تقسيم اليمن .. هزيمة للشرعية

mainThumb

18-08-2019 11:56 PM

 بعد مرور اكثر من أربع سنوات على حرب اليمن او ما عرف سياسيا ب (عاصفة الحزم)، يصل اليمن اليوم الى مقصلة التقسيم بعد فشل استئصال ميلشيا الحوثي المدعومة ايرانيا وفق أهداف التحالف العربي المعلنة.

 
اليوم قوات الحوثي تعزز سيطرتها وتوسع بنك أهدافها في السعودية وتصيب البلاد في العمق، وتضع مستقبل التحالف العربي على المحك، بعد تغير الموقف الإماراتي من الأزمة، ودعمها المجلس الانتقالي للسيطرة على عدن العاصمة المؤقتة لما يسمى بالشرعية المدعومة سعوديا.
 
التطورات اللافتة في جنوب اليمن، وصمت الرئيس هادي المقيم في السعودية على سيطرة (ميلشيا الانتقالي) على عدن بدعم اماراتي يضع البلاد أمام خيار التقسيم، مما سيعمق الأزمة ويعطي الحوثيين دولة قوية في الشمال وهو ما حاربت ضده السعودية لسنوات .
 
ولكن، أمام هذه المعادلة الصعبة والمتغيرات المفاجئة.. ما هي خيارات السعودية ؟
 
أمام الرياض خياران لا ثالث لهما اما الاصطدام مع الامارات لدعمها( الانتقالي)في سيطرته على عدن وتقويض الشرعية او القبول بهذا الخيار كأمر واقع لا بد من التعامل معه، وهذا يعني حتما انتهاء سلطة هادي ( الهشة اساسا) وما يسمى بالشرعية فعليا تمهيدا ليكون انتهاء النظام رسميا. وهذا الخيار هو الراجح وفق المشهد الميداني الحالي.. !
 
ولكن، ماذا يعني ذلك؟
 
ان القبول بالواقع اليمني الحالي، سيفضي الى تقسيم البلاد لدولة جنوبية مدعومة إماراتياً، ودولة يمنية في الشمال مدعومة من إيران وتابعة لها، مما سيزيد الامور تعقيدا وهذا يحيد السعودية !.
 
يبقى السؤال، هل ستقبل الرياض بهذا الحل، وهل ستقبل ان يذهب مجهودها الحربي في اليمن سدى؟ وهل سترضى بقيام دولة موالية في الشمال وذات نفوذ لإيران، بعد ان قدمت أعدادا ليست بقليلة من ارواح ابنائها؟
 
هذا السيناريو صعب تقبله على الرياض، لكن ظاهر المشهد وباطنه صعب، يضع الرياض أمام خيارات حرجة، لا بد ان تخرج بأحدها بما يحفظ ماء الوجه ويحقق مصالحها في المنطقة، فهي قوة إقليمية ولاعب رئيسي، لا يمكن تجاهله او التقليل من شأن المملكة وقوتها العسكرية ونفوذها وثقلها في العالم الاسلامي.
 
فالخيار الأفضل، وفق المرحلة الحالية يتركز في فتح قنوات الحوار المباشر مع جميع الأطراف اليمنية بالتزامن مع اتفاق ينهي الحرب، وصولا الى ارضية مشتركة تفضي الى اجراء انتخابات شاملة بإشراف الأمم المتحدة، تحافظ على وحدة الأراضي اليمنية، وتحقق الاستقرار للشعب اليمني وتضع حدا لجراحه وآلامه، وهذا الخيار بيد الرياض، نتطلع الى ان تعمل به، وتفوت فرص تقسيم اليمن، لانه لا يصب في مصلحتها ويتعارض معها بالدرجة الأولى، ويمنح إيران نصرا لا تستحقه.
 
tayeldamin74@gmail.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد