لطفا .. عن أي قمة تتحدثون؟!

mainThumb

28-03-2017 02:48 PM

بعد ساعات قليلة تلتئم "القمة" العربية في منتجع البحر الميت،وعندما نحاول أن نبحث عن مزايا استضافة القمة في الوقت الراهن لا نجد ما يثير الحماس، بل أن المواطن العربي في شتى اقطاره لم يعد يلتفت إلى حدث القمة، نسبة لما تعوّد عليه من انتهاء المهرجان أو الاحتفال دون ما يستحق الذكر أو الشكر.
 
منذ القمة الأولى في الاستراحة الملكية في إنشاص(مصر) عام 46، وحتى القمة الراهنة اليوم، عُقدت عشرات القمم تحت مسميات كثيرة عادية وطارئة واقتصادية لم نرصد يوما الفارق بينها وأصدرت عشرات القرارات وكان جدولهاعلى الدواميحفلبعشرات القضايا التي تكسر الظهر لكن قضيةفلسطين بقيت بندا ثابتا حتى صارحالهااليوم تصدق فيه مقولة "إلى الخلف در".
 
لا يعرف المرء كيفيمكن تناول مؤسسة القمةإن ترغب النكشفي الماضي لا تجده يختلف عن الحاضر تحاولتقصي الإنجازات ليس منأثر تفتش عن أهمية القمة في حياة الشعوب فلا تلمس شيئا فكل العناوين الكبيرة تم نزع الدسم منها دون الاكتراث بآمال الأمة والآمها فلا وحدة أنجزنا ولا أراضٍحررنا ولا عملا مشتركا حققنا.
 
امّا قصة القمة من بدايتها فقد كان العرب يتداولون في لقاءاتهم واجتماعاتهمشكلاً من الوحدة بينهموشروطهاوبإيحاء خارجي واضح من صديقتهم ومستعمرتهمالقديمة (بريطانيا العظمى آنذاك)تم انشاء جامعة عربية بقيت لا تضر ولا تنفع كان عنوانهاجامعة لكنهاكرست الفرقة.
 
امتدتفصول القصة فاُحتلت فلسطين ليصبح لديهم قضيةأرض وعرض وكرامة يلتئم العرب في قمتهممن أجلخطة تحرير فلسطينلنكتشف أنه لم تكن هناك مثل هذه الخطة ابدا بل يخرج علينا الزعيم آنذاك ليقول بفمِ مليان "أكذب إن قلت لكم أن لدي خطة لتحرير فلسطين ولا تصدقوا أحدا يقول غير ذلك"لتضيف القصة فصولا أخرىفيلتهم العدو أراض عربية جديدة تزيد عن مساحة فلسطين فيتحول الخطابعندهاإلى إزالة أثار العدوان ويختفي الحديث عن تحرير كل فلسطين فتفقد الأمة آمالها العراض.
 
في ظل كل هذا الضعف والعجز يبدا الحديث عن أضعف الايمان وهو ما أُطلقعليه "العمل العربي المشترك" الذي سرعان ما فقد مضمونه بل كانت هناك مغامرات ممقوتةلم تبق للتوافق موضعا ولم تترك للصلح مطرحا انعكس ذلك فرقةً وانقساماًفي الشعب العربي الواحد من محيطه إلى خليجه.
 
تاريخياًلم تصنع القمم فارقا في مسار الأمة وكان هناك دائما خطابا علنيا وأخر سريا وخطابا داخليا وأخر إلى الخارج بل من يطلع على محاضر الجلسات السرية بعد نشرها بسنوات طويلة يجد أن الحوار بينهم لم يخرج عن كونه مماحكات ومهاترات أدتإلى تسليم القياد إلى الخارج معظم الأمروما خفي دائما كانأشدوأعظم.
 
في ظل "قمم"ما سمي الربيع العربي الذي تم الانقلاب عليه لصالح بقاء أنظمة شعارها "نحكمكم أو نقتلكم" وصلنا اليوم إلى شعار جديد وهو ما يطلق عليه "بث الحياة في النظام العربي الرسمي"لكن حتى اللحظة لم نعرف أو نسمع عن قيام الموتى من مرقدهم.
في السياق كان مكان عقد القمة محل تنافس وموضع خلاف حيث كان السباق دائما على شرف من يستضيف القمة الى أن وصلنا اليوم لمرحلة التهرب من استضافتها كما التهرب من حضورها.
 
كم كانت خيبتنا كبيرة إذانتظرنا صنع المعجزات على يد حكام كان همهم ابدا أن يحققوا أهدافهم الخاصة بالتثبيت والتوريث ولم يكن بحسابهم ابدا كرامة الأمة أو مصالحها فافشلوا أفكار الوحدة والتحريروالدفاع المشترك والعمل المشترك وحاولوا بإعلام مضلل رخيصأن يقنعوناأن مجرد لقائهم هو خير لنا وكم كنا غارقين في الوهم عندما كنا نصفق لمشاهد التمثيلأمام الكاميرات.
 
الدوحة - قطر
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد