بين لاجئي الروهينغا واللاجئين في الأردن

mainThumb

10-09-2017 10:24 PM

محنة مسلمي الروهينغا ليست بجديدة ، فهم كغيرهم من الاقليات تتعرض الى الاضطهاد  بين فترة وأخرى في دولة بورما والتي سميت لاحقاً ميانمار التي تدين بالبوذية، وتعادي وتضطهد بشكل غير انساني باقي الاقليات .
 
فمسلمي الروهينجا كما غيرهم يتعرضون او تعرضوا للاضطهاد على يد الجيس البورمي، فهناك أقليات تعرضت للابادة والقتل والتهجير ، كالاقلية البوذية التي ترتبط بالصين وتتحدث لغتها، واقلية الكاريني التي تسكن اقليم كايان وهاجمها الجيش بعنف، كما أن هناك اقلية مسيحية اخرى  مكونة من مليون ونصف المليون يعانون الاضطهاد في اقليم تشين على حدود الهند .
 
غير أن ما يتعرض له مسلمي الروهينغا الذي بدأ جيشهم المسمى بـ " "جيش إنقاذ روهينغا أراكان - أرسا" ، بمقاتلة جيش بورما، يعتبر الاشد فتكا وبطشاً، بعد أن أطلقت رئيسة وزراء ميانمار أونغ سان سو تشي يد الجيش في اقليم اراكان المسلم، وبغطاء ديني من جماعة 969  البوذية ، التي أجازت للجيش والميلشيات البوذية سفك دماء المسلمين وارتكاب المجازر ضدهم .
 
اذن، سجل بورما حافل في اضطهاد الاقليات، عبر التاريخ، غير أن المفارقة ان من يتربع على قيادتها اليوم وتتحمل مسؤولية المجازر هي أونغ سان سو تشي التي حصلت على جائزة سخاروف لحرية الفكر سنة 1990م وجائزة نوبل للسلام سنة 1991م من أجل دعمها للنضال اللاعنفوي، وفي عام 1992م على جائزة جواهر لال نهرو من الحكومة الهندية.
 
فجوائز نوبل للسلام، تمنح غالبا لاهداف سياسية ومصالح دولية، فقد منحت لجزار قانا اللبنانية شمعون بيرس، كما منحت لقائد عصابات "الأرجون" بزعامة مناحيم بيجن التي ارتكبت ابشع مجزرة بالتاريخ الفلسطيني "دير ياسين" ..!!.
 
لا يوجد في العالم عدل، فهناك صمت مريب لما يتعرض له مسلمي الروهينغا من العالم الذي يدعي انه متحضر، عدا عن العرب الغائبين،فثمة أمر مريب وراء اطلاق يد بورما بهذه الوحشية ضد الروهينغا، لدرجة ان بعض التحليلات  تقول الى ان هناك ضوء اخضر اميركي، من اجل ايجاد بؤرة نزاع اسلامية تكون أرضيتها خصبها لتشكيل تنظيمات اسلامية متطرفة لاثارة القلاقل في الصين التي تتخذ من بورما منفذاً لصادراتها للعالم ، وكما كان يسمى قديما بطريق الحرير.
 
بالاضافة الى الصمت الدولي، هناك رفض كبير من الدول المجاورة خاصة الاسلامية مثل ماليزيا واندونيسيا وبنغلادش لاستقبال لاجئي الروهينغا، لاعتبارات سياسية وامنية واقتصادية، واخيراً قبلت بنغلادش باستقبالهم بناء على طلب تركيا بتحمل تكاليف اقامتهم التي بدأت بارسال مساعدات الاغاثة لهم .
 
الحروب والنزاعات في العالم طبيعية، ومتكررة ولن تتوقف ما دام في بشر على الأرض،  اما غير الطبيعي ان تجد بلداً يعد الافقر ماء في العالم، والاقل موارداً ودخلا، ويعاني أزمات اقتصادية تلو الاخرى، يفتح ذراعيه لكل مظلوم وشارد من حرب او ظلم او جور، مستقبلا ملايين البشر الفارين من ويل الحروب، ويوفر لهم الاقامة وكل متطلبات الحياة، ولا يأبه بتقصير العالم في الوقوف الى جانبه، فهو يؤكد كل يوم انه سيبقى السند والعون لكل ملهوف، ولن يتخلى عن واجبه الانساني، ألا يستحق هذا الوطن نوبل للسلام ، فحماك الله يا وطني . 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد