السوسنة – حياة حجاب - يعد دخول التكنولوجيا للسيارات الأمر الأكثر شيوعا والأكثر تطورا مؤخرا ، لما يحمله هذا القطاع من مرونة ، وسهولة تزويد أغلب قطع السيارات بشيء من التكنولوجيا ، وبدأ الأمر بدخول بعض القطع التكنولوجية القليلة إلى السيارات ، ثم زاداد الأمر تطورا إلى أن وصلنا اخيرا الى السيارات الذكية .
في عشرينيات و ثلاثينيات القرن الماضي ، بدأت فعليا تجربة التصنيع والتعديل . وكان أول إنتاج لسيارة ذكية ، عبر مشروع مشترك بين جامعة "كارنيجي ميلون" وشركة " أوتو لايف " ، اللتان أطلقتا سيارتهما في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي 1984م ، ثم تبعتها في عام 1986 شركة " مرسيدس بنز " ، بالتعاون والتعاقد مع عدة جامعات ومعاهد ومنتجي إلكترونيات ، حتى وصلت إلى نموذج سيارة ذاتية القيادة ، وكان ذلك عبر إعادة هندسة سيارة فئة "w140 s " ، التي قطعت مسافة 1678 كيلومتر ، في عام 1995 من كوبنهاجن الى ميونخ وبأسلوب شبه ومستقل .
من هنا كانت الانطلاقة لمنظمات بحثية وشركات أخرى .
أما بالتطرق لنظرة شركات السيارات اليوم فلم تعد السيارة وسيلة نقل فحسب ، بل أصبحت أداة للترفيه والتقليل من التوتر الناتج طوال اليوم ، وأسلوب للراحة والأمان في التنقل ، والحد من التلوث أيضا .
وبدخولنا إلى التقنية المستخدمة و المطروحة للاستخدام في السيارات نجد ما يسمى شبكة إنترنت الأشياء ، التي تربط السيارات بعضها ببعض ، وتربط أيضا السيارات مع شبكة خاصة بمعلومات عن الطرق ، التي تقوم بدورها في تحديد المسار الأفضل للسيارة ، والابتعاد عن الازدحام .
أما أجهزة الاستشعار والحساسات فتقوم بدورها بإعطاء خارطة ثلاثية الأبعاد ، تحدد فيها معالم الطريق بمساعدة من أشعة الليزر ؛ التي تنطلق من السيارة وترتد لتحديد الأبعاد والمسافات بين السيارة والأجسام الأخرى على الطريق ، واستكشاف المواقف القريبة أيضا .
وزودت العجلات بحساسات أخرى تعمل بالموجات فوق الصوتية ، التي تحدد للسيارة السيارات المجاورة ، وسرعتها ، والسيارات المتواجدة في المواقف أيضا . وترسل عبر الكمبيوتر إشارات في حالة تواجد خطر، يرسله الكمبيوتر بدوره إلى المكابح مباشرة ، حتى تستجيب بسرعة أكبر للمخاطر، وتتخد القرار الأصوب لتفادي الحادث .
أما بالنسبة لدمج السيارة مع الهاتف الذكي ، فقد كانت الريادة لشركتي جوجل وأبل ، من خلال نظامي " أندرويد أوتو" و " كار بلاي " ، حيث يقوم هذان النظامان بالسيطرة على القيادة ، وشاشة السيارة ، و إضافة بعض أمور الترفيه ،و تلقي الرسائل والإتصالات بشكل آمن من قبل مستخدم السيارة .
جوجل تطور منذ سنوات سيارتها التي تساعد في مهمة القيادة الكاملة ، خاصة عند الازدحام ، وفي حالات الاصطفاف ، والحفاظ على المسار أثناء القيادة .
وكشفت نيسان عن سيارتها من فئة "آي دي أس" ذاتية القيادة .
وكشفت "بي ام دبليو" عن سيارتها " ذا فيجن نكست 100 ".
وتعاقدت شركة مايكروسوفت مع تويوتا لإنتاج سيارات عبارة عن هواتف ذكية ضخمة ، يقوم السائق بالقيادة بمساعدة افتراضية تدله على أفضل المسارات والطرق .. الخ .
و قامت مؤخرا شركه "جنرال موتورز" بتجربة نموذج سيارتها "شيفروليه بولت" .
أما شركة " أوبر" تستعد لاطلاق سيارتها التي تعمل بلا سائق تماما ، وستكون سيارة الأجرة هذه مجانية لفترة ، ولا تجبر الشركة أحدا على استخدامها .
إن من أفضل إيجابيات السيارات ذاتية القيادة ، التقليل من نسبة الحوادث ، والازدحامات في الشوارع الرئيسية ، وتقليل التلوث .
إلا أن أسعارها مرتفعة جدا نظرا لتكلفتها العالية ، وتجهيزاتها الذكية .
وقد يتطلب استعمال هذه السيارات تطوير في قوانين السير ، و القيادة الذاتية والمسؤوليات المدنية والجزائية .
وها هي السيارات الذكية تستعمل بنسب قليلة في كل من أوروبا ، وأمريكا ، واليابان ، ويتوقع بحلول عام 2025 ، أن تجتاح العالم أجمع ، و يستغني لذلك عن السيارات التقليدية .