عمان - السوسنة - أسامة بليبله - استطاع البروفيسور احمد ملاعبة والمعروف بـ "قيصر الصحراء" فك اسرار ودراسة ورسم مسار جزء من نفق اليرموك – ديكابولس (نفق أبيلا) داخل الارض هو نفق عين الخريبة باتجاه عين قويلبة ومن ثم الى مدينة قويلبة الاثرية (أبيلا) شمالي الاردن.
ويقول البروفيسور ملاعبة لـ "السوسنة " :" يتكون هذا الجزء من نفق رئيسي ونفق مساعد بحيث كان النفق المساعد يجلب الماء من عين السيلة وباتجاة عين الخريبة ومنها ينطلق عبر النفق الرئيسي باتجاة قويلبة ".
يشار الى ان نفق اليرموك – ديكابولس هو اسطورة المياه في سرداب الحياة – اطول نفق مائي في العالم عبر العصور- حيث يتواصل ويمتد بشبكة انفاق بين بلدة الطرة ومدينة ام قيس الاثرية, النفق باجزائة الممتدة لا زال يشكل لغزا محيرا لم تتفكك اسرارة بشكل كامل لغاية الآن, رغم انه يمكن القول انه تم بالفعل تحديد امتداده واتجاهات ميلانة في مجاهل الارض ولكن تبقى سلسلة الانفاق المساعدة التي كانت تنقل المياه الى النفق الرئيسي مدار بحث لا ينقطع نظرا لغزارة الينابيع المتواجدة على امتداد النفق وفق البروفيسور ملاعبة للسوسنة.
ويضيف البروفيسور ملاعبة وهو استاذ زائر في جامعة اليرموك وعضو الاتحاد العالمي لمكتشفي الانفاق والكهوف ان النفق المساعد يبدأ من منطقة بلدة السيلة - شمال الاردن - حيث تتواجد عين السيلة ذات المدخل المبني بالاحجار الجيرية الزهرية ومزود بدرج صمم بشكل هندسي بديع حيث قام الرومان في القرن الأول الميلادي بحفر نفق بجابن العين حيث تتدفق مياه العين الغزيرة داخل النفق باتجاه الشمال نحو عين الخريبة ليشكلا معا نقطة تجمع للمياه والتي منها تتجه الى الشمال الغربي عبر نفق مائي عملاق تتراوح أبعاده بين 3 أمتار ارتفاعا وحوالي 2 متر عرضا وبطول يتجاوز الاربعة كيلو مترات – النفق يواصل المسير الى ان يتقطع في وادي شعب البلوط (شعب حسن) حيث تبدأ المياه برحلة مع جسر مائي سطحي يتجاوز طوله الـ 80 مترا باتجاه مدخل مقابل له بجانب عين قويلبة وهذا الجسر المائي اصبح اليوم اطلالا ،بسبب التقادم والزلازل .. ولكن لا تزال شواهده وحجارتة متواجدة على ارضية الوادي.
ويسرد البروفيسور ملاعبة في حديثه للسوسنة تسلسل احداث هذا الاكتشاف العظيم بقوله : تم تسجيل العديد من مداخل النفق والتي كانت تشكل نقطة الحفر باستخدام المطارق والازاميل والتي لا زالت اثارها بارزة بوضوح على جميع اجزاء النفق والتي توضح اتجاه وميلان الحفر،مشيرا الى انه تمت دراسة النفق الرئيسي من خلال مدخل شعب البلوط حيث بداية الجسر المائي ويتميز بوجود مداخل كل 40 مترا لا زالت مغلقة منذ ايام الرومان وبعضها تهدم جزئيا والذي ادى انهيار الركام الى اغلاق نسبي للنفق الامر الذي يستدعى البدء باعادة تهيئة وتنظيف النفق .
وحول اهمية النفق - وفق البروفيسور ملاعبة - تتركز بالدرجة الاولى على تخزين مياه الينابيع والامطار داخل النفق ضمن مفهوم الامن المائي أو الحصاد المائي كما يمكن استخدام بعض اجزائة لاغراض السياحة البيئية كنفق مشاهده حسب اللنماذج العالمية لنفق دارم شتات وباريس – حيث هناك اكثر من 5 الاف نفق وكهف بالعالم.