ازمة الاخوان المسلمين .. الرهان على خالد مشعل

mainThumb

09-09-2009 12:00 AM

انهاء التداخل التنظيمي بين "الجماعة" وحماس سيؤسس لعلاقة اردنية فلسطينية سليمة

اعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل مرارا وتكرارا ان حماس لن تتدخل في الساحة الاردنية ولا تمارس نشاطا تنظيميا او عسكريا في الاردن.

وفي الفترة التي شهدت اتصالات مباشرة بين الاردن وحماس تعهد قادة الحركة بعدم استخدام الاراضي الاردنية من قبل حماس. وجاء هذا التعهد بعد قضية الاسلحة التي تم ضبطها في الاردن قبل 3 سنوات.

المزاج الرسمي الاردني تجاه حماس شهد تحولا سلبيا منذ سنة تقريبا وتوقفت الاتصالات بين الطرفين وامتنع الجانب الاردني عن اجراء اي اتصال مع الحركة. وبدا هذا الموقف مستغربا من طرف الاوساط السياسية والاعلامية لانه لا ينسجم مع سياسة دول الاعتدال الحليفة للاردن »مصر والسعودية ودول خليجية« التي حافظت على خطوط الاتصال مفتوحة مع قيادة حماس, كما انه يتناقض مع سياسة الحكومة الداعمة للمالحة الفلسطينية. واذا كانت الحكومة صادقة في رفضها التعامل مع الفصائل الفلسطينية فلماذا تسمح لمواطنين يحملون الجنسية الاردنية بالمشاركة في مؤتمر حركة فتح في بيت لحم والترشح لهيئاتها القيادية?!

بالعودة الى موقف حماس من الساحة الاردنية فان الازمة الحالية بين الصقور والحمائم في الحركة الاسلامية هي فرصة مناسبة لخالد مشعل ليترجم مواقفه الى افعال خاصة وان عنوان الازمة الرئيسي هو علاقة اخوان الاردن مع حركة حماس "تمثيل المكاتب".

تظهر الازمة المتفاقمة في اوساط الاسلاميين ان التداخل التنظيمي بين الاخوان وحماس ما زال قائما بطرق غير مباشرة. ولا يمكن التوصل الى صيغة توافقية لانهاء هذا التداخل وتجنب انقسام الحركة الاسلامية الا بتدخل مباشر من قيادة حماس ومن طرف »ابو الوليد« شخصيا. فإلى جانب موقعه في قيادة لحركة فان الرجل يحظى باحترام وثقة »الجناحين«.

مصادر في الحركة الاسلامية تؤكد ان خالد مشعل يتابع باهتمام مجريات الازمة ويجري اتصالات شبه يومية مع قادة الاخوان, ويستعد لاستقبال وفد من الاسلاميين - الاسبوع المقبل - يحمل مبادرة لحل الخلاف تقدم بها نائب المراقب العام للاخوان المسلمين عبدالحميد القضاة.

مشعل وكما تؤكد تلك الاوساط يبدي تفهما لمطالب »الحمائم« واعتقد ان مصلحة حماس هي في وجود حركة اسلامية اردنية مستقلة تنظيميا وماليا عن الخارج. ان هذه الاستقلالية اذا ما تحققت فعليا فانها ستعطي للعلاقة السياسية بين الحركتين »الاردنية والفلسطينية« مشروعية تؤسس ربما لتحالف وطني اردني وفلسطيني واسع في مواجهة المشروع الصهيوني الذي يستهدف الشعبين.

ان التزام قيادة حماس بدعم مبادرة تنهي حالة التداخل سيساهم ايضا في تعديل المزاج الرسمي المقاطع للحركة ويقوي التيار الداعي الى اعادة الاتصال مع حماس.

اتفاق الاسلاميين وحماس على صيغة جديدة للعلاقة تضمن للتنظيم الاردني استقلالية سيكون حدثا تاريخيا يساهم الى حد كبير في تبريد الساحة الاردنية المتوجسة من مشاريع التوطين.العرب اليوم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد