كل بيت. وعي المواطن، والتزامه بالتعليمات، وحرصه على سلامة أسرته، هي خط الدفاع الأول، وهي العامل الأهم في تقليل هذه الخسائر المؤلمة.
فالشتاء لا ينبغي أن يكون موسماً للأخبار الحزينة ونشرات الوفيات، بل يمكن أن يكون موسماً للدفء والأمان، متى ما أدركنا أن المدفأة ليست مجرد وسيلة للتدفئة، بل أداة تتطلب وعياً وانضباطاً في استخدامها. وحين يلتقي وعي المواطن مع جاهزية المؤسسات، وعلى رأسها الدفاع المدني، يمكن تحويل الشتاء من موسم خطر إلى موسم طمأنينة وأمان.
الفيصلي يتجاوز الجليل في دوري سي إف آي الممتاز
صدور القانون المعدل لقانون الجريدة الرسمية
غارتان إسرائيلية على ياطر في جنوب لبنان تسقط شهيدا وتصيب آخر
الضمان الاجتماعي: حقائق وتطلعات معلقة
الصحة العالمية: التقدم في مكافحة المجاعة في غزة ما يزال هشا
وزارة الثقافة تحتفل باليوم العالمي للغة العربية
إضاءة شجرة عيد الميلاد في مركز زوار البترا
القاضي: مجلس النواب يؤمن بدور الإعلام في الدفاع عن رسالة المملكة
انطلاق كأس أمم أفريقيا 2025 في المغرب بحفل مبهر
صدور المعدل لنظام الأبنية وتنظيم المدن والقرى لسنة 2025
كهرباء إربد تعتزم فصل التيار عن عدة مناطق في لواء بلعما غدًا
مدعوون للتعيين وفاقدون لوظائفهم في الحكومة .. أسماء
ماسك ينشر قائمة الدول الأكثر توقيفا لمعلقين على الإنترنت
وظائف شاغرة في الضمان الاجتماعي والبحرية الأردنية .. تفاصيل
عندما تصبح الشهادة المزورة بوابة للجامعة
طريقة لزيادة عمر بطاريات الهواتف الذكية
أبرز مواصفات الهاتف المنتظر من Realme
الأردن يوقع اتفاقيتي توسعة السمرا وتعزيز مياه وادي الأردن
تجارة عمان تدعو لإنشاء مجلس أعمال أردني -أذري
الصناعة توافق على استحواذين في قطاعي الطاقة والإسمنت
المملكة على موعد مع منخفض جوي جديد .. أمطار وزخات ثلجية وصقيع واسع ليلاً
الأردن يشارك في البازار الدبلوماسي السنوي للأمم المتحدة
بحث التعاون بين البلقاء التطبيقية والكهرباء الأردنية


