"إمسام" تثني على الدور الأردني في رعاية المسنين

mainThumb

02-10-2010 10:22 PM

يحل في الأول من تشرين الأول اليوم الدولي للمسنين، حيث يتوافق مجيئه فيما تباينت جهود الدول في تقدير تلك الفئة العمرية التي بذلت أفضل سنوات عمرها في خدمة مجتمعاتها وأوطانها التي بدورها تحقق مستويات تنمية متفاوتة.



وقال الدكتور نصير شاهر الحمود المدير الإقليمي لمنظمة "امسام" — المراقب الدائم للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة وسفير النوايا الحسنة إن هذه الشريحة الأساسية من المجتمع يجب أن تحظى بنصيب أكبر من قبل الدول من خلال وضع منظومة تضمن العيش الكريم لها بعد تخطيها مرحلة معينة من العمر تقديرا للجهود التي بذلتها تجاه مجتمعاتها.



وأكد أن المجتمعات العربية لا تزال تتمتع بالتكافل والتضامن وهي لا ترضى أن تنأى بنفسها عن حاجات كبار السن، بيد أن تراجع المستوى المعيشي وزيادة التحديات الاقتصادية، ساهمت في بروز مظاهر غريبة على هذه المجتمعات، حيث زادت أعداد المسنين الذين يلجئون لبيوت العجزة أو الذين لا يجدون معيلاً أو متابعاً لشؤونهم الصحية والغذائية.



وعاد الحمود للقرآن الكريم للتأكيد على السمات التي تميز المجتمعات العربية الإسلامية مستذكراً الآية الكريمة الواردة في سورة الإسراء بقول الله عز وجل " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً، إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً ، وأخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً".


وقال الحمود إن الأردن حرص على رعاية المسنين مستندا للجهود الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص، كما إستند للجذور القوية لثقافة التكافل والتراحم والمودة التي يتميز بها أبناؤه.


وأضاف " جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين والملكة رانيا العبد الله يعلون من شأن هذه الشريحة الأساسية والمؤسسة للمجتمع الحديث في المملكة".


وزاد في بيان صحافي " حرص جلالتيهما على تلبية احتياجات المسنين واقتفاء أثر متطلباتهم من خلال الزيارات الدورية والمخصصات اليومية التي تضمن لهم العيش الكريم".


ولفت إلى الجولات المنتظمة التي يقوم بها جلالتيهما على دور الرعاية وتكفلهما بنفقات العلاج الطبي والرعاية الصحية.


وقدر الحمود دور وزارة التنمية الاجتماعية في هذا الشأن قائلاً " نتلمس عن كثب جهود الوزارة بالاهتمام بالمسنين ومراعاة متطلباتهم التي تستجد مع بلوغهم مراحل متقدمة من العمر".


وأضاف " تحرص الوزارة على القيام بأنشطة تدعم روح التفاؤل والإقبال على الحياة لدى كبار السن، ليشعروا بوجود جهات تكافؤهم على بذل جهود مضنية في مراحلهم العمرية المختلفة".



لكنه نبه إلى التحديات المرافقة للاهتمام بهذه الشريحة في المجتمع الأردني، إذ زاد عدد المسنين في دور الإيواء من جراء المصاعب الاقتصادية التي يواجهها الأبناء، فضلا عن اضطرار زوجاتهم للعمل لتغطية الحاجات المعيشية، ما يقلل فرص بقاء الأجداد في دائرة رعاية أبنائهم.


ويشكل المسنون نحو 4.2% من إجمالي عدد سكان المملكة البالغ زهاء 6 ملايين نسمة، وهي نسبة قليلة بالموازاة مع المجتمعات الأخرى في ظل غلبة عنصر الشباب ، وهو ما يدعو لتوفير الإمكانات اللازمة لمنحهم الحق في العيش الكريم فضلا عن الرعاية الصحية.


و وفقا لدراسات رسمية وأهلية، فإن العام 202 سيشهد وصول نسبة عدد المسنين من مجمل سكان المملكة لنحو 7.6%، ما يدعو لبناء المؤسسات الكفيلة باستيعاب واحتضان هذه الفئة.


واقتبس الحمود تصريحات سابقة لمسؤولي وحدة السياسات والتخطيط في المجلس الوطني لشؤون الأسرة قولهم إن انخفاض معدل الوفيات وارتفاع العمر المتوقع عند الولادة, وصولاً إلى 71.5 سنة.



وفي هذا السياق ، لفت الحمود إلى أن طول معدل الأعمار بفضل الرعاية الصحية، يتطلب جهداً إضافياً من قبل الأبناء في إعلاء شأن قدسية العلاقة مع الأبوين من خلال احتضانهما وتوفير إمكانية الإقامة لهما في محل إقامته.



نبذة تاريخية



بموجب القرار رقم 45/106 في عام 1990، قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتماد اليوم الأول من تشرين الأول/أكتوبر ليكون اليوم الدولي لكبار السن وذلك كمتابعة للمنظمة الدولية مثل خطة عمل فيينا المتعلقة بالشيخوخة وصادقت عليها الجمعية العامة في وقت لاحق من العام المذكور.


و في عام 1991، وبعد عشرة أعوام من التصديق عليها تبنت الجمعية العامة مبادئ الأمم المتحدة المتعلقة بكبار السن وذلك بموجب (القرار رقم 46/91).


وفي عام 2002، تبنت الجمعية العالمية الثانية للشيخوخة خطة عمل مدريد الدولية المتعلقة بالشيخوخة ، وذلك بهدف التجاوب مع الفرص المتاحة والتحديات التي تواجه شيخوخة السكان في القرن الحادي والعشرين، وتعزيز بناء مجتمع لجميع الأجيال. 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد