صحيفة السوسنة الأردنية

وليس صحيح علي الإطلاق ما يردده بعض المنتفعين من البرنامج والفنان معا, أن حميدة كان ضحية من ضحايا رامز , وذلك لأنه كان يعلم علم اليقين بالمقلب قبل تصويره , ونفترض أنه لم يكن يعلم في البداية, فهل وبعدما أكتشف الأمر ألم يكن من حقه أن يمنع ظهور الحلقة ؟

 

طبعا كان في يده فعل ذلك لكن وأمام المبلغ المغري الذي عرض عليه بعد اكتشافه الأمر, قال في قرارة نفسه وعلي طريقة  القصري , " خلاص تنزل المرة ديه " وإن شاء الله " المرة الجاية لا ممكن تنزل أبدا "!

 

نعلم جميعا بأن " الفلوس تغيير النفوس " هو مبدأ متأصل بيننا منذ قديم الأزل , لكنه لم يكن يصل أبدا إلي هذا الحد من التفشي الذي قضي فيه علي كل قيمنا الجميلة السابقة

 

ولن نذهب بعيدا كي نكتشف تلك المتغيرات الدخيلة علينا , فقط كل ما علينا أن نشاهد يوميا ما يعرض لنا من دراما والأعمال الفنية عموما , كي نتأكد من هذا الأمر , بدليل أنه ورغم كل ما نكتبه في مقالات سابقة عن الظواهر السلبية المستحدثة علينا , إلا أنها مازالت لم تكفي مدي الحجم الحقيقي الذي وصل إليه الحال من سوء

 

وربما يرجع السبب في هذا كله عندما تحول الفن إلي " سبوبة كبيرة " عند العديد من الفنانين , الذين لم يعد يشغل بالهم كثيرا موضوع أسمهم أو حجم نجوميتهم , فقط كل ما يهمهم الآن " أبجني تجدني " إما في إعلانات لا تليق بنجومها ولا تاريخهم مثل ما يحدث مع النجمة الكبيرة وغيرها وغيرها !

 

أو برامج مقالب يهين فيها مقدمها كل ضيوف حلقاته من النجوم , أو برامج حوارية لا هدف منها سوي فتح الصندوق الأسود للفنانين ليفضحوا بها أنفسهم .

 

هذا طبعا بخلاف غالبية المسلسلات التي اهدرت عليها الملايين , ولكن ونظرا للاستسهال والكلفتة في صنعها فجعلها علي هذا الشكل من التفاهة والسطحية والهبوط والتردي الفني , فأصبحت بالنسبة للمشاهدين لا تساوي في قيمتها أكثر من مجرد ملاليم !