صحيفة السوسنة الأردنية

اجزم يا سيدي مثلما انت تجزم ان لا دخان من دون نار, واعتقد ان لديك تصورا تاما عن التركيبة التامة لشرائح المجتمع الاردني كافة, فهو ليس مجتمعا برجوازيا باطيافه كافة لكنه حتما مجتمعا فقيرا وقد تآكل رباط جاشه بفعل القرارات الحكومية الجائرة والمتعاقبة واصبح هم كل حكومة تاتي ان تكمل ما شرعت به الحكومة التي سبقتها وانت تعرف جيدا ان الاقتصاد الوطني تآكل بفعل ضربات الفساد الموجعة والمتلاحقة دون ان نجد جهة حكومية واحدة تقوم بالرد على مصادر ضربات الفساد حتى تعملق واصبح بمقدور زبانيته تغيير المناصب والمراكز لا بل تغلغلوا في كثير من مفاصل الحياة اليومية التي نعيشها.

 

عندما تسلمت حكومتكم الرشيدة زمام الامور استبشر المواطن خيرا بان هذه الحكومة على عكس حكومات سابقه ستقوم على تلمس مكامن الخطا والوجع في المجتمع الاردني والعمل قدر المستطاع على اصلاحها لكن ما حدث خيب الامال فالضريبة هي الضريبة التي سعت حكومة الملقي على تكريسها على بطن المواطن مع ان المواطن اصبح الان لا يملك شيئا وعلى راي المثل البدوي الدارج في مجتمعنا (حيلة القرد العصا والجلد) فكيف سنرضي قراراتكم التي لا تتوقف عند حد وكيف سنعيش وانت تعرف ان الغالبية العظمى من ابناء هذا المجتمع هم من فئة العسكر والموظفين وان هذه الشريحة رواتبها لا تقارن براتبك او راتب اي وزير او نائب كما ان الحكومات التي سبقتك وصولا اليك لم تسع لزيادة الرواتب دينارا واحدا فالضرائب تعملقت والاسعار ايضا بينما الرواتب تقزمت ومع ذلك لا انت ولا غيرك من رؤساء الحكومات اعذرتم المواطن ولم تسعوا جاهدين لنجدته.

 

يا دولة الرئيس انت تصدر قراراتك من خلف الكواليس ومن الجدران المغلقه ولم تعرف ماذا يوجد خارج الجدران التي تتحصن انت وفريقك الوزاري بداخلها ,انت نفسك نأيت بنفسك عن سماع صوت المواطن او الاستماع الى شكواه وان كنت تعتقد ان القنوات التي تؤدي لمكتبك صالحة في ايصال صوت المواطن لك او لغيرك من المسؤولين الحكوميين فتلك رهانات باطلة .

 

لنكن واضحين كل الوضوح دولة الرئيس ونحن والله نحبك انك سعيت لتثخين الجرح وانك مارست ظلما بقصد او من دون قصد وان الكثير من القنوات الاعلامية التي تزودك بالصور هي قنوات ذات كاميرات مهتزة مصوروها اغرار وكتابها يسعون لغاية في نفوسهم.

 

المواطن يا دولة الرئيس اصبح على مفترق طرق منهم من اختار الموت بارادته ومنهم من اختار السجن بارادته ومنهم من جنح نحو مسالك صعبة لها عواقبها الوخيمة على الوطن ومنهم من باع منزله الذي ياوي اولاده واسرتة في سبيل تامين لقمة العيش ومنهم بعد المعزة اصبح ذليلا فافيدونا يا دولة الرئيس اين نحن سائرون  فكل حزم الامان الاجتماعي التي تبنتها الحكومات السابقه لم نر او نلمس منها شيئا بالعكس يا دولة الرئيس كل الذي لمسناه زيادة في اعداد الفقراء واصبح لدينا فئة جديدة في المجتمع اسمها الغارمات وهن نساء دفعت بهن الحاجه للاقتراض من الصناديق الميكروية بسعر فائدة يصل الى 20% وهو رقم مذهل فهل ترضى انت او غيرك الذل والاهانه للمراة الاردنية او المواطن الاردني بشكل عام فان كنت لا تعلم فان اغلب الشرائح الفقيرة تحولوا الى متسولين او مديونين تطاردهم دائرة التنفيذ بسبب دين ربما يكون لدى البعض منهم لايتجاوز المئة دينار يدخل بسببها الحبس.

 

يا دولة الرئيس عمر بن الخطاب خاف ان يساله الله عن ناقة تعثرت بارض الشام فانت قبل ان تطلب مني ان اعمل كذا وكذا فمن المفترض ان توفر لي المقومات التي تساعدني كي انهض وانفذ ما تامر به فليس من المعقول ان تطلب من صاحب منزل لايملك عشاءه ربطة خبز او قنينة زيت وعلى ذكر الزيت اخبرك ان نسبة كبيرة من الاردنيين اصبحوا يشترون الكاز في زجاجات ماء الصحة فان كان من تعتيم على الصورة التي تصل اليك فانني اضعها امامك صافية نفية وبلا رتوش.

 

دولة الرئيس المواطن تعب ومل من القرارات الحكومية الجائرة وتعب من تصريحات وزراء في حكومات سابقة وهذه الحكومة فاين نتائج برامج التصحيح الاقتصادي واين حزمة الامان الاجتماعي واين العيش الكريم للمواطن الاردني اقسم لك بالله اننا نعيش هذه الايام حالة من الذل لم يعشها حتى العبيد ابان الاستعمار الانجليزي في افريقيا ونحن وبكل صدق نناشد جلالة سيدنا التدخل بشكل مباشر للتخفيف على المواطن فحكومتك ياسيدي وحكومات سابقه مع الاحترام لكم هي حكومات جباية وتركيع فهل نتحاور نحن وانت بكل شفافيه بعيدا عن مداخلات النواب او الوزراء ذلك ان الغالبيه منهم همهم منفعتهم الشخصية.

 

دولة الرئيس ان الغالبية العظمى من نساء الريف والاغوار اصبحن يبعن الخبيزة والحندقوق والجرجير والشومر من اجل تامين لقمة العيش لاولادهن الذي هم جنود على واجهات وتخوم الوطن وعلى بابك وباب غيرك من اجل تامين الراحة والطمانينة لكم ولاولادكم  فانا لا اطالب بالهجرة كما طالب بها قتيبه انا وغيري نقول لك نريد تنفيذ تصريحات وتوجيهات الملك من اجل تامين حياة كريمه للمواطن وتحسين اوضاعه.

 

دولة الرئيس انت تعرف ان الاغوار هي سلة خضار الاردن والعالم والعربي وان المزارع في وادي الاردن محاصر من جنوب وشمأل فقنوات التصدير مغلقه  ومستلزمات الانتاج غرقت في الضرائب الجائرة والمزارع انهكه الدين ومقصلة الاقراض الزراعي تهدده صبح مساء فهو يمر بحالة من الويل والمعيشة الضنكى فان كنت انت وانت راس الهرم في هذه الحكومة لم تسع لنجدته فمن ينجده هو استدان كي يجهز سلة الخضار لي ولك ولكل الشعب الاردني لكنه اخفق بسبب رداءة الاسعار وجشع التجاروغلاء مستلزمات الانتاج بسبب الضرائب الجائرة  فمن المفترض ان يكون له حلا سريعا وعاجلا لا يقوم ولا يرتبط بوعود او لجان لانه يا دولة الرئيس اذا اردت ان تميت قرارا فاحيله الى لجنة فلقد مل المواطن الاردني اجتماع اللجان ومخرجات اللجان التي لا تبشر بخير.

 

واقبل الاحترام