صحيفة السوسنة الأردنية

أحمد ابوخليل

لا يوجد ما يدعو الحكومة للانزعاج من قيام مواطنين أردنيين فقراء ببيع كلاهم, بواقع كلية واحدة للبائع الواحد, مقابل مبلغ من المال يصل إلى عشرة آلاف دولار, بل في الواقع يمكن للحكومة أن تبتهج بالفكرة لأنها تصب في خدمة مسيرة النمو والازدهار.

فمن نِعم الخالق سبحانه وتعالى أنه مكّن الإنسان من العيش بكلية واحدة, وهذا يعني أن كل واحد منا يحوي بداخله ثروة غير مستغلة تعادل عشرة آلاف دولار بالأسعار الحالية, أي أن هؤلاء المواطنين الذين يشكون الفقر هم في الواقع يخفون مليارات الدولارات في أحشائهم, وكل ما هو مطلوب هو استثمارها في السوق.

إن هؤلاء الذين ذهبوا إلى مصر وحصلوا على هذا المبلغ مقابل قطعة لحمية مصيرها أن تصبح طعاماً للديدان, هم فئة نشطة طرقت هذا الباب الاستثماري الواعد. إن خطوتهم تلك نبهتنا إلى أن فقراء هذا الوطن الحبيب الذين يبلغ عددهم بحسب الإحصاءات الرسمية, حوالي مليون شخص, يملكون ثروة إجمالية تقدر بعشرة مليارات دولار موزعة بينهم بالتساوي وهي الآن مجمدة بجانب "مصارينهم" لا تخدم سوى في تجهيز السوائل ودفعها نحو المثانة لكي تنهمر على شكل سائل نجس في مناهل الحمامات وهي في طريقها إلى المجاري العامة. إن الواجب الوطني يقتضي منهم أن يشعروا بواجبهم تجاه الوطن الذي فيه نمت كل أجسادهم وليس فقط كلاهم.

أيها الفقراء الأعزاء, إنكم بالتأكيد تعرفون أن إخوانكم الأثرياء يبدون على الدوام استعدادهم لفداء الوطن بالمهج والأرواح, وليس مطلوباً منكم أنتم سوى أن تفدوه بالكلى.0العرب اليوم