العراق عصي على الخونة والمرتزقة .. ‎

mainThumb

17-03-2016 10:53 AM

 قبل الإحتلال الأمريكي للعراق ؛ ملك العراق قراره وارادته ‏واستقلاله ، وكان له قوته العسكرية المجهزة والمدربة ، وكان ‏له مكانته المتجذرة في قلوب أمته ؛ وكان له هيبته ووزنه في ‏هذا العالم ...‏

 
‏            وخلال  الفترة الممتدة بين استقلاله في عام 1932 ‏م وحتى فترة الإحتلال الأمريكي في عام 2003 م ؛ تمكن ‏العراق من التخلص من توابع الإستعمار وذيوله وأذنابه ‏ومخلفاته ؛ لذلك تمكن العراق من الإنطلاق وبثبات لبناء ‏جيشه ولاعداد وتطوير نفسه ، وانبرى لخدمة أمته وللدفاع ‏عنها بعيدا” عن كل الهيمنات الأجنبية وبعيدا” عن الغايات ‏الصهيونية وعن الإملاءآت الإستعمارية ...‏
 
‏              وهذه الإرادة الصلبة والإستقلالية مكنت العراق ‏من بلوغ مرتبة متقدمة في التصنيع والتطوير العسكري ‏والمدني قبل فترة   الاحتلال الأمريكي ؛ وبعد تصنيع العراق ‏لصواريخ الحسين والعباس ؛ تمكن من تطوير شبكة العابد ‏الفضائية والتي أطلق ومن خلالها أول صاروخ فضائي ‏عربي في عام 1989 م والذي وصل مداه إلى  2000 كم .‏
 
‏          فالعراق خلد في قلوب ووجدان كل العرب ؛ ويكفيه ‏فخرا” بأنه أرعب اليهود المحتلين ، وبقي السد المنيع أمام ‏الأطماع الايرانية ، وكان الظهير القوي والسند لأمته العربية ‏في كل حروبها مع الأعداء ...‏
 
‏             قبل الاحتلال الأمريكي للعراق ؛ شاهدنا المسئولين ‏والوزراء العراقيبن من خلال وسائل الاعلام المختلفة ؛ ولم ‏يأتي في خاطرنا أن نفتش ونسأل ولو لمرة„ واحدة„ عن ‏أصول وديانة وملة ومذهب أي من هؤلاء المسئولين والقادة ‏العراقيين ... !!!‏
 
‏           فكل العرب أحبوا  : طارق عزيز  ولم يفتشوا لمرة ‏واحده عن أصوله المسيحية  ؛ وكل العرب أحبوا : طه ياسين ‏رمضان ولم يكترثوا لأصوله الكردية  ؛ وكل العرب أحبوا : ‏محمد سعيد الصحاف ولم يهتموا لمذهبه الشيعي  ... الخ .‏
 
‏          إن أمتتا العربية والتي اختارها خالقها لتبليغ أعظم ‏الرسالات السماوية للعالم أجمع ؛ هي أمة مجبولة على محبة ‏الشرفاء وعلى احترام النبلاء وعلى عشق الرجال الرجال ‏والصناديد االأبطال ، وعلى توقير المخلصين الصادقين ولو ‏كانوا أعاجم وليسوا عرب ...  كما أن هذه الأمة الخيرة جبلت ‏على كره الخونه وعلى احتقار العمالات الدنيئة ونبذ الأذناب ‏الرخيصة ؛ ولو كانت من أصول عربية عريقة  ... ولكل هذه ‏الأسباب أحب العرب القيادات كل العراقية والعربية المخلصة ‏ودون الالتفات لمعتقدها الديني ولأعراقها وأصولها  ...‏
 
‏         ونحن نعلم  بأن العرب ثاروا على كل قياداتهم ‏المتغطرسة والعميلة والمأجورة ولم يشفع لهذه القيادات ‏المتغطرسة أصولها العربية ولم يشفع لها مذهبها أو عقيدتها  ‏؛ وقدمت شعوبنا العربية آلاف أو ملايين الشهداء لاقتلاع هذه ‏العمالات المتغطرسة والمتجبرة ... !!!‏
 
‏        يدرك الأمريكان ومعهم الصهاينة بأن العراق القوي ‏هو تهديد دائم للكيان الصهيوني ؛ وبإن العراق الحر سينهض ‏ويقوم من جديد وهو أكثر قوة  ؛ ولذلك أسلموه للايرانيين ‏ليبقى تحت رحمة المليشيات الطائفية والاحزاب العرقية ؛ ‏وليبقى العراق تبعا” للمرجعيات الفارسية الدينية ، وغارقا” ‏في صراعاته ومشاكله حتى النهاية ...‏
 
‏              والصهاينة مكروا الليل والنهار للايقاع بالعراق ، ‏وكادوا له وتآمروا عليه وعلى شعبه االأبي حتى حولوه لفئات ‏متناحرة ومتباغظة ، وانقسم شعب الرافدين إلى  فئات عديدة  ‏‏: فئة حافظت على أصالتها وعراقتها ودافعت بقوة وثبات عن ‏وجود العراق وعن كرامته ومستقبله ، وقدمت  الدماء ‏والأرواح وبذلت الغالي والنفيس لدحر المحتل الغاشم ولطرد ‏أذنابه وحواشيه ...‏
 
‏            أما الفئة الثانية فهي الفئة المتخاذلة والجبانة ‏والمستكينة والتي رضخت للمحتل وتعاونت معه ومع العدو ‏الايراني طمعا” بتحصيل بعض المناصب والفتات  ؛ وهناك ‏فئة أخفت العمالة من قبل ، ولكنها أظهرتها مع قدوم المحتل ‏الأمريكي ، فكانت المطية الرخيصة لكل المحتلبن والطامعين ‏‏...‏
 
‏         وهتاك فئة تواطئت بجهل مع الإيرانيين نتيجة” ‏لطاعتها العمياء للمراجع الدينية الفارسية ، والتي أهملت ‏العراق وراعت في كل ما تقوله وتقرره المصالح والمشاريع ‏الإيرانية فقط  ...‏
 
‏          وهتاك فئة أخرى تعاونت مع الصهاينة طمعا” ‏بالانفصال عن العراق ولنيل الاستقلال ؛ وقدم اليهود لهذه ‏الفئة مختلف أنواع الدعم السياسي والعسكري للوصول إلى ‏هكف تفتيت وتقسيم العراق   ...‏
 
‏       إنها مخططات استعمارية ومؤامرات صهيونية خبيثة ‏وقذرة أعدوها مسبقا” للعراق ولهذه الأمة ؛ وبدأت فصولها ‏بقصف العراق وبتدمير جيشه غداة حرب الكويت في عام ‏‏1992 م ، ثم قاموا بمحاصرته وبتجويعه وتدمير سلاحه ، ‏حتى آل مخططهم لمهاجمته وإحتلاله في عام  2003 م .‏
 
‏        وبعد هذا الإحتلال الأمريكي للعراق ؛ توافد أحرار ‏وشباب الأمة العربية للدفاع عن العراق المستهدف من ‏الامريكان ؛  ولرد بعض مما قدمه العراق لأمته العربية ، ‏والعرب يدركون بأن المساس بمكانة وبدور العراق سيؤسس ‏لإستباحة أمتنا العربية من المحيط وحتى الخليج  ؛ فالعراق ‏ليس فقاعة طارئة ولا دويلة مارقة ، ولكنه مهد للحضارات ‏وموطن للعروبة ورمز للأصالة وعاصمة للخلافة ، وبلاد ‏صنعت الأبطال والرجال الرجال واحتضنت الأحرار في كل ‏العصور  ...‏
 
‏            العراق بلد له مكانته المتجذرة في قلوب كل العرب ‏وهو : ( راعـــي الأولــــة ) والذي كان دوما” في المقدمة ‏وتصدر الجيوش العربية المدافعة عن شرف وكرامة هذه ‏الأمة ؛ وقدم الملايين من خيرة أيناءه فداء” لفلسطين وللأمة ‏‏...‏
 
‏         ومع دخول قوات الإحتلال الأمريكي للعراق ، تفاجأ ‏المجاهدون العرب من حجم التغلغل الإيراني في العراق ، ‏وكانت مفاجئهم أكبر عندما شاهدوا ايران الفارسية كيف ‏امتطت المذهب الشيعي لبسط نفوذها على العراق ، ولبسط ‏رؤياها وتطلعاتها على عقول العراقيين  ، وتفاجأ المجاهدون ‏العرب لكثرة العمالات  الرخيصة والتي توافدت إلى العراق  ‏، وكانت ذنبا” للمحتل الأمريكي ومطية للطامع الإيراني ، ‏وكانت جسر العبور السهل للمحتلين وللغاصبين   ...‏
 
‏        وكانت النتيجة بأن العراق عانى وما زال يعاني ‏احتلالين غاشمين ؛ فهما يتناوبان على ذبح العراق وعلى قتل ‏العراقيين ، وهما يتعاونان على ترويع وتركبع العراقيين ؛ ‏ويتبادلان الادوار الاحتلالية لهذا البلد العربي الأصيل ؛ ‏والغاية النهائية تهدف : لإنهاك العراق وإضعافة ولتمزيقه ‏وتفتيته ؛ فإن حدث وخرج المحتل الأمريكي من العراق ليلتقط ‏أنفاسه ؛ أكمل مشواره الإيرانيون  ؛ وإن انهكت المقاومة ‏العراقية الإيرانيين بادر الشيطان الأكبر لتقديم المعونة ‏والمساعدة الجوبة والفورية لهم ... وستبقى خطتهم تعمل حتى ‏يتحقق الحلم الصهيوني والهادف لتأسيس اسرائيل الكبرى ‏والممتدة بين الفرات والنيل ...‏
 
‏              ولكن ارادة  العراقيين الصلبة ومعهم شباب هذه ‏الأمة المجاهدة ستحطم كل مشاريعهم المشبوهة والمأفونة ؛ ‏فعاصمة العباسيين ستدفن الحثالات المتعفنة وستلعن العمالات ‏المأجورة وستدوس على كل الخونة والجواسيس والعملاء ‏والجبناء  ؛ وبلاد هارون الرشيد والمعتصم بالله ستعود ثانية” ‏لقيادة هذه الأمة حتى تصل بها إلى دروب الشرف والمجد ‏والعزة ؛ رغم أنوف كل العملاء والخونة والمرتزقة .‏


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد