المراحل العمرية المختلفة واولوياتها

mainThumb

18-01-2019 04:14 PM

مما لا شك فيه ان أولويات حياة الإنسان تتغير مع تقدمه بالعمر وتتغير وتتبدل تلك الأولويات واهميتها حسب مراحل عمره، فتراه عجولا مندفعا في ريعان شبابه ولا يقدر عواقب الأمور، ويريد كل شيء بسرعة ودون عناء، وتعتبر مرحلة الشباب مرحلة مهمة وخطرة في حياة الفرد، فتراه احيانا يلقي بنفسه إلى التهلكه، سواء كان ذلك من خلال القيادة السريعة للمركبات او عدم ضبط النفس، وتستغل معظم امبراطوريات العالم هذه الفئة العمرية لبناء مجدها وعلو شأنها، فتقذف بهم في الصراعات والمواجهات والحروب وتحت محفزات وايدولوجيات مختلفة جميعها تصب بمصلحة السلطان مستغلة قوة واندفاع هذه الفئة العمرية وعدم فهمها لمعنى الحياة واهميتها.
 
وقد لا يدرك الشاب في هذه المرحلة أهمية الأسرة والأطفال وقد يغامر بنفسه تاركا كل مقومات وأسرار الحياة خلفه.
 
وعندما يتقدم بالعمر قليلا يبدأ يدرك ويستوعب معنى الحياة وأهمية الأسرة والأطفال، وكلما تقدم إلى مرحلة الأربعين فأكثر، زاد تمسكه بالحياة وحبه لها ولجميع العناصر الجميلة فيها من زوجة واطفال وبيت ووسيلة للركوب، ففي هذه المرحلة يصبح للحياة طعم آخر أجمل واحلى ويزداد الشعور بالجمال واهميته وبالحياة وطعمها.
 
لا نعيب على الآباء والاجداد تمسكهم بالحياة وحبهم للاحفاد وللاولاد الصغار ان وجدوا، فان تكون ابا لطفل صغير في الخمسين يختلف كليا في ذلك عما كان وانت في مرحلة العشرين.
 
فالحياة تكبر باعيننا وتزداد أهميتها كلما تقدمنا في العمر، والنظرة للعالم من حولنا تختلف كليا عن تلك التي كانت في فترة الشباب، لذا اعتبرت منذ القدم فترة الشباب هي التي تبنى عليها الآمال في البناء والتضحية، لعدم فهما لحياتها وسهولة التاثير عليها واقناهها او تغييرها حتى لمنهجها وعقيدتها في حين يصعب تحقيق ذلك في المراحل العمرية اللاحقة.
 
وحتى لا تكون مرحلة الشباب فريسة سهلة وحتى لا يكون التاثير عليها سهلا، لابد من زيادة الرعاية والعناية في هذه المرحلة تعليميا وفكريا، وحتى لا تكون لقمة سائغة للطامعين بالتاثير، وهذا يتطلب ان تكون الفئة التي تعلمها وتقويها مدركة لأهمية وخطورة هذه المرحلة، ويجب أن يكون التاثير قويا بالقدوة والمثل الأعلى.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد