ب?Zيْتّ أكثر بياضا?Z!!

mainThumb

23-03-2010 12:00 AM

وجد المتظاهرون الامريكيون ضد احتلال العراق مناسبة لتذكير الرئيس اوباما بان البيت الابيض لم يفقد شيئا من بياضه وربما ازداد بياضا لان ما كان مأمولا في التغيير انتهى بعد اكثر من عام الى المراوحة ذاتها ، فلا انهاء لحالة الاحتلال في العراق ولا توقف للاستيطان في القدس والضفة الغربية كلها ، اضافة الى بقاء تلك القلعة السوداء على حالها وهي الندبة الكبرى في جبين جورج واشنطن وصورة الامريكي القبيح ، حتى الازمة الاقتصادية لم تنفرج ولا يلوح في الافق انها سوف تنفرج ، ليس لان المتوقع من الرئيس المختلف لونا وجذورا وخطابا كان اكبر من قدراته ، بل لأن الناس تورطوا كالعادة في تفكير رغائبي واسقاطات سياسية على واقع بالغ الصلابة والتعقيد ، وقد سمعنا بالامس من سيدة امريكية ان الرئيس الجديد ليس اقل بياضا من اسلافه ، وان الحقبة البوشية بما عليها وما عليها ايضا - لانه ما من شيء لها - لا تزال ظلالها القاتمة تجثم على هذا الكوكب ، وقد لا يتحمل الرئيس اوباما عبء هذه الاخفاقات المتعاقبة ، لانه ورث مديونية بوشية هائلة ، وهو مهما بلغ من القوة والارادة لن يكون العطار الذي يصلح - في عام - ما افسده سلفه داخل بلاده وخارجها ، لكن الرئيس الذي حول شعار التغيير الى ايقونة لم يكن بحاجة الى تكرار احتضانه لاسرائيل ظالمة او ظالمة :لانها لم تكن ذات احتلال او عدوان مظلومة،

وما قاله بايدن نائب الرئيس عن الحليف الاقرب والمدلل - رغم اعلان اسرائيل عن آلاف المستوطنات اثناء زيارته لها - ردده الرئيس بالحرف الواحد ، وكأن هذه الضريبة السياسية والاخلاقية لا مناص منها لكل من يتولى مسؤولية في الولايات المتحدة ، لهذا توقع المتفائلون عقابا صارما من واشنطن لتل ابيب ، ثم لم يسمعوا حتى عتابا رقيقا ، ما دام التحالف قد بلغ حد التوأمة السياسية او القلبان في قميص واحد كي لا نقول شيئا آخر،،

واحتلال امريكا للعراق الذي لم تحل دون تنفيذه المظاهرات المليارية في شتى انحاء عالمنا لن تحول المظاهرات الاقل عددا والاقل راديكالية في المطالب والشعارات دون بقاء العراق على قيد الاحتلال ، فالصوت الاعلى الآن لانتخابات يفوز بها من سوف يدير العراق وليس من يحكمه او يحرره ، لان الاحتلال ليس وعكة سياسية عابرة ، فهو انتهاك يبلغ النخاع ويحول كل حقول القصب في العراق الو نايات لا تكف عن الأنين،،

واذا كان احتلال فلسطين من نهرها الى بحرها قد اختزل الى سجال عن عدد المستوطنات المسموح بها او القابلة للتجميد في ثلاجات وزارة الحرب ، فان احتلال العراق ايضا اختزل الى ما هو ادنى ، ومن راهنوا على تأقلم العرب مع هذا الامر الطارئ - والذي لم يتحول الى واقع بعد - كانوا الادرى بكل الشّعاب ، لسايكولوجيا المغلوبين ، لهذا اصبح ما هو حلال لأمم الارض كلها عندما تستباح حراما على العرب وكأنهم الغنائم التي يجري الاشتباك عليها بعد ان هدأت كل الدواليب.

الامريكيون الذين يتظاهرون كل عام ضد قرار احتلال العراق وما جرّه من كوارث عليهم وعلى العالم كله تدفعهم الى ذلك حوافز محلية اولا ، فهم دافعوا ضرائب اسيء استخدامها وهم من ارسًل ابناؤهم الى ما وراء الصحارى والبحار ليعودوا في توابيت او مصابين نفسيا في صميم العقل والوجدان.

ان منطقا يسوّغ التدمير من اجل التحرير هو ذاته المنطق الذي يجعل بيت اوباما اشد بياضا عندما يتعلق الأمر باسرائيل!!
الدستور


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد