إن أكبر وأشمل المواقع الرسمية للدراسات وألابحاث ألخاصة بالطقس والمناخ هو الجمعية الامريكية للارصاد الجوية(American Meteorological Society)ويحتوي هذا الموقع على حوالي 18500 مصنف في بحوث الطقس والمناخ. وجميع المصنفات المتوفرة في الموقع هي أبحاث ودراسات محكمة لكبار العلماء والدارسين لشؤون الطقس والمناخ، وهو مرجع لا يمكن الاستغناء عنه للدارسين والباحثين ،إضافة إلى موقع منظمة الارصاد الجوية العالمية.
إن المستعرض لمحتويات الموقع يجد ملاحظة جديرة بالاهتمام وهي العدد القليل جدا لابحاث تعديل الطقس والمناخ والذي يقع بند الاستمطار تحته.إن السبب بإعتقادي يعود إلى أن نتائج أبحاث تعديل الطقس والمناخ تأخذ وقتا طويلا قد يمتد لسنوات للحصول على النتيجة إيجابية كانت أم سلبية .وأوضح مثال على ذلك تجارب الكيان الاسرائيلي التي إمتدت لاكثر من خمسين سنة ،توصلوا بعدها الى نتيجة مفادها أن علميات حقن السحب خرافة لم تؤدي حقيقة إلى زيادة الهطول المطري على الارض، على الرغم من وجود كبار العلماء في هذا المجال وتوفر الامكانات المادية والفنية.ويخرج علينا مدير الارصاد مؤخرا ليقول أن التجربة الاولى مبشرة،ويطمئننا أن الموضوع بحاجة إلى المزيد من التجارب لا نعرف ولا يعرف كم من التجارب نحتاج ليتقرر بعدها السير بالمشروع أو وقفه ،ولا أحد يستطيع التخمين كم من الاموال ستصرف على مشروع نسبة الفشل أكبر من نسبة النجاح.وألاغرب من ذلك هو كيف ستتم دراسة الجدوى من المشروع ؟هل سيتقرر جدوى المشروع بتجارب لمدة سنة أو إثنتين أو حتى خمس سنوات .لقد عملت الدائرة مدة تزيد عن عشر سنوات ولم يثبت جدواه بشهادة المعلومات المناخية وشهادة مدراء وموظفون عملوا في المشروع بظروف أفضل مما هو عليه الان.
وإستكمالا للمقال الاول أورد تاليا بعض من الابحاث الخاصة بموضوع إستمطار السحب.
1-في بحث بعنوان Modification of Precipitation from warm Cloud ل W.Cotton من جامعة كولورادو خلص إلى أن فعالية برامج الهطول والاستمطار من الغيوم الدافئة لم يتم الاستطاعة ربطها مع حقن السحب من واقع الفحص العشوائي للعينات الحقلية.
2-في بحث Face-1 Seeding Effect Revisted ل E.Nikerson من جامعة كولومبيا سنة 1980، أثار سؤال حول مدى إستجابة الجو للمحفزات، وهذا يحتاج إلى إجابة ، وأنه لم يتم التوصل إلى نتيجة ذات معنى حول تأثير الحقن.
3- في بحث بعنوان Rainfall Measurement Accuracy in Face-1,Comparison Gage and Radar Rainfall ل A.Barson و J.Thomas من جامعة كولومبيا سنة 1982 ،أشارا أن نسبة الخطأ في القياس بين الرادار والمطر المقاس بالطريقة التقليدية تبين الاثر الحقيقي لتأثير الحقن.
4- بحث بعنوان Review of Hygroscopic Seeding Experiment to Enhance Rainfall لكل من R.Czysو R.Bruintjes قالا بأن تجارب عديدة سابقة فشلت في تقديم أدلة علمية مقنعة لتاثير الحقن بطريقة الاسترطاب.
5- بحث بعنوان Result of On-Top Glaciogenic Cloud Seeding in Thailand لكل من W.Woodley وD.Rosenfield و B.Silverman قالوا بأن التجربة لم تقدم إثبات فعالية حقن السحب عن طريق التجميد (Glaciogenic)
6- بحث بعنوان Initial Results from 1989 Cloud Experiment in Illinois لكل من R.Czys و S.Shangon و M.Peterson وN.Westcott ،أشاروا أن تأثير حقن السحب بايوديد الفضة بالمقارنة مع الرمل لم تشر إلى نتائج ايجابية
7- دراسة بعنوان Cloud Seeding in Tasmania ل E.Smith و L.Vertch وD.Shaw و J.Miller ،من استراليا،سنة 1978 أشاروا إلى أن هناك الحاجة للمزيد من التجارب للوثوق من النتائج الاحصائية ودراسة الظروف الفيزيائية في الاماكن التي تم بها الحقن
8- في بحث بعنوانNumerical Model of precipitation from seeded and Unseeded Cold Orographic Cloud ل M.Plooster و N.Fukuta من جامعة كولورادو سنة 1975 ،قالوا ان خطوات الحقن غير مرضية للاستفادة المثلى من الهطول أو للتاكد من أفضل الظروف الممكن الحصول عليها من الحقن.
9- بحث بعنوان Critical Review Of Australian Experience In Cloud Seeding ل B.Ryan و W.King ،قالا أنه بعد 47 سنة من تجارب حقن السحب والدراسات الفيزيائية للغيوم فإن فرضية حقن السحب غير فعالة في تخفيز هطول الامطار الشتوية فوق المناطق المسطحة ، بينما هناك شواهد قليلة يمكن الاقتراح بها تحت ظروف معينة.
10- في بحث بعنوانResult of Thailand Warm-Cloud Hygroscopic Particle Seeding Experiment ل B.Silverman وW.Sukarnjanaset ،أشاروا إن ما شوهد على شاشة الرادار من زيادة في حجم قطرات المطر لم ينعكس على زيادة في الهطول المطري ، وأن هناك شواهد احصائية يمكن البناء عليها عندما يتم إثباتها بشكل قاطع.
11- في بحث بعنوان Cloud Seeding Experiment in New England, Australia ل E.Smith وE.Adderley و F.Bethwaite ،من استراليا سنة 1965 ، أشاروا أنه قد حصل في بعض الاحيان زيادة في الهطول وفي أحيان اخرى قل الهطول والتوازن هو السائد.
12- بحث بعنوان AgI Seeding and Rainfall from Convective Cloud ل L.Battan ،من اريزونا قال بأن التحليلات الواردة في هذا البحث لم تدعم فرضية أن حقن أيوديد الفضة بالطائرات يزيد الهطول ، وأن الفحوصات الاحصائية تشير أن النتائج الملحوظة حدثت بالصدفة.
13- في بحث عنوانه Some Seeding Signature in Sierra Storm ل J.Marwitz و R.Stewart ،من جامعة ويومنغ سنة 1981 أشارا أن حقن السحب بأيوديد الفضة أو ثاني اكسيد الكربون له نفس التأثير ، ووجدا أن الحقن الزائد بثاني اكسيد الكربون يمكن أن يعطي تأثير عكسي ، أي يدمر الغيوم وأن السبب بذلك غير معروف.
14- في بحثه بعنوان FACE Rainfall Result :Seeding Effect or Natural Variability ل E.Nikerson من كولورادو سنة 1979 ،قال بان تحليل الهطول لم يقدم تأثير إيجابي أو سلبي للحقن كما أنه غير كافي للتاسيس على فعالية الحقن.
FACE:Florida Area Cumulus Experiment
15- في بحث عنوانهReevaluation Of Climax Cloud Seeding Experiment Using NOAA Published Data ل A.Rangno و P.Hobbs ،من جامعة واشنطن سنة 1986 أشارا إلى الفشل في التأكيد بان زيادة الهطول المطري ينتج عن الحقن الصناعي في جبال روكي.
16- بحث بعنوان Result of Randomized Cloud Seeding Experiment in South Dakota ل A.Dennis و A.Koscielski ،أشارا أن أيوديد الفضة يزيد الهطول أحيانا وأحيانا اخرى يقل الهطول وأحيانا لا تاثير اطلاقا.
17- في بحث بعنوان On the Analysis of Cloud Seeding Dataset over Tasmania ل A.Morrison و S.Siems و M.Manton ،من استراليا سنة 2008 أشاروا أن التحليل يقدم بعض الدعم لفرضية الحقن من ناحية الشواهد الفيزيائية ،لكن لم يقدم دليل علمي مقنع.
18- في بحثه بعنوان Rainfall Field in Israel and Jordan and the Effect of Cloud Seeding ل D.Sharon ،من جامعة القدس أشار أن نقطة الهطول أو معدل العمق على منطقة صغيرة نسبيا لا يكفي للتقييم الكلي لاثر تحفيز الهطول.
19- في بحث بعنوان Critical Assessment of Hygroscopic Seeding of Convective Cloud for Rainfall Enhancement ل B.Silverman ،اوضح ان فرضية حقن السحب المسترطبة لم تثبت علميا لغاية الان لانها لم توضح سبب الزيادة في الهطول احصائيا لبعض التجارب الحديثة.
لقد بينت لكل من له إهتمام بالموضوع دراسات وأبحاث يصل عددها لاكثر من ثلاثين بحثا من قبل جامعات ومعاهد علمية متخصصة قام بها علماء كبار في هذا المجال ومنشورة تلك الابحاث بمجلات علمية محكمة،بعضها يؤكد فشل تجارب الاستمطار في زيادة الهطول المطري ،والبعض يؤكد عدم اليقين من النتائج ،والبعض الاخر يشير الى بعض النتائج الايجابية التي ينقصها الدليل العلمي المقنع لاثبات فرضية استمطار السحب.
ختاما أقول إننا لا نعيش في بحبوحة اقتصادية لنهدر أموالا في غير مكانها على مشاريع غير مضمونة النتائج ويكفي الاقدام على مغامرة تحوم حولها الشبهات على قاعدة يمكن تزبط ويمكن ما تزبط
حمى الله الاردن تحت قيادة جلالة ملكنا المفدي حماه الله ورعاه .