الملك : 60 عاما من قيام إسرائيل لم تحقق القبول لها في محيطها

mainThumb

14-05-2008 12:00 AM

تابع جلالة الملك عبدالله الثاني صباح الاربعاء مباحثاته مع جلالة السلطان حاجي حسن بلقية في اليوم الثاني من زيارة الدولة التي يقوم بها الى بروناي. وأكد جلالته ان حشد التضامن الاسلامي لدعم الفلسطينيين وقضيتهم وصولا الى تحقيق تطلعاتهم العادلة في دولة مستقلة على الارض الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة هو امر ضروري لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الاوسط والعالم.

وأضاف جلالته ان ستين عاما من قيام اسرائيل وكل قوتها العسكرية لم تنجح في تحقيق القبول لها في محيطها، وان اعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وحده الكفيل بضمان امن الجميع واستقراره. وقال جلالته ان الدعم الاسلامي للفلسطينيين الصامدين على ارضهم الذين يتعرضون لكافة انواع الصعوبات المعيشية من جانب اسرائيل هو امر اساسي لتثبيت الفلسطينيين على ارضهم وتحقيق امالهم في الاستقلال والدولة. وأكد جلالته أن الاردن وبروناي يدركان الحاجة الماسّة لتحقيق سلام شامل في الشرق الأوسط من خلال إنهاء المعاناة الإنسانية في فلسطين وتحقيق تسوية بين إسرائيل والفلسطينيين.

وأشاد جلالته بمواقف جلالة السلطان بلقية الداعمة لقضايا العالم الاسلامي وتحقيق التنمية فيه. وقال جلالته ان بروناي اصبحت، بفضل قيادتها الحكيمة وشعبها المتميز، رائدة في التعاون من أجل التنمية ضمن رابطة دول جنوب شرقي آسيا، وفي العلاقات بين آسيا والشرق الأوسط، والعالم الإسلامي.

من جانبه قال جلالة السلطان بلقية ان بروناي تقدر النهج الذي يسير عليه الاردن بطرحه لرسالة عمان وتوضيح الصورة الحقيقية للاسلام المعتدل المتسامح الذي يقبل الاخر. واضاف ان قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني توفر جسرا بين الحضارات والاديان والدول وتقرب بين الشعوب، وهو التطبيق الحقيقي لروح قمة مكة الاسلامية عام 2005.

وأكد في حديثه مع جلالة الملك عبدالله الثاني حرصه على تمتين اواصر التعاون بين البلدين، مشيدا بالتخطيط الاقتصادي الذي تميز به عهد جلالة الملك والذي اتخذ خطوات جريئة لمساعدة شعبه في تحقيق التنمية وتنويع مصادر الدخل الاقتصادي من خلال استغلال كافة الموارد الطبيعية وتشجيع اقامة صناعات جديدة والبحث عن مصادر للطاقة المتجددة والشراكة بين القطاعين العام والخاص.

وعقب المباحثات قام جلالة الملك عبدالله الثاني وسلطان بروناي بجولة عسكرية استكشفا من خلالها مجالات التعاون بين البلدين من حيث تبادل الخبرات والتدريب المشترك. يذكر ان نائب وزير دفاع بروناي زار معرض سوفكس في عمان الشهر الماضي وأعرب عن رغبة بلاده في الاستفادة من المعدات الدفاعية التي يصممها ويطورها مركز الملك عبدالله للتصميم والتطوير (كادبي).

وفي اليوم الثاني للزيارة قام جلالة الملك عبدالله الثاني بجولة في دار الافتاء في بروناي التي تحتوي على نسخ نادرة من القرآن الكريم قام السلطان بلقية بجمعها من الدول الاسلامية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا وجنوب اسيا وجنوب شرق اسيا. ويعود تاريخ هذه المصاحف الى الفترة ما بين القرنين السادس عشر والعشرين الميلاديين وقد كتبت بخطوط النسخ والكوفي والثلث والفارسي.

كما تحتوي الدار على مخطوطات نادرة في الفلسفة والنحو واللغة والفقه حيث تسعى الدار في مرحلة لاحقة الى فتح الابواب امام الباحثين للاستفادة من هذه المخطوطات، حسب المدير العام للدار احمد بخاري. كما زار جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله وافراد الاسرة المالكة المرافقين لجلالته ورئيس الديوان الملكي الهاشمي د. باسم عوض الله متحف بروناي الوطني الذي أنشئ عام 1965 ويضم مجموعة واسعة من اهم المعروضات الاثرية والتاريخية التي تشمل كنوز سفينة غارقة منذ بداية القرن السادس عشر تم انتشالها من مياه بروناي قبل عقد من الزمان.

وتضم الكنوز ايضا ما يقارب 1500 قطعة فنية من ضمنها العاج والمدافع. وتجول جلالتاهما في معرض التاريخ والاثار في بروناي الذي يعرض اهم الصناعات في السلطنة اضافة الى شروحات تفصيلية حول اصل وتاريخ اكتشاف النفط وعمليات استخراجه وتكريره واستخداماته اضافة الى خارطة تضم اهم حقول النفط في بروناي التي تعتبر ثالث أكبر بلد منتج للنفط في جنوب آسيا ورابع بلد منتج للغاز الطبيعي المسيل في العالم. وهي تعتمد في تمويل برامجها التنموية على مداخيلها من صادرات النفط الخام والغاز الطبيعي، اللذين يمثلان العمود الفقري لاقتصادها.

كما تجول جلالة الملك في معرض الفنون الاسلامية الذي يضم مجموعة من الفنون الاسلامية من خزف وسجاد وغيرها تعود لحقب اسلامية قديمة تغطي الفترة ما بين اوائل العهد الاسلامي وحتى القرن العشرين. وفي مقابلة مع وكالة الانباء الاردنية (بترا) قال السفير الاردني غير المقيم لدى بروناي محمد داودية ان جلالة الملك عبدالله الثاني يسعى دائما من خلال زياراته الى تمتين الصف الاسلامي وجني المزيد من الخير للشعب الاردني وتعزيز العلاقات الثنائية وفتح افاق جديدة للقطاع الخاص الاردني.

واكد ان زيارة جلالته الى بروناي التي تليها  الخميس زيارة الى ماليزيا تهدف الى زيادة الاستثمارات بين بروناي وماليزيا من جهة والاردن من جهة اخرى. ووصف الزيارة بانها فرصة ثمينة لتمتين العلاقات مع هذه الدولة التي تتطلع الى القيادة الهاشمية باعتبارها صاحبة الشرعية التاريخية والدينية حيث تعود العلاقات بين البلدين الى عام 1984، عام استقلال بروناي عن بريطانيا. واضاف ان هذه الزيارة يعول عليها كثيرا من اجل بناء الصف الاسلامي المعتدل لتقديم الاسلام للعالم على حقيقته كدين متسامح معتدل يقبل التعددية والحوار مع الاخر ويراعي كل ما يسعى اليه الانسان./ بترا – ايناس صويص /



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد