للميدان رجاله فمع الإرادة والعزم والثبات حقق الجيش السوري انتصارات غيرت الواقع وقلبت المعادلات والموازين، فأحياء الغوطة الشرقية تشهد أيامها الأخيرة إذ استعاد الجيش السيطرة الكاملة على بلدة عين ترما بعد أن التقت القوات المتقدمة على محور وادي عين ترما بوحدات الجيش المرابطة في محيط شركة اللحمة على محور أسواق الخير في غوطة دمشق الشرقية.
بدأت المجموعات المسلحة في الغوطة تلفظ أنفاسها الأخيرة، وبدأت تنهار بشكل متسارع وتخسر مناطق شاسعة كانت تسيطر عليها منذ عدة سنوات، لتعود هذه المناطق تدريجياً إلى كنف الدولة السورية، بعد أن استطاع الجيش أن يضيّق الخناق على هذه المجموعات وأن يقطع عنها الدعم اللوجيستي عن طريق تدمير الأنفاق التي كانت تمتدّ لمسافات كبيرة، حيث كانت تصلهم من خلالها السلاح والمعدات والعناصر الداعمة، وتمّت محاصرتها، وتكبيدها خسائر فادحة، حتى تمّ هروب من تبقى من تلك العناصر الى مناطق أكثر أمناً بالنسبة لهم.
لا شك في أن زيارة الرئيس الأسد إلى الغوطة تمثل التحدي الأكبر للأنظمة المعادية لسورية، إذ أحدثت ما يمكن تسميته مفاجأة دولية بعثت عدة رسائل قوية للداخل والخارج منها طمأنة السوريين عموماً وأهل الغوطة على وجه الخصوص، أن استعادة خاصرة دمشق التي عوّل ممولو الإرهاب لتكون الورقة الأهم في مواصلة الحرب على سورية باتت في متناول الجيش السوري وأن الإرهاب يلفظ آخر أنفاسه بعد أن حسم الجيش أمره في التصدي للعدوان ومواصلة القتال حتى تحقيق النصر الذي يُبنى على نتائجه الكثير في المشهد الإقليمي والدولي. ومن ناحية أخرى يستعد الجيش السوري وحلفاؤه لدخول كافة الأماكن التي تطلق منها النيران ليقوم بعملية تمشيط واسعة لتطهير كل شبر من الغوطة من جيوب المجموعات المسلحة التي تحاول بث الذعر في قلوب المدنيين عبر تنفيذ تفجيرات في كل مكان تكون فيه.
بالموازاة… عهد الرئيس الأسد، بـ"نصر نهائي" على المجموعات المسلحة، خاصة بعد نجاح االجيش في إلحاق هزيمة قاسية بتنظيم جبهة النصرة وأخواته في الغوطة والمناطق المجاورة، وفي لقاء صحفي، قال الأسد إن "إعلان النصر سيكون قريباً جداً، وأن المحاولات الخائبة التي قام بها الأعداء لم تنجح في ثني الجيش السوري عن أداء واجباته لغاية تحرير آخر شبر من أرض سورية".
مجملاً.... إن معركة الغوطة قد أوشكت بالفعل على الحسم لصالح الجيش السوري، وإنطلاقاً من ذلك تتجه سورية نحو نافذة النصر والحسم، كما تنتصر على المشاريع التي تحاول عبثاً النهش في جسدها، لتبعث برسائلها المبشرة بأن مشروع الإرهاب سيسقط لا محالة فيما ستبقى سورية صامدة رغم التآمر الأمريكي والإسرائيلي عليها، وأن سورية ستبقى مقبرة كل من يتآمر عليها، كل ذلك يؤكد بان سورية اليوم ترسم ملامح العزة والكرامة رغم كل المؤامرات التي تحاك ضدها، وأن خطاب النصر النهائي الذي سيعلنه القائد العام للجيش والقوات المسلحة بات قريباً لا سيما بعد الإنجازات الكبيرة التي صنعها الجيش العربي السوري.