«المستبصرون» في الاردن

mainThumb

12-09-2009 12:00 AM

يرسل الاردن ستة من مواطنيه الى المحاكمة لانهم تشيعوا ، ولانهم يحاولون نقل التشيع الى مواطنين اخرين ، والحكومة تتبع معلومات عما يجري في مناطق مثل الكرك والمخيمات والسلط واربد ، بخصوص عمليات التشيع.

المستبصرون في الاردن ، قلة ، والمستبصرون اسم يطلقه "الشيعة" على كل من يتحول من سني الى شيعي. قاعدة التشيع الاساس في الاردن لها علاقة بالتأثر البالغ بحزب الله اثر انتصاراته في حرب لبنان ، وكثيرون تشيعوا سياسيا ، ولم يتشيعوا دينيا. ذات القاعدة اوجدت مناخا خصبا للمزاوجة بين التشيع السياسي والتشيع الديني ، بيد ان السلطات الرسمية لا تقبل لا هذا ولا ذاك ، وليس ادل من ذلك الا "الرسائل" ضد هذه المساعي ، عبر ما جرى لستة مواطنين تشيعوا ، وعبر رسائل قصيرة منها اغلاق مكاتب اعلامية لقنوات تلفزيونية على صلة بالمذهب الشيعي.

في الاردن ، اساسا ، عائلات اردنية شيعية ، خصوصا ، في شمال الاردن ، من العائلات التي هاجرت اساسا من لبنان الى الاردن. العائلات لا تقدم نفسها للمجتمع باعتبارها شيعية. بل تتصرف بشكل عادي كغيرها من العائلات الاردنية السنية ، ومهما قيل في هذا الشأن فان الاردن يبقى بلدا سنيا ، وكذلك فلسطين. على عكس دول عربية اخرى من الخليج الى اليمن فمصر ودول المغرب العربي التي انتشر فيها التشيع بشكل كبير جدا ، خلال السنوات الاخيرة ، بل ان كثرة من اصحاب المذهب الزيدي في اليمن وهو المذهب الذي يقف في متوسط المسافة بين السنة والشيعة ، انقلبوا الى المذهب الجعفري او الاثني عشرية.

علماء الشرع تنوعت مواقفهم من التشيع وفقا للاجندات السياسية في كل دولة ، فما بين الذي يكفر الشيعة على العموم نجد من يكفر بعضهم على وجه الخصوص ، ونجد اخرين يصنفونهم في خانة المشركين ، والعياذ بالله ، ويأتي اخرون ليقولوا ان صلاح الدين الايوبي وان اسقط الدولة الفاطمية الا انه اباح التعبد على المذهب الجعفري. مجمعات فقهية اخرى افتت بأن المذهب الشيعي مثل غيره من المذاهب الاخرى ، ويجوز التعبد على اساسه. المحصلة هي استمرار الخلافات الحادة بين اصحاب المذاهب ، واستمرار التنابز بالالقاب.

في الاردن يوجد ما هو اخطر من التشيع.. حركات التبشير وانصار القاديانية وعبدة الشيطان وحركات اسيوية تعمل وفقا لمفاهيم جديدة وجمعيات خيرية تخفي خلفها اجندات مريبة ، وغير ذلك من تجمعات تعمل سرا وعلنا. تهدد البلد حقا ، وتهدد الدين والمجتمع. هذه الحركات بحاجة الى تفكيك بنيوي. معها ايضا جماعات سنية لا ترى في الاسلام الا الدشداشة القصيرة والسواك ، والانعزال عن العالم. هذه الملفات بحاجة الى متابعة حثيثة والى من ينظف البلد منها ، قبل ان نصحو وقد انتشرت وقويت ، فيصعب تفكيكها.

لا يمكن كسنة ان نعادي الشيعة ، لانهم جزء من العالم الاسلامي وهم في كل بلد عربي واسلامي ، واذا كان لا بد من تكريس الهوية السنية للعالم الاسلامي فلتمنح انظمة العالم الاسلامي ، السنة ، حقوقهم ايضا ، بدلا من اغلاق المساجد طوال اليوم ، ومنع الاعتكاف في دول عربية. والدخول الى المساجد في دول اخرى بالبطاقة. هذه الممارسات تثبت ان كثيرا من الانظمة في العالم الاسلامي لا تريد سنة ولا شيعة ، واستقواؤها بفتوى ضد التشيع وجه آخر من حروبها دون فتوى على السنة ، وكل المسلمين.

لا تشيع في الاردن. هناك تأثر بالتشيع لاسباب سياسية ، وهو تأثر لن يزول الا حين يقدم العرب السنة انموذجا يغطي على ما فعله حزب الله في جنوب لبنان ، وحتى ذاك الموعد يبقى "السنة والشيعة" على طرفي نقيض. لان هناك من يدب الحطب في موقد الخلافات بين الجانبين ، ولان الاتهام بالكفر والشرك ، صفة اساسية عند كثير من ابناء المذهبين ، تجاه بعضهما البعض ، للاسف الشديد.

مشكلتنا ليست مع الشيعة والتشيع. مشكلتنا مع اسرائيل ، مع حقنا بالدفاع عن كوننا سنة وبقائنا كذلك ، دون مس اصحاب المذاهب الاخرى واطالة اللسان عليهم.

الدستور


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد