فمن شهد منكم الشهر

mainThumb

04-05-2019 03:17 PM

ساعات تفصلنا عن أفضل الشهور، شهر رمضان الفضيل، شهر تنزيل القرآن وشهر العبادة والاجتهاد في طاعة الله والتقرب منه سبحانه، فيه الحياة تختلف عن باقي الشهور، حيث يكثر التزاور وصلة الرحم، وتخرج الصدقات والزكاة، ولسان عباد الله الصالحين يكون رطبا بذكر الله وقلبوهم نابضه بذكره، مما ينعكس على جوارحهم، فتراهم أكثر ودا وأكثر تسامحا وأكثر تجاوزا، فعندما تخشع القلوب، تسكن الجوارح وتهدأ وتنشغل بما هو أسما وأرفع وأجل، وهو ما وعد الله عباده الصالحين الصائمين الذاكرين الصابرين.
 
وفيه عند الكثيرين وللأسف يصبح الليل نهارا والنهار ليلا، ويغفل البعض عن الذكر وتلاوة القرآن وينصرفون الى الملاهي والنوادي وأماكن اللهو. الكثير منا يعد العدة لهذا الشهر ويشتري من الأطعمة الكثير ويخزنها وكأنها غير متوفرة أو ستختفي من الأسواق. العصبية تزداد في هذا الشهر وخصوصا قبل الأذان بساعات أو دقائق، فيصبح الجميع في عجلة من أمره ويريد أن يدرك الإفطار في بيته، مما ينتج عنه قيادة للمركبات بجنون والتجاوز بين المسارب بلا قوانين، والقيادة بالسرعة المفرطة، مما يتسبب بالحوادث والكوارث.
 
إنه ليس بشهر الجوع والعطش كما يصفه البعض، بل هو شهر الارتقاء بالروح وسموها والتعالي عن الجسد وما يرافقه من لذات دنيوية ومعاصي وآثام. الحياة فيه يجب أن لا تختلف عن الحياة في الأيام والأشهر الأخر، لا من حيث النوم والاستيقاظ ولا من حيث الطعام ونوعه او الاكثار منه. لا بد من الإكثار من الذكر والتسبيح والتقرب من الخالق والابتعاد عن ما يغضب وجهه سبحانه، فما أحوجنا الى إعادة ترتيب أولوياتنا في هذا الشهر والتقليل من الإسراف والتبذير لكي تسمو أرواحنا وتعلو في ملكوت الله.
 
جعلنا الله وإياكم من المدركين لشهره، القائمين ليله وصائمين نهاره، والمتقبل طاعتهم وصومهم. 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد