صحيفة السوسنة الأردنية

السوسنة - أطلقت القوات المسلحة الباكستانية، فجر اليوم السبت، عملية عسكرية واسعة النطاق أطلقت عليها اسم "البنيان المرصوص"، رداً على ما وصفته بالاستفزازات الهندية المستمرة، وخصوصاً الهجمات الصاروخية التي استهدفت قواعد جوية باكستانية خلال الأيام الماضية. وأفادت مصادر عسكرية باكستانية، نقلًا عن قناة "سكاي نيوز"، أن العملية شملت قصفاً مكثفاً استهدف 36 موقعًا داخل الأراضي الهندية، بينها منشآت عسكرية ومخازن لوجستية ومنشآت رادارية، جرى تحديدها بدقة مسبقًا بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة. وقد نُفّذت العملية باستخدام مقاتلات وطائرات مسيّرة بالإضافة إلى المدفعية الثقيلة.

وبحسب ما أعلنته هيئة الطيران المدني الباكستانية، فقد تقرر إغلاق المجال الجوي الباكستاني بشكل كامل أمام جميع أنواع الرحلات من الساعة 03:15 فجراً وحتى الساعة 12:00 ظهراً بالتوقيت المحلي، في وقت أفادت فيه تقارير إعلامية محلية بوقوع انفجارات في مدينة بيشاور، شمال غربي البلاد. وأكدت وكالة "رويترز" سماع دوي عدة انفجارات أيضاً في مدينتي أمريتسار وجامو داخل الأراضي الهندية.

وفي تطور متصل، أعلن المتحدث باسم الجيش الباكستاني في بيان مفاجئ بثه التلفزيون الرسمي في وقت متأخر من مساء الجمعة، أن الهند أطلقت 6 صواريخ باليستية من منطقة أدامبور، سقط أحدها داخل نفس المنطقة، فيما سقطت الصواريخ الخمسة الأخرى في مدينة أمريتسار بولاية البنجاب الهندية. وأكد أن الدفاعات الجوية الباكستانية اعترضت معظم هذه الصواريخ، وأن تلك التي لم يتم اعتراضها فشلت في الوصول إلى أهدافها.

وأضاف المتحدث العسكري أن القوات الباكستانية تحتفظ بحق الرد الكامل، وأنها مستعدة للدفاع عن سيادة أراضيها ومجالها الجوي بكل الوسائل الممكنة، مشيراً إلى أن العدوان الهندي لم يسفر عن أي خسائر في صفوف الجيش، فيما تعرضت عدة مناطق مدنية لأضرار جسيمة.

وفي السياق ذاته، قالت باكستان إنها أسقطت 77 طائرة مسيّرة هجومية إسرائيلية الصنع، استخدمتها الهند في هجماتها الأخيرة، والتي استهدفت مناطق مدنية داخل الأراضي الباكستانية. وأكد الفريق أحمد شريف تشودري، مدير إدارة العلاقات العامة في الجيش الباكستاني، أن الهجمات أدت إلى مقتل 33 مدنياً وإصابة 62 آخرين بجروح، مشددًا على أن القوات المسلحة الباكستانية لم تتكبد أي خسائر بشرية في صفوفها.

من جانبها، أعلنت الحكومة الهندية أنها تعرضت بدورها لهجمات بطائرات مسيرة باكستانية استهدفت مناطق في كشمير والبنجاب في شمال غرب البلاد. ورداً على ذلك، عقد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي اجتماعاً طارئاً مع مستشاره للأمن القومي ووزير الدفاع وقادة الجيش لتقييم الوضع واتخاذ الإجراءات اللازمة. وذكرت وسائل إعلام هندية أن السلطات قررت إغلاق 24 مطاراً كإجراء احترازي، مع تعليق حركة الطيران حتى الأسبوع المقبل.

وفي ظل التصعيد المتسارع، دعت مجموعة الدول السبع كلا من الهند وباكستان إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس، مشددة على ضرورة الانخراط في حوار مباشر للحد من التوتر المتصاعد بين الجارتين النوويتين. ويأتي هذا النداء بعد أيام فقط من الضربات الصاروخية التي شنتها الهند على ما وصفته بـ"أوكار إرهابية" داخل الأراضي الباكستانية، عقب هجوم وقع في 22 أبريل الماضي بمنطقة بهلغام في كشمير، وأدى إلى مقتل 26 شخصاً. وذكرت نيودلهي أن ضرباتها استهدفت تسعة مواقع لجماعات مسلحة، فيما أكدت إسلام آباد أن ستة مواقع مدنية تعرضت للإصابة، وأدى ذلك إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين.

وأعلنت باكستان أنها أسقطت خمس طائرات حربية هندية، في حين قالت الهند إنها أسقطت طائرة باكستانية واحدة، في أخطر مواجهة عسكرية بين البلدين منذ عقود. وفي أحدث التطورات، ذكرت مصادر عسكرية باكستانية أن الضربات التي شنتها صباح اليوم دمرت مستودعاً للصواريخ من طراز "براهموس" في مدينة بيس الهندية، دون ورود تأكيد رسمي من الجانب الهندي الذي لم يعلق حتى الآن على التصعيد الأخير.