ازالة عقبة كبرى امام بناء مسجد قرب موقع مركز التجارة العالمي السابق بنيويورك

mainThumb

05-08-2010 12:48 AM

 فاز مشروع اثار جدلا وطنيا حول التسامح الديني ويقضي ببناء مسجد ومركز اسلامي بالقرب من موقع "غراوند زيرو" الذي استهدفته اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 في نيويورك بمعركة حاسمة الثلاثاء.

وصوتت لجنة الحفاظ على المباني الاثرية في المدينة بالاجماع على عدم اعلان المبنى الذي يشغل الموقع في الوقت الحاضر اثريا، مفسحة المجال بالتالي امام هدمه وبناء المسجد.

وبات المشروع اختبارا لمدى تقبل الاسلام في الولايات المتحدة بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر وقد اثار جدلا وطنيا حول حرية الاديان.

ومن المقرر ان يضم المشروع الى المسجد، ملاعب رياضية ومسرحا ومطاعم مع امكانية اقامة دار حضانة للاطفال. ويقول اصحاب المشروع انه سيكون مفتوحا امام الزائرين للدلالة على انتماء المسلمين الى مجتمعهم.

الا ان الموقع المقترح اثار حساسيات لقربه من "غراوند زيرو" حيث دمر برجا مركز التجارة العالمي في اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر التي اعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عنها وادت الى مقتل ثلاثة الاف شخص تقريبا.

وعلا التصفيق عندما اعلنت اللجنة التصويت بموافقة تسعة اصوات مقابل لا صوت على عدم ادراج المبنى الذي يعود الى العام 1850 على قائمة المباني الاثرية وهو لا يضم حاليا سوى متجر البسة مهجور.

الا ان معارضين هتفوا "عار" ورفعت امرأة من الحضور لافتة كتب عليها "لا تمجدوا قتلة ثلاثة الاف شخص، لا لمسجد 11 ايلول/سبتمبر"، و"الاسلام يبني مساجد في موقع فتوحاته".

وقال اندي ساليفان من حي كوينز "انها فضيحة". واضاف "لقد كانوا يهتفون +الله اكبر+ عندما اصطدمت الطائرتان بالمبنيين. تذكروا اننا نخوض حربين الان".

ويقول المؤيدون ان المشروع يمكن ان يساعد على رأب الصدع بين الغرب والعالم المسلم ويغير في الوقت نفسه واجهة شارع مانهاتن السفلي الكئيب ونظرة الاميركيين الى المسلمين منذ العام 2001.

وقال رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ بعد صدور قرار اللجنة ان نيويورك "هي المدينة الاكثر حرية في العالم" مضيفا "ابوابنا مفتوحة للجميع، لكل الذين لديهم حلم وعزم على الكد في العمل وخوض اللعبة باحترام قواعدها".

ويبدو المعارضون قليلي العدد الا انهم متحمسون وقد كسبوا مؤيدين اقوياء مؤخرا.

وكانت المرشحة الجمهورية السابقة لنيابة الرئاسة ساره بايلن نددت بشدة بالمشروع، غير انه يحظى بدعم قوي من بلومبرغ الذي يرى ان حرية المعتقد الديني التي يعتبرها من القيم الاميركية الجوهرية، على المحك في هذا المشروع.

واعترضت شخصية اخرى من اليمين الجمهوري هو نيوت غينغريش على مشروع المسجد.

وتحولت المعارضة التي بدأت باقرباء لضحايا اعتداءات 9/11 الى تحرك سياسي شرس احيانا.

وقالت شبكتان تلفزيونيتان انهما ترفضان بث دعاية بعنوان "قتل مسجد غراوند زيرو" يقول فيه صوت معلق "في 9/11 اعلنوا الحرب علينا... هذا المسجد هو نصب يحتفي بانتصارهم ودعوة الى المواصلة على هذا الطريق".

وفاجأت معارضة عصبة مكافحة التشهير للمشروع الكثيرين اذ انها تكرس نشاطاتها لمحاربة معاداة السامية.

وقالت العصبة انها ترفض "تعصب" بعض المعارضين الا انها اشارت الى "وجود مشاعر وحساسيات قوية حول موقع مركز التجارة العالمي" وان المشروع "سيزيد من الام بعض الضحايا دون سبب وجيه".

ويرى الامام فيصل عبد الرؤوف الذي يشرف على المنظمة الاسلامية التي تقف وراء هذا المشروع، انه سيكون "مسكنا لكل الاشخاص الذي يبحثون عن التفهم والعزاء والسلام والتعاون والتكافؤ".

واضاف "نحن مصممون اكثر من اي وقت مضى على اغتنام هذه الفرصة التي نراها كمسؤولية ايضا ازاء مجتمعنا وجيراننا في مانهاتن السفلى".

قال مجلس العلاقات الاميركية الاسلامية ومقره في واشنطن ان المشروع اختبار لحرية المعتقد الديني وحث اللجنة التابعة للمدينة على "التصدي لمحاولات معادي الاسلام" من اجل عرقلة المشروع.
"أ ف ب"


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد