اليوم يقف الجيش العربي السوري فى مواجهة إرهاب غاشم أدى لتفكيك دول وإسقاط أخرى، لكنه تحطم على صخرة هذا الجيش الذي نجح فى تحجيم وسحق الإرهاب المدعوم إقليمياً واستخباراتياً، ليثبت دائماً أنه درع وسيف للشعب السوري القادر على تحقيق النصر.
سبع سنوات من الحرب على سورية وما تزال دروس الانتصار مستمرة، ومثلما كان الجيش السوري قادرا على هزيمة داعش في البادية وغيرها، واصل تقدمه من تحريرِ مدينةِ دير الزور بالكامل في وقت تضيق فيه المساحة التي يسيطر عليها التنظيم داخل المدينة، مع تصعيد الجيش السوري عملياته العسكرية هناك والذي سيطر على حييّ العرفي والعمال، اللذين شكّلا نقطة العزل بين الأحياء الغربية والمطار العسكري، وطريق التنظيم بين الأحياء التي يسيطر عليها وأطراف الثردة والبانوراما، وتُعدُّ استعادة هذين الحيّين، خطوة مهمة لتحرير باقي أحياء المدينة، وهي الحميدية والعرضي والمطار القديم وخسارات وكنامات والشيخ ياسين.
ولذلك، وإزاء هذه الإنتصارات الباهرة التي حققها الجيش السوري، جن جنون قادة قوى الشر والظلام، ولم يخفوا قلقهم من انتصارات قواتنا المسلحة، إذ سمعنا القادة العسكريين الأمريكان من السابقين والحاليين ، يبدون مخاوفهم، محذرين من عواقب ما بعد استعادة الرقة ودير الزور، فالدول الغربية وخاصة أمريكا، لا تريد محاربة داعش بدعم سوري، ولا هم يقدمون أي دعم لسورية في هذه الحرب. فإذّنْ، كيف يمكن إنقاذ الشعب السوري من حرب الإبادة التي تشنها عليه قوى الإرهاب وأدواتهم؟
أمريكا تتعامل مع الجماعات الإرهابية بشكل مزدوج، فهي دعمتهم في سورية وتحاول ان تبرز بأنها تقف بالضد منهم في العراق, وهذه نابعة من السياسة الخارجية الأمريكية التي تكيل بمكيالين, فامريكا استشعرت بان السوريين قادرون على تحقيق الإنتصارات خصوصاً بعد المعارك الأخيرة, لكنها تخشى من الدعم الذي تقدمه روسيا وايران الى سورية, وزاد جنونها، بأن معركة دير الزور ستصبح تحصيل حاصل لأن تحرير هذه المدينة هي بوابة الإنتصار، فالغرض واضح من كل هذه الحملة الهستيرية التي أثبتت أن هذه الجهات يحاولون وباستماتة ويأس إنقاذ مجرمي داعش من الفناء المحتوم في سورية، لذلك رأينا المخططات الأمريكية التي تحاول عبثاً العودة إلى البداية ونقطة الصفر بتصريحات فارغة المضمون عن مستقبل الرئيس الأسد واستخدام تلفيقات وفبركات الملف الكيماوي خاصة بعد فشل واشنطن التي لم تعد تمتلك أي مقومات يمكن تفعيلها ضد سورية بعد سحق عملائها وأدواتها في سورية.
ولكن شمس الحقيقة لا يمكن حجبها بالغربال، فكما يقول روبرت فورد السفير الأمريكي السابق لدى سورية، أن الجيش السوري حقق مكتسبات غرب وشرق البلاد بدعم حلفاؤه ، وأن الحرب السورية دخلت مرحلة جديدة نتيجة تقلص الأراضي الواقعة تحت سلطة تنظيم داعش الإرهابي. وأشار فورد، إلى أن بلاده ليست لديها خيارات جيدة في سورية، وبعض هذه الخيارات المتاحة أسوأ من الأخرى، كما أن الأمل في إخراج الرئيس الأسد من السلطة، وتحقيق انتقال سلمي للسلطة يتلاشى، إن لم يكن قد أصبح بعيد المنال وخيالياً، بالإضافة إلى أن خيار دعم المعارضة المسلحة يجب أن يخرج من المعادلة، وذلك لأن الجيش السوري عازم على استعادة كامل البلاد، وأن على واشنطن أن تتخلى عن الأمل في دعم منطقة كردية منفصلة، وأن تستبعد أيضا خيار تقديم مساعدات للحكومة السورية لإعادة البناء والإعمار.
في إطار ذلك يمكن القول إن معركة دير الزور تقترب من الحسم، حيث تشدد قوات الجيش السوري وحلفاؤها من ضغطها على داعش في وقت واصلت فيه الطائرات الروسية إستهداف معسكرات وقواعد هذه التنظيم، وأكدت مصادر في الجيش السوري أن التقدم نحو دير الزور لتحريرها سيكون خلال فترة وجيزة، وأكدت المصادر ذاتها أن العمليات العسكرية تمضي بخطى ثابتة نحو الهدف المخطط له من القيادة العليا للجيش السوري بالتنسيق مع الحلفاء لاسيما بعد تحرير مواقع إستراتيجية عدة قريبة من مدينة الدير وريفها خلال الأيام الماضية، وبالتالي كل هذه الإنجازات غيّرت الموازين العسكرية على الأرض لصالح الجيش السوري.
من هذا المنطلق فإن الجيش السوري يواصل دوره المقدس، فى حماية الأرض ومواجهة الإرهاب وسحقه، ليؤكد دوماً أنه جيش الشعب القادر على تحقيقِ الانتصار مهما غلت التضحيات، وفي النهاية يمكنني القول إن سورية كالصخرة الصماء لا تحركها العواصف وهي ماضية في طريقها الى النصر لا تنظر إلى خفافيش الظلام مهما تكاثرت... ولا إلى عواء الذئاب الغادرة مهما خانت!!.