دولة الرئيس .. اخلعه .. فهذا قائدٌ حكوميٌ يتغطرس .. !

mainThumb

28-08-2016 10:10 AM

جميل أن يؤكّد دولة رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي على أن الحكومة وموظفيها بمختلف مستوياتهم في خدمة المواطن، وأنه شرف لا يعلوه شرف أن تسعى الحكومة وموظفوها لخدمة المواطن، داعياً كافة المسؤولين إلى القيام بمسؤولياتهم بكل شرف وأمانة ومصداقية وكفاءة وتقديم أفضل خدمة يستحقها المواطن.
 
هذا الكلام من الناحية النظرية رائع وطيب، ويُشكَر عليه الرئيس، وأنا واثق بأن دولته وهو يُخاطب منتدى القيادات الحكومية أمس، كان يعني ما يقول تماماً، ولكن الواقع مؤلم في كثير من الأحيان مع الأسف، والقصص التي تحكي ممارسات تنمّ عن غطرسة وتعالي على المواطن أكثر من أن تُحصى، ومن مختلف المستويات الوظيفية، الأمر الذي يستدعي أن تقوم الحكومة بحملة تطهير في أجهزة القطاع العام أو ما يمكن أن نطلق عليها ثورة بيضاء هدفها الرئيس هو مراقبة أداء مؤسسات الدولة المختلفة على صعيد أسلوب التعامل مع المواطن وخدمته، وعلى الرغم من أنني ابن مؤسسات الدولة الرسمية، إلاّ أنني ممّن يحسبون ألف حساب ويفكرون عشرات المرّات قبل اللجوء لمراجعة أي دائرة رسمية، لكثرة التعقيدات والدائرة البيرواقراطية التي تحكم عملية صنع القرار أو أسلوب إدارة معاملات الناس، ناهيك عن طريقة التعامل مع المواطن التي تحمل الكثير من صور عدم الاحترام..!
 
ومن القصص الحديثة التي يمكن أن نتطرق إليها إقدام أحد كبار موظفي الدولة، ويرأس جهازاً كبيراً بممارسات خارجة على المألوف، وخارجة عن عُرف الإدارة العامة في الدولة، ولا تُقبل من موظف درجة عاشرة في الدولة، فكيف تصدر عن موظف رفيع من الفئة (أ) من الدرجة العليا، قام بتوبيخ مواطن والتعالي عليه والتهديد بطرده من مكتبه ورفع صوته عليه، بأسلوب لا يقبله أي إنسان، وفي حادثة أخرى تلفّظ ذات المسؤول ومن على شاشتنا الوطنية بألفاظ لا تليق بمسؤول أبداً..!!
 
هذا الأسلوب في التعالي والتعامل الفظ الأجش والأجوف مع المواطن، يعكس عجز ذلك المسؤول عن تفهّم مهام مسؤولياته كقائد إداري على رأس جهاز حيوي من أجهزة القطاع العام، وكان يُفترَض به أن يكون قدوة ومثالاً للموظف العام الملتزم بأخلاقيات الوظيفة العامة وميثاق شرف العمل العام، مكرِّساً نفسه وجهده لخدمة المواطن برِقي وكفاءة واحترام..!
 
دولة الرئيس.. أنا ممن يتوسّمون بك وبحكومتك الخير، فالمؤشرات حتى الآن إيجابية، وتشي بأن دولتكم عازم على إجراء إصلاحات حقيقية ليس في المجال الاقتصادي فحسب، وإنما في مجالات أخرى، لعل أهمها الإصلاح الإداري في الجهاز العام للدولة، الذي اعتراه الكثير من التراجع والترهّل، وأنت تعلم دولتكم بأن الحديث عن تنشيط القطاع الخاص وتشجيع الاستثمار لا يُسمِن ولا يغني من جوع ما لم يكن لدينا قطاع عام كفؤ وفعّال ومتحرر من البيروقراطية وأزلامها..!
 
دولة الرئيس.. واثق بأنك ستخلع هذا المسؤول الرفيع من منصبه فلم يعُد قميناً بهذا المنصب، فالمواطن خط أحمر، وشعارنا الذهبي المنقول عن الراحل الكبير الحسين رحمه الله هو أنّ (المواطن أغلى ما نملك)، ولا ننسى أن سيد البلاد الملك عبدالله الثاني دعا كل مواطن إلى أن يرفع رأسه.. فكيف لذاك المواطن الذي أهانه ذلك المسؤول وهدّده بالطرد أن يرفع رأسه....!
 
ودمتم دولتكم..


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد