ليش ما تصير مثله
من أمام دكان الحارة وكعادتهم بعد صلاة العشاء يجلسون يسهرون ويسلّوا صاحب الدكان في الحديث عن الماضي وعن مغامرات الطفولة ، فقد جمعتهم البساطة والصداقة القديمة والرفقة الصادقة وربما شقاء الأيام وقسوة الظروف ومع هذا لا يتوقفون عن الضحك والابتسام، وكلما دخل زبون يحاولوا إشراكه في حديثهم الشيّق حتى ولو كانوا أطفالاً صغارا ...
أبو فارس ابن الخمسين عاما والذي عاش بين أسرة فقيرة وكبيرة، ذاق من مرارة الأيام ما ذاق ، فترك المدرسة ليساعد والده فهو من الأعضاء الدائمين في السهرة ... في هذه اللحظات وأثناء جلوسهم مرّت من أمامهم سيارة آخر موديل (بنت سنتها) فما كان من أبو فارس إلا أن قال : هذا صاحبها فلان درس بصفي بالمدرسة ، فرد عليه أحد الجالسين : طيب ليش ما صرت مثله ،لد هذا هو دكتور قد القاهرة وراتبه فوق الألف دينار ، غير بيته الأربع واجهات حجر نظيف عدا عن الأراضي والأملاك ، والمخفي أعظم ، وأنت قاعد قبالي شغل سوالف وما حدا قادر لك بالحكي ...
فرد أبو فارس قائلاً : لقد كان فلان منذ طفولته هكذا، فقد شاءت الأقدار أن يولد في عائلة مقتدرة وغنيّة فأبوه التاجر الفلاني الذي يُحسب له ألف حساب بين التجار وأصحاب رؤوس الأموال ، وقد كان أبنه الدكتور أحد أبناء صفّي ، فعندما كان يُطلب منا الرسوم المدرسية نحاول نحن الهروب والفرار وقت التسجيل لأنه لا يتوفر، فعندما يكون لك ثمانية إخوة ذكور ومثلهم إناث على مقاعد الدراسة ويُطلب منك في نفس الوقت ونفس اللحظة رسوم مدرسية لهم بالإضافة إلى لباس ودفاتر وأقلام ومصروف يومي ، ودخل رب الأسرة لا يكفي لنهاية الشهر أكل و شرب ، بالمقابل هذا الدكتور ابن التاجر الغني في وقت الفرصة يشتري رغيف ساندويش وعلبة بيبسي (تنك) ورغيف آخر يكون تحت ذراعه (احتياط) وأنت ما عليك إلا الوقوف أمامه وهو يأكل وتتحزر بداخلك ( يا ترى شو في داخل السندويشه ، فلافل مع صلطه بطحينة و إلا الصلطة عادية ) ويتبعها في نهاية اليوم (الترويحه ) كيس فول وترمس وقطعة هريسة... هذا عدا عن الرحلات المدرسية التي يكون على رأسها على عجلون و الحمّه والأغوار والبحر الميت في كل فصل دراسي والتي حرمنا منها نحن ، اللهم إذا كانت الرحلة إلى وادي القرية والتي لا يتبعها مصروف كنا نشارك فيها ... وجاي تقول لي :ليش ما تصير مثله ....
نقول بأن مشكلة العصر وتبعاتها من مصائب الناس وفي البيوت وبين الأزواج، تكمن عندما يدخل مصطلح ليش ما تصير مثل فلان ، طيب فلان الله قسم له هيك ، أو فلان رضي على حاله يوكل حرام ، أو ابن فلان صار نائب وصار مدير وصار رئيس لازم أصير مثله ....
فأكثر شيء نحتاجه في هذا الوقت وضع مكبرات صوت في كل مكان تقول للناس : واتّقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ..
تأملات في قصة موسى والعبد الصالح 2-2
ترامب: الولايات المتحدة ستواجه الصين بطريقة ودية للغاية
ألبانيزي تدعو لعزل إسرائيل لوقف إبادة غزة
الحسيني ضمن قائمة أقوى 200 امرأة قيادية عالميًا
دعوة أممية عالمية لوقف إبادة غزة فوراً
تهنئة من القلب لــ د. إيمان صالح
انخفاض مؤشر داو جونز الأميركي أكثر من 400 نقطة
203 قتيلاً في اشتباكات دامية جنوب السويداء
تهنئة لــــ العميد الدكتور جمعة الحمايدة
استدعاء 350 مالك شاليه بجرش لهذا السبب
مهم من الحكومة بشأن انخفاض أسعار البنزين وارتفاع الديزل والكاز
ترفيع وانهاء خدمات معلمين واداريين في التربية .. أسماء
تحذيرات رسمية للمواطنين عند شراء الذهب محلياً
ما حقيقة فرض عمولات على تحويلات كليك للافراد
أردني يفوز بجائزة مليون دولار أميركي بدبي
مدعوون للامتحان التنافسي في التربية .. أسماء
فصل الكهرباء عن هذه المناطق الاثنين .. أسماء
إجراءات جديدة عقب انهيار عمارة سكنية في إربد
أسماء المرشحين لامتحان الكفاية للغة العربية .. صور
نتائج فرز الوظائف بدائرة الأراضي الأردنية .. روابط
الأردن يسلّم مفاتيح تشفير جواز السفر الإلكتروني للإيكاو
موعد إنحسار الكتلة الحارة على المملكة