منافي البرس - عمر السباتين

mainThumb

27-06-2017 02:40 PM

في مشافي البؤس أعطوْها الدواءْ
والفراش الغضُ محشوٌ بشوكِ
والكلام العذب قد غطى السماءْ
والعيون مكحّلاتٌ
ساحراتٌ
ليس دمعٌ، يمسح الأحزانَ فيها؛
انما ضُخّت بماء
**********
قد صدّقتْ معسولهم
وبريقَ فضتِهم وما
عرضوه في الأسواق 
والافاق فانقادت لهم
واستسلمت لعلاجهم؛
فالمغص فاق تحمّلاً
وجنينها، قد ضاعف الكلاتِ
مزّق رحمَها في موجة مجنونةٍ
ماذا تُرى؟!!!!!!!!!!!
***********
حقنوه من تحت الملاءة بالحصار
داسوا على الحبل المغّذي فاختنقْ، او كاد، ذيّاك الجنين
قد نازعته الروحُ حتى حشرجتْ انفاسُه
فكأنما هو قد تصعّد في السماءْ
أنّت على أنّاتِه
قِببٌ مقدسةٌ وصوتُ مؤذنٌ
جرح القلوب بمُديةٍ محدودةٍ
وعلا الى عرش الأله توسّلاً ذاك الدعاءْ
                                          **********
الأمّ غائبةٌ وحاضرةٌ معا
دخلوا الى اللّاوعيِ منها خلسةً
غسلوا بأسودِهم نوافذَ بيتِها
بدت الذئابُ كمن يطبّبها وفي
أنيابِها أثرٌ التوحّشِ والدماءْ
                                          **********
في السوقِ أكثرُهم سكارى يرقصون مع الضجيجِ
يصفقونَ
يردّدونَ القول مثل الببغاءْ
 
في السوق من عرف الذئابْ
هم قِلةٌ
بالعزم هم متوشّحون
سمعوا أنيناً خافتاً بين الضجيج وبين مسموم الغناءْ
ذاك الأنين
غذّى براعمَ غضّةً فوق النجوم
قد ألهبَتْ الحانُه انفاسَهم
فتصاعدت كالريحِ ، هبّتْ نحوها؛
تلك التي كادت تكونُ المرأةَ الثكلى،
لواقحً للجنينْ.
 
فانهالت الأمطار تُحيي الأرضَ من داءِ السِنينْ
والشوكُ قد لاح الذُبولُ بعُودِه
وتفتّقتْ تلك البراعمُ نضرةً
والذئبُ آذن بالرحيلْ
وحصارُ آخرِ بقعةٍ للضوءْ زلزله الجنينْ
ميلاده للأمّ شمسُ الحقّ، أسٌ للدواءِ
وللشفاءْ
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد