الصحافة الدولية: اشتباك فيلم إنساني يحمل لغة عالمية .. صور

mainThumb

15-05-2016 12:41 PM

السوسنة - على الرغم من أن أحداث فيلم اشتباك للمخرج محمد دياب تدور داخل عربة ترحيلات مكتظة بالمتظاهرين، ‏إلا أن أكثر ما لفت أنظار الصحافة العالمية في الفيلم بعد عرضه العالمي الأول في مهرجان كان السينمائي، هو كون ‏‏"اشتباك" فيلم إنساني من الدرجة الأولى ولا يحمل أي رسائل سياسية أو يتحيز لقوى بعينها، ليكون هذا هو السبب ‏الرئيسي خلف ردود الأفعال الإيجابية عن الفيلم من قبل النقاد والجمهور من مختلف أنحاء العالم.‏
 
وقد أفردت مجلة فارايتي في مطبوعتها مساحة خاصة للفيلم المصري، ففي مقال بعنوان "منفذ غير سهل"، كتب ‏محرر المجلة نيك فيفاريللي تقريراً عن توجه صناع الأفلام العرب إلى تناول موضوعات جديدة تصلح لجذب ‏المشاهدين المحليين والعالميين على حد سواء. وركز المقال في مقدمته على فيلم اشتباك للمخرج محمد دياب الذي افتتح ‏عروض قسم نظرة ما مثيراً موجة من الإعجاب النقدي وحماس الجمهور يوم الخميس الماضي، ونقل عن إريك ‏لاجيس (أحد منتجي الفيلم مع معز مسعود ومحمد حفظي) قوله "هناك جيل جديد من المخرجين العرب أصبح لديهم فهم ‏بأنه عليهم صناعة أفلام تحظى بقبول عالمي... اشتباك فيلم درامي للغاية.. لكنه أيضاً كوميدي".‏
 
أيضاً أجرى فيفاريللي مقابلة صحافية مع المخرج محمد دياب ضمن المقابلات التي تقدمها المجلة مع أهم السينمائيين ‏المشاركين بالمهرجان، كما تناول الناقد جاي وايسبرغ فيلم اشتباك في تقرير له عن حالة الرقابة في السينما العربية، ‏ونقل فيه عن دياب قوله "كل من أعرفهم توسلوا إليّ لكي لا أصنع فيلم اشتباك... لقد فكروا أنه في هذه الأوقات ‏المضطربة، سيكون من الخطير جداً تقديم فيلم أكشن وإثارة سياسي. المفارقة الساخرة أن الفيلم في الواقع ليس عن ‏انتقاد الحكومة أو أية جهة، فهو أكثر عن اكتشاف النفس وحالة البشر". وفي العدد السابق من مطبوعة فارايتي اليومية ‏أشاد وايسبرغ بالفيلم كاتباً "نقل فيلم اشتباك حالة من الهيستيريا بلغة سينمائية بارعة استخدم فيها مزيجاً من الفوضى ‏والوحشية، مع بعض الإنسانية".‏
 
وفي موقع هافنغتون بوست وصفت الناقدة الإيطالية إي نينا روث الفيلم بكونه رسالة عن الإنسانية، وأضافت "أحياناً ‏يصنع الفيلم التاريخ قبل عرضه"، وفي موقع ‏First Showing‏ ذكر الناقد أليكس بيلينغتون "وسط كل الشغب ‏الحاصل في الفيلم نجد لحظات حقيقية من الإنسانية، والتواصل البشري، وأنا أثق أن كل ما كان دياب يحاول الوصول ‏إليه هو أنه على الرغم من الصدام المحتدم، فكلنا إنسان وكلنا نرغب في العيش، وقد أوصل دياب هذه الفكرة بشكل ‏جميل".‏
 
فيما وصف تقرير موقع هوليوود ريبورتر فيلم اشتباك بأحد كنوز المهرجان الخفية، وفي مراجعة نقدية أخرى على ‏الموقع نفسه وصفت الناقدة ديبوراه يانغ فيلم اشتباك بأنه سيكون فيما بعد أحد أهم المواد البصرية التي توثق الوضع ‏في مصر الحديثة لأنه لا ينحاز لأي جانب، وهذا بحد ذاته يرفع الفيلم فوق النقاش السياسي لصالح نقد التمييز وانعدام ‏الإنسانية، وأضافت قائلة "يشعر الجمهور أنه مسجون أيضاً مع أبطال الفيلم، حيث تم إلقاء القبض عليه دون أن يشعر، ‏ويجد نفسه وسط صراعات محتدمة وحادة تعلو ذروتها مع استمرار أحداث الفيلم".‏
 
كما أشاد بالفيلم أيضاً الناقد بينجامين لي من الغارديان، واصفاً إياه بالفيلم الرائع والعبقري الذي استطاع أن يتحدث عن ‏الفوضى بعد الثورة المصرية بشكل ممتاز، وفي موقع ‏The Upcomming‏ ذكرت الناقدة جاسمين فالجاس "تنوع ‏الشخصيات في اشتباك رائع واستطاع أن يعبر عن المجتمع المصري بكل فئاته".‏
 
وذكر المخرج محمد دياب في مقابلة مع فرانس 24 "التحدي الذي كان أمامي في صناعة الفيلم هو أن يكون إنسانياً ‏وغير ممل في الوقت الذي تدور أحداثه في مكان واحد".، وبسؤاله عن مدى تخوفه من التأويل السياسي الذي قد ‏يحصل عليه الفيلم قال دياب "في الفيلم يظهر أشخاص يعبرون عن مختلف التيارات السياسية، وهذا جعل عدد من ‏المنتجين يتخوفون من المشاركة فيه، ولكن بمجرد أن شاهد الجمهور الفيلم، اكتشفوا أنه لا يتحدث عن هذه التيارات، ‏بل هو فيلم إنساني، وهذا دليل على أننا نجحنا في إيصال الفكرة الرئيسية للفيلم".‏
 
وكانت مجلة سكرين إنترناشيونال قد اختارت اشتباك ليكون واحداً من أكثر الأفلام الجذابة لمديري المهرجانات ‏السينمائية في عام 2016، وبينما تضم القائمة 54 فيلماً من أنحاء العالم، كان اشتباك هو الفيلم الوحيد الذي اختارته ‏المجلة من العالم العربي.‏
وفي الصحافة العربية تناول الناقد هوفيك حبشيان الفيلم بجريدة النهار اللبنانية قائلا "الوضع المصري بعد الربيع ‏أصبح شديد التعقيد ويصعب الإفتاء فيه من دون الوقوع في المهاترات، إلا أنّ الفيلم يبسّطه إلى أقصى حدّ للفوز ‏بجمهور ليس بالضرورة خبيراً في الشأن المصري، من خلال التعامل مع مجموعة من النماذج البشرية من عمق ‏الاجتماع المصري، فيطال من خلالها أفكاراً تذهب أبعد من جغرافيا المكان ومفاهيمه"، فيما ذكر الناقد أحمد شوقي في ‏مراجعته النقدية بموقع في الفن، أن الفيلم "عمل مشرف إجمالاً، يأخذ به صانعه خطوات للأمام على مستوى الصنعة، ‏ويعيد للسينما المصرية تقدير المهرجان السينمائي الأهم لها بعد سنوات من الغياب". وقال الناقد رامي عبد الرازق على ‏صفحته بموقع فيسبوك إن "اشتباك تجربة هامة ومختلفة وناضجة في الفيلم السياسي المصري، مضيفًا "استطاع ‏الأخوان دياب تلخيص حقبة كاملة من تاريخ هذا البلد البائس في خلفية عربة ترحيلات حديدية تشتعل بالتناقضات ‏والشكوك والكراهية المجانية".‏
 
اشتباك يتناول حالة الاضطراب السياسي التي تلت عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، وهو من ‏تأليف خالد ومحمد دياب مخرج الفيلم، وإنتاج مشترك بين فرنسا، مصر، ألمانيا والإمارات العربية المتحدة.‏
 
وتدور أحداث الفيلم داخل عربة ترحيلات تابعة للشرطة مكتظة بالمتظاهرين من المؤيدين والمعارضين، وتم تصوير ‏مشاهد الفيلم في مساحة لا تزيد مساحتها بالحقيقة عن 8 أمتار، حيث يتفاعل عدد كبير من الشخصيات ضمن دراما ‏تتضمن لحظات من الجنون، العنف، الرومانسية والكوميديا أيضاً.‏
 
فريق التمثيل بالفيلم يضم النجمة نيللي كريم، طارق عبد العزيز، هاني عادل، أحمد مالك، أشرف حمدي، محمد عبد ‏العظيم، جميل برسوم وآخرين.‏
 
فيلم‎ ‎اشتباك‎ ‎هو ثمرة تعاون إنتاجي بين شركات عربية من العالم العربي وأوروبا‎: ‎فيلم كلينك‎ ‎‏(مصر) بالاشتراك ‏مع‎ Sampek Productions ‎‏ (فرنسا)،EMC Pictures‏ (الإمارات)، بالتعاون مع ‏‎ Arte France ‎Cinema‏(فرنسا)، ‏‎ Niko Film‏(ألمانيا)، فورتريس فيلم‎ ‎كلينك (الإمارات)، وPyramide International‏ ‏‏(فرنسا)، وتعاون فيه المنتجون معز مسعود،‎ ‎محمد حفظي،‎ ‎إيريك لاجيس، مع المنتج المشارك نيكول‎ ‎غيرهاردس، ‏والمنتجين المنفذين‎ ‎جمال الدبوس‎ ‎ودانيل‎ ‎زيسكيند، بالإضافة إلى‎ ‎سارة جوهر زوجة‎ ‎دياب‎ ‎في دور المنتج الفني، ‏وسوف تقوم بتوزيع الفيلم في العالم العربي شركة‎ ‎الماسة، بينما تتولى شركة ‏Pyramide‏ ‏International ‎‏ توزيع ‏الفيلم في فرنسا وباقي دول العالم‎.‎









تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد