إبسر ابو علي .. مقبرة للأحياء لا تعرفها حكومات الأردن / فيديو

mainThumb

07-04-2011 02:00 PM

قرية خارج الزمان والمكان ، صعب حالها على كل عابر مر في طريقها دون ان يعلم ما تخفيه بيوتها ، منذ (60) عاماً وطريقها يشكل مصيدة للموت تحصد أرواح المواطنين من كافة الاعمار ، تفتقر للمواصلات وأدق خدمات البنية التحتية ، طرقت كل الأبواب الإعلامية  لتوصل معاناتها الى أي مسؤول عله ينظر بجدية الى واقع معيشتها ولكن دون جدوى.

" إبسر ابو علي "  إحدى بلدات لواء الطيبة في محافظة اربد ، يبلغ عدد سكانها (500) نسمة  وتربط لوائي الطيبة والكورة بلواء الوسطية  وتعاني من مشكلة الطريق الرئيسي المؤدية إلى بلدة الطيبة والذي يقع في واد سحيق شديد الانحدار متعرج وفيه الكثير من المنعطفات الخفية على شكل أفعى ويربط البلدة بمركز اللواء بمسافة (3كم ) وبعرض لا يتجاوز (2م ) ويشهد الطريق حوادث سير عديدة تعيد من وقت لآخر مشاهد الموت المريع سيما وان اغلب الحوادث تنتهي بسقوط المركبات إلى أسفل وادٍ من ارتفاع يتراوح ما بين (400م _500م) ليذهب ضحيتها أرواح مواطنين أبرياء ليس لهم ذنب سوى أنهم عبروا ذلك الطريق وتصبح فرصة نجاتهم معدومة كون المنطقة معزولة ومهجورة تحديداً في فصل الشتاء بفضل الانزلاقات .

ويقول أهالي هذه البلدة ان ذلك الوادي أصبح وعلى امتداد سنوات طويلة مكبا للنفايات ومخلفات مزارع الدواجن والأبقار ويعمد أصحابها للتخلص منها على جنبات  الطريق فيما يقدم آخرون على إلقاء أنقاض البناء الأمر الذي جعل منه مكرهة صحية جراء انبعاث الروائح الكريهة المتعفنة ووجود حيوانات مفترسة من كلاب وضباع ، متكئين على خلو الطريق من رقابة السير الأمر الذي يستحيل معه تحرير مخالفات بحقهم بالإضافة إلى أن غالبية الحوادث التي تقع جراء عدم وجود حواجز اسمنتية فضلا عن ضيق الطريق التي لا تتسع سوى لمسرب واحد يضيق بالمركبة ليصبح عبور مركبتين في ذات الطريق أمر شبه مستحيل يضطر معة احد سائقي المركبتين إما للمخاطرة بالاجتياز أو العودة إلى بداية الطريق وإفساح المجال لعبورها.

وشكا الأهالي من خلو المنطقة  من الخدمات الأساسية حيث انها لا تقتصر متاعب المعيشة وظروف القرية على الكبار لتطال النساء وصغار السن مما يضطر أبناءها  الذهاب إلى المدرسة الإعدادية في بلدة الطيبة مشياُ على الأقدام في فصل الشتاء البارد والصيف الحار لمدة لا تقل عن ساعة  منوهين انه لا يوجد في القرية سوى مدرسة ابتدائية لغاية الصف السادس يتنقل طلابها لمتابعة دراستهم في المدارس الواقعة  في اللواء الأمر بعد تلك المرحلة ، علما بان هناك الكثير من الطلاب وطالبات المدارس داخل اللواء وطلاب وطالبات الجامعة المنتشرة في محافظات المملكة بالاضافة إلى وجود أعداد كبيرة من الموظفين والموظفات في اللواء وباقي المحافظات . 

وان غالبية السكان يضطرون للذهاب إلى مركز اللواء لشراء حاجياتهم اليومية أما سيرا على الإقدام سالكين الطريق الوعرة فيما يضطر الآخرون بتحمل تكاليف مالية إضافية لاستخدامهم سيارات خاصة وسيلة للتنقل فيما يضطر الآخرون إلى استئجار سيارة متحملين بهذا عبء أضافي إلى عبء ارتفاع الأسعار .

كما يستاء الاهالي من الهجرة المضطردة لأبناء القرية خارج بلدتهم بعيدين عن أهلهم وذويهم وأقاربهم من اجل الوصول إلى خدمات وصلت كل مكان وبما يضمن  تلبية الاحتياجات الأساسية من مخبز وصيدلية وبقاله لبيع المواد التموينية لتصبح حياة السكان رهناً بمدى قدرتهم للوصول إلى اللواء وشراء الاحتياجات اليومية وخاصة الحالات الصحية والمرضية التي سيصعب آنذاك نقلها عبر تلك الطريق في عتمة الليل الخطيرة .

وأشارالأهالي كذلك انه وبالرغم من المطالبات المستمرة من خلال وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والجهات المعنية بأهمية اتخاذ إجراءات جدية وجذرية لإعادة النظر بمشكلتهم التي ستحد من الحوادث المتكررة وبمناشدتهم لكبار المسؤولين بالنظر في واقع معيشتهم وعدم المماطلة بتنفيذ مطالبهم المعلقة منذ عقود  الا ان الحال على ما عليه حتى اللحظة .

وطالب الأهالي بضرورة إعادة فتح الشارع الذي كانت وزارة الأشغال قد أعدت مخططاته والذي سيسهل بدوره على المواطنين الوصول إلى مركز اللواء بسرعة فائقة ،  منوهين انه قبل 5 سنوات قامت وزارة الأشغال العامة باستملاك الارض الصادرة عن مجلس الوزراء بكتابهم رقم (4/6/1/3851) تاريخ 28/2/2008م وتم عمل دراسة لازمة للطريق وتم استملاك الطريق بطول (900متر وبسعة 12.5 متر ) وبكلفة (700 ألف دينار ) بناء على كتاب أمين عام وزارة الاشغال العامة والإسكان بكتابه رقم (5/ع /ج/12779) تاريخ 8/5/2008م حيث باشرت وزارة الأشغال العامة بتنفيذ المرحلة الأولى من الطريق بوضع عبارة صندوقية بالإضافة إلى حفر حوالي (300متر) بمبلغ (86) ألف دينار كمرحلة أولى على أن تنفذ المرحلة الثانية في عام 2010 والمرحلة الثالثة عام 2011م وبعد مراجعاتهم العديدة إلا أن وزارة الإشغال أغلقت الأبواب أمامهم بحجة عدم توفر مخصصات مالية للطريق. 

ولم يتسنى لـ " السوسنة " متابعة الموضع مع وزارة الاشغال ، اذ تم اخبارنا ان الوزير والامين العام في جولة ميدانية ، وحاولنا الاتصال مرة اخرى دون جدوى .
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد