مصطفى الخاني يبدع ويتقمص شخصية " توفيق " بتفاصيلها في " ماملكت أيمانكم "

mainThumb

07-09-2010 09:31 PM

كثير هو الكلام الذي أثير حول شخصية النمس في مسلسل " باب الحارة " بجزئه الرابع والتي أداها الفنان السوري مصطفى الخاني، وعلى الرغم من الجماهيرية الكبيرة التي حققتها الشخصية ولاتزال، فإن البعض رأى أن ما قدمه الخاني مجرد أداء عابر وأنه استفاد من جماهيرية مسلسل باب الحارة لتحقيق جماهيريته الشخصية، وعلى الرغم من النقد الذي لاقاه الخاني فإنه تقبل جميع الآراء وعمل بصمت ليقول للجميع " أملك في جعبتي الكثير.. ولدي الجديد والمختلف لأقدمه.. وما قدمته في النمس لم يكن سوى بوابة نحو الباب الأوسع "... الجميع يعرف أن الفنان الخاني قدم شخصية متميزة في مسلسل الزير سالم وهي شخصية جحدر وقدم شخصيات جميلة وأداء لافتاً في مسلسلات أخرى منها " سقف العالم " إلا أن الأداء اللافت الذي يقدمه الخاني في المسلسل المثير للجدل " ماملكت أيمانكم " يؤكد أنه فنان موهوب ويملك إمكانات كبيرة جداً فعلى الرغم من الجدل الذي أثير حول العمل إلا أن ذلك لا يغيب الأنظار عن الأداء اللافت للخاني في العمل وهو الذي يؤدي شخصية توفيق وهو رجل دين مدعّ ويتستر بالدين في حين أنه يقوم بأفعال وتصرفات لا تمس للدين ولا للإسلام بصلة.


المبهر في أداء الخاني بهذا العمل هو طبيعة الشخصية التي تختلف اختلافاً جذرياً عن شخصية النمس، الشخصية هنا مركبة وتحتاج إلى ذكاء مختلف ودهاء وخبث من نوع آخر. فما تطلبه الشخصية هو الظهور بمظهر رجل الدين التقي والورع في حين أن النيات الخبيثة هي الدافع والمحرك لهذه الشخصية وبالتالي فإن العمل على هذا النوع من الشخصيات يحتاج إلى الغوص في عوالمها وتفاصيلها الدقيقة والمطلوب هنا أن يملك الممثل إحساساً كبيراً في التعامل مع الشخصية وهذا ما كان من الخاني الذي أجاد بشكل لافت للنظر في التعامل مع هذه الشخصية من النواحي النفسية والجسدية وليس من الصعب ملاحظة غوص الخاني في تفاصيل هذه الشخصية من الداخل وتقمصها بشكل كبير فقد بدا ذلك واضحاً بدءاً من الشكل الخارجي حيث تم اختيار الملابس ذات الألوان الترابية، وصولاً إلى التفاصيل الدقيقة المتعلقة بها كوضع الساعة باليد اليمنى وكذلك الأمر باستخدام أنواع الخواتم ووضعها في أصابعه كنوع من الدلالة الرمزية عما يقوم به بعض رجال الدين أو مدّعو ذلك، ولم ينسَ الخاني التفاصيل النفسية الدقيقة للشخصية سواء بحركة يده ووضعها على عنقه في اللحظات الحرجة وهي إسقاطات على العقد التي تعاني منها مثل هذه الشخصيات وكذلك التفاصيل المتعلقة بسرد عدد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وانعكاس ذلك على طريقة حياته واستخدامه ذلك في رنات جواله وغيرها. ‏


والجميل في أداء الخاني لهذه الشخصية أيضاً هو سلاسة الانتقال بين مشهد وآخر وعدم السكون وبالتالي الابتعاد عن الإيقاع المتكرر والذي غالباً ما يقع فيها الممثل بهذا النوع من الأدوار بسبب بعض التشابه في المشاهد التي يؤديها والأهم هو قدرة الخاني على أداء ردات فعل نوعية تنعكس بشكل واضح على عينه ووجهه وحركات جسده وهي غالباً ما تكون معبرة أكثر من الكلام نفسه وهذا إن دل يدل على قدرات مميزة لهذا الممثل. ‏


إذاً في ماملكت إيمانكم استطاع الخاني أن يقدم شخصية جدلية بطريقة رائعة من كل النواحي أثبت بما لا يدع مجالاً للشك الإمكانات الكبيرة التي يتمتع بها هذا الممثل وأنه لم يستكن للنجاح الذي حققته شخصية النمس بل استطاع أن يقدم الجديد والمختلف وأن يبرع في أداء دوره الجديد وبالطبع فإن براعة الخاني في هذا العمل فرضت على الممثلين الذين يقفون أمامه في مشاهد من العمل بذل جهود مضاعفة لتقديم أداء يقترب من أداء الخاني الذي أراد من خلال شخصية توفيق أن يقول.. " لدي الكثير ومهنة التمثيل بالنسبة لي هي حالة إبداع ". ‏


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد