حين يرقّ القلب مع السنين

حين يرقّ القلب مع السنين

21-12-2025 02:41 PM

مع تقدّم العمر، لا تضعف المشاعر كما يظنّ البعض، بل تزداد شفافية وصدقًا. يصبح القلب أكثر حساسية للتفاصيل الصغيرة، فتغدو الكلمة اللطيفة بلسَمًا، والنبرة القاسية جرحًا عميقًا. كبار السن لا يطلبون الكثير؛ هم فقط يرغبون أن يُعامَلوا بإنسانية تليق برحلة طويلة من العطاء والتجربة.

قد لا يدرك البعض أن كلمة عابرة أو تصرّفًا غير محسوب قد يُفهم على غير مقصده، فيتحوّل إلى شعور بالخذلان أو الوحدة. فالتجارب المتراكمة تجعلهم أكثر تأمّلًا وأشدّ تأثرًا، لا ضعفًا بل امتلاءً بالحياة وما مرّت به.

الاهتمام الحقيقي لا يحتاج إلى جهد كبير: ابتسامة صادقة، سؤال دافئ، إنصات دون استعجال، لمسة ودّ على الكتف، أو مشاركة ذكرى قديمة باحترام. هذه التفاصيل الصغيرة تصنع فرقًا كبيرًا، وتعيد إلى نفوسهم الإحساس بالقيمة والطمأنينة.

كبار السن مرآتنا المؤجّلة؛ ما نراه اليوم في ملامحهم وسلوكهم، سنراه غدًا في أنفسنا إن امتدّ بنا العمر. فطريقة تعاملنا معهم هي استثمار أخلاقي لمستقبلنا، وبذرة نزرعها لتثمر رحمة وتفهّمًا حين نكون في موضعهم.

لنكن أكثر وعيًا بكلماتنا، ألين في تصرّفاتنا، وأقرب بقلوبنا. فالرقيّ الحقيقي لا يُقاس بالقوة أو السرعة، بل بقدرتنا على الاحتواء، خاصة لمن تقدّم بهم العمر وسبقونا في دروب الحياة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد