الإعلام .. وقفة نقد ذاتية

mainThumb

21-01-2011 09:09 PM

  يؤسفني أن اقر أننا  كأعلام أردني  ليس خاليا  من الدخلاء على المهنة .. أو من الذين منسوب المهنية عندهم يساوي صفرا..ونحن كأي قطاع آخر نعيش هذه الحالة.  

 

   بل إن الكلام في الأخلاق والنزاهة والموضوعية والصدقية في مواجهة هؤلاء  ضرب من ضروب الهرطقة غير مسموح الكلام فيه.  

 

 وهذا استثناء على القاعدة. . طبعا!!!.
 

على مدار جمعتين رسم الأردنيون من كافة المشارب السياسية صورة وطنية جريئة في  التعاطي في ملفات كان مكانها الوحيد وراء الكواليس لكنها اليوم صارت مضمنة في شعارات المشاركين في المسيرات .. وبالمناسبة هؤلاء أردنيون.
 

اللحن الوطني الذي عزفه الأردنيون اليوم الجمعة كان نابعا من حرص على الوطن، فشاهدنا صورة الأردن الحقيقية عند المفترقات الصعبة، معارضة تقدم هتافات مسؤولة وامن عام دوره في الحفاظ على أمن المسيرة وراحة المشاركين  .. وجميعهم يظللهم العلم الأردني الذي لو شققت قلب كل أردني لوجدته متموضعا فيه بلا منازع.

 

لكن اللحن لم يخلو من نشاز - للأسف- مارسته إذاعات محلية صورت  الأردن  بلد المليون عدو ولا أصدقاء له أو هشا وهذا ما لا يمكن أن أقبله أنا أو أي أردني تشرب حب بلده خالصا بلا مقابل.  

 

فقد ساءني اليوم وأنا أسمع مذيعا ذو شعبية- هكذا كان المفروض- وهو يهلل لممارسة  زعم أنها صادرة من أردنيين -هم بريئون منها- في طرد وسائل إعلام  غير أردنية  وصفها بأقذع الصفات وبأسلوب بربري نرفضه جميعا.
 

لم يلحظ ذلك الإعلامي ونظراؤه كيف أن الإيقاع الذي يعيشه الشارع قد فرض نفسه على كافة المستويات والقطاعات  ومنها قطاع  الإعلام الذي  انفتح على مناقشة موضوعات كنا نعتبرها من المحظورات ، حتى التلفزيون الأردني انسجم مع الإيقاع وبث ندوة استثنائية ضمت الحكومة والمعارضة.  

 

 أوجه سؤالا لذلك الإعلامي- ومن هم على شاكلته- وعليه أن يجيبني بصراحة، ما الذي لدينا نخاف منه حتى نخفيه؟، أولم نقدم درسا للآخرين  في كيف تكون الحرية المسؤولة المنطلقة من ثوابت وطنية تنطلق منها المعارضة والحكومة وما عدا ذلك من هوامش متروك لأطراف اللعبة السياسية حرية الحركة فيها.
 

وأي أجندة هذه التي تحرك بموجبها ذلك الإعلامي وهو يشتم زملاء في المهنة تستطيع إذا تملكت أدواتها أن تلجم كل فم ناعق على البلد لكن بأسلوب مهني تحكمه الحقائق لا التطاول .
 

فالإعلاميون المهنيون في كارنا  يعرفون أنك لو امضيت ليلك بطوله تشتم لن تستطيع أن تقف في وجه صورة  ملفقة تبثها وسائل الإعلام .. وعندها سيتوارى اللامهنيون ولن نسمع لهم صوتا.
 

هذه وقفة نقد ذاتية تربينا عليها في مدرسة الإعلام الوطني ..فان تكون نابعة من الذات  خير من أن تكون من غيرك.. وعندها تكون أقسى. 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد