التغيرات فـي أنماط النقل العام للركاب

mainThumb

16-09-2008 12:00 AM


مع نهاية القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين شهد العالم زيادة سكانية تمثلت في زيادة كثافة المدن وخاصة المدن الكبيرة والمحافظات وواكب هذه الزيادة الامتداد العمراني بشكليه الافقي والعامودي ولكن كان الامتداد العمراني الافقي الحصة الأكبر مما انعكس على ضرورة توفير البنية التحتية من خدمات نذكر منها الماء،الكهرباء، شبكة الاتصالات الطرق وأهمها توفير القدرة على التنقل بواسطة شبكات النقل العام المريحة وشهد هذا القرن ايضا الوعي والمناداة بضرورة المحافظة على البيئة بأشكالها وأنماطها المتعددة مما انعكس على طرد المصانع والمعامل التي تؤدي الى تلويث البيئة خارج الكثافات السكانية وتفعيل كافة السبل للمحافظة على البيئة.

كما وأن التطور والتغير كان كبيرا في مفهوم وآلية توفير خدمات النقل العام للركاب من قبل البلديات والسلطات التي من واجبها توفير هذه الخدمة، فنرى أن العديد من المدن الكبيرة في الدول المتقدمة والصناعية قد قامت باعادة هيكلة شبكات النقل العام التقليدية والتي كانت مخدومة بأنواع متعددة من الحافلات سواء كانت الصغيرة منها والمتوسطة أو الكبيرة والمسيرة بالديزل باستبدالها بعدة انماط منها:.

- الحافلات عالية السعة (BRT) والتي أصبحت تشكل عماد شبكة النقل العام بالمدينة حيث تم مسبقاً حجز المنطقة الوسطية لكل من هذه الممرات لمرور الحافلات. وقد مكنت الإجراءات المبتكرة لهذه المشاريع مثل كبسولات الصعود والنزول التي تضمن سرعة تحميل وتفريغ الحافلات من تشغيل الحافلات كقطار أنفاق سطحي كما وتركزت المساكن عالية الكثافة والأنشطة التجارية والعقارية على طول هذه الممرات المخصصة للنقل.

- نمط اخر يتمثل باستخدام القطارات الخفيفة (LRT) والتي اشهر ما نراه منها هو (الترام) والتي هي عبارة عن مركبات مسيرة بالكهرباء وتسير على خطوط حديدية شبيهة بالسكك الحديدية التي تسير عليها القطارات التقليدية .ان هذا النوع من وسائل النقل سواء المسيرة منه تحت الأرض أو السطحية تقوم بنقل عدد اكبر من الركاب وبكلفة تشغيلية قليلة مع القدرة على توفير ترددات نقل منتظمة وذلك لعدم تأثرها بمسارب المركبات والسيارات حيث أن لها مسربا محددا بالاضافة الى توفير خدمة للركاب أفضل من الوسائل التقليدية آخذين بعين الاعتبار بأنها صديقة للبيئة وليس لها أي تأثير سلبي. كما وأن مستوى السلامة فيها عال في كل فصول السنة. ولقد رأينا نجاح هذه التجربة في الدول المتقدمة بالاضافة الى توجه بعض دول المنطقة ومنها تونس ومصر والامارات والتي اتجهت الى تعزيز هذا النوع من النقل كبديل عن المركبات والحافلات المسيرة على مشتقات النفط وخصوصا بأننا نشهد ارتفاعا عالميا في تكلفة المحروقات.الرأي

* نائب رئيس الاتحاد العالمي للمواصلات العامة




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد