> مسكين جمهور الكرة السودانية الذي يعشقها حتى الثمالة وقد يفرح قليلاً لكنه قد يحزن دائماً أخيراً، بل أحياناً يبكي!. وفي مباراة سابقة انهزم فيها المريخ في البطولة الإفريقية ابرزت كاميرا التلفزيون مشجعاً يحمل علم فريقه يبكي ثم طواه حزيناً عندما إيقن أن من المستحيل تعويض النتيجة، وجمهورنا العاشق الولهان لكرة القدم قبل أيام من المباراة يشتري الصحف الرياضية لمعرفة استعدادات فريقه في البطولة الإفريقية أو حتى في المباريات المهمة في الدوري الممتاز، ويحضر إلى الأستاذ منذ الظهر تحت لهيب الشمس الحارقة.
> وبالأمس لم يكن خروج الهلال على يد فريق الأهلي الليبي مفاجئاً، بالنظر إلى المستوى المتواضع والمحير الذي لعب به في مباراته الأولى معه بتونس، وبالرغم من الهلال كان يقدم مستويات افضل من الذي قدمه في المباريتين، لكن مع ذلك فإنه رغم تلك النتائج فهو مثل الفرق السودانية الأخرى بما فيها المريخ يشترك معهم في الأمراض الفنية المزمنة للكرة السودانية
> بالرغم من التطور النسبي الذي حدث في التكنيك الحديث في لعب الكرة، بيد أن العيوب الأساسية مازالت موجودة، والتي تتقاطع مع النمط العام للكرة الحديثة التي نشاهدها في دوريات المنطقة، نهايك عن العالمية، فكرتنا مازالت بطيئة الحركة، فمعظم اللاعبين يمررون الكرة في حالة الثبات بدلاً عن التحرك بها وتمريرها للزميل المتحرك حتى لا يمكن اصطيادها بسهولة، ونجد أن جل التمريرات تقطع أو تصطدم بالخصم أو تخرج الى رمية جانبية أوتقطع بالرأس، وفي معظم المباريات يعجز اللاعبون عن بالاحتفاظ بالكرة عندما يضايقهم الخصم كما تفتقد فرقنا لأبدجيات التكتيك الدفاعي والمتمثل في سهولة محاورة المدافع لعدم التدريب الكاف ولخوف المدافع في السودان من المراوغة نسبة لصراخ الجمهور الأمر الذي يربك أحياناً المدافع، ومن العيوب أيضاً الوقوف في خط واحد وترك المدافعين مساحة للمهاجم وعدم الضغط عليه والتفرج وهو يصّوب نحو المرمى، أو يمرر في الأطراف فكثيراً من الأهداف أحرزتها الفرق الأجنبية على ذلك النحو وهم ما حدث بالفعل بالأمس مع الهلال، مما يعني بأن المدرب الأجنبي والمحلي عجزا أن يطورا التكتيك الدفاعي في مستوياته الأساس، اذ لابد أن يتمرن المدافعون كثيراً على استخلاص الكرة من المهاجم دون ارتكاب أخطاء. وعادة ما يتم التدرب عليها بواسطة لاعبين أحداهما مهاجم يجيد المراوغة ومدافع أو لاعب وسط مدافع.
> أيضاً من عيوب اللاعب السوداني عموماً هو البطء في الحركة داخل الميدان وعدم الانتشار السريع والمدروس وعدم التركيز في التصويب نحو المرمى، وهي من المهام التي كان ينبغي على المدرب، بل واللاعب نفسه التدريب عليها طويلاً.
كذلك من عيوب التكتيك الدفاعي لدينا عند تنفيذ الركنيات من قبل الخصم يقف المدافعون بطريقة خاطئة ويتركون مساحة للمهاجم بالإضافة إلى عدم إجادة التصدي للكرة بالرأس. أيضاً من عيوب لاعبينا هو الاستسلام للهزيمة بسرعة وانعكاس ذلك على أدائهم وعزيمتهم لتعويض الخسارة.
> كذلك من العيوب أيضاً الميل للإرسال الطويل كسمة دائمة وليس كضروة تكتيكة لازمة في بعض الأحيان بالأضافة إلى عدم إجادة صناعة الهجمة المرتدة والتعامل الجيد عند الانفراد بحارس المرمى وقد شاهدنا كيف أضاع لاعبونا على مستوى الفرق أو المنتخب أهدافاً مضمونة، كذلك هنالك مشكلة مزمنة في عدم إجادة تنفيذ ركلات الجزاء، الأمر الذي أفقد فرقنا ومنتخباتنا العديد من البطولات الخارجية بالإضافة إلا عدم إجادة تنفيذ الركلات الحرة المباشرة وشح الأهداف المحرزة بالرأس والتنفيذ غير الدقيق للضربات الركنية.
> ولاشك أن أخطاء لاعبو فرقنا المحلية هي نفسها أخطاء لاعبي المنتخب الوطني وهو أمر ينبغي أن يدفعنا بالحاح أن نفكر في بداية علمية ومنهجية جديدة وإلا فلن نتمكن من المنافسة بفاعلية في البطولات الخارجية وسنتلقى الهزائم وسيكون الأحباط والحزن من نصيب الجماهير السودانية الطيبة والعاشقة للكرة بجنون.
> أخيراً يا ناس الكرة اتحصنوا بالتحصين الشرعي بقراءة آية الكرس والإخلاص والمعوذتين بدلاً عن لبس التمائم السحرية التي تعد ضرباً من الكفر، والتزموا به عند الدخول للملعب وفي الشوط الثاني أيضاً فالتحصين يبطل أعمال السحر وما أكثرها في الساحة الكروية.